بوتين ونظيره الامريكي يجتمعان لمناقشة الوضع السوري وكاميرون يلمح الى مكان للاسد في سوريا الجديدة
الأحد 27 سبتمبر 2015 08:13 م بتوقيت القدس المحتلة
موقع رام الله الاخباري | وكالات :
تتصدّر قضيتا سوريا وأوكرانيا اجتماع القمة بين الرئيس الأميركي، باراك أوباما، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الاثنين في نيويورك. وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن الاجتماع يأتي بحكم الضرورة. وقال أحدهم في اتصال مع الصحافيين إن عدم عقد اجتماع وجهاً لوجه سيكون \"استهتاراً\" كما لفت إلى أن زعماء أوروبيين عدة دعوا في اتصالات مع الإدارة الأميركية والرئيس أوباما إلى عقد هذا اللقاء.
سوريا
أكد مسؤولون أميركيون خلال الأيام الماضية أن سياستهم الأوسع في المنطقة تتركز على محاربة \"داعش\"، لذلك يؤكّد الأميركيون قبل القمة في نيويورك أنهم يرحبون بانضمام روسيا إلى هذه الحرب، لكن التحركات العسكرية الروسية في سوريا والمواقف السياسية الصادرة عن بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف وغيرهم من المسؤولين الروس عن بشار الأسد ونظامه ودوره في الحرب ضد \"داعش\" تثير قلق الإدارة الأميركية.
أوضحت سيليست والاندر، مسؤولة روسيا في مجلس الأمن القومي الأميركي، أن الرئيس أوباما سيطلب من نظيره الروسي إيضاحات حول رؤيته للتدخّل العسكري الروسي وسيؤكد له \"سياستنا وموقفنا القائمين على أن الحل الوحيد للنزاع في سوريا وما يسمح لنا بمواجهة مشكلة داعش يشمل انتقالاً سياسياً للنظام السوري\". كما أكدت المسؤولة الأميركية أن هذا الموقف يبقى \"مفتاحاً\".
يرى الأميركيون والروس بوضوح خلافاتهم الضخمة حول مصير بشار الأسد. وقد أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مقابلة مع شبكة سي بي أس الأميركية، أنه مقتنع تماماً بضرورة التعاون مع نظام الأسد لمواجهة \"داعش\" والتنظيمات الإرهابية وأن تدمير النظام السوري \"سيوصلنا إلى حالة فوضى كما حدث في العراق وليبيا\".
سيكون اجتماع أوباما بوتين صعباً لأن الرجلين والبلدين ينظران إلى مسألة محاربة \"داعش\" والنظام السوري من منظارين معاكسين. وقالت سيليست والاندر لدى تحدثها إلى الصحافيين إن الروس \"يفهمون القضية رأساً على عقب\"، وأضافت أن الولايات المتحدة تعتبر أن تنظيم \"داعش\" تمكّن من تثبيت أقدامه وجلب تأييد ومتطوعين \"بسبب تصرفات نظام الأسد. ومن الواضح أن رؤيتنا تختلف بهذا الشأن\". وأوضحت أن \"اللقاء الثنائي ووجهاً لوجه سيكون فرصة للتحدث عن هذا الموضوع وعن هذه القضية بالذات\".
ما يزيد في تعقيدات الاجتماع هو أن الرئيس الروسي أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس الأميركي أوائل هذا العام وناقش معه موضوع سوريا. وقال بن رودس، نائب مستشارة الأمن القومي، إن الخلافات العميقة كانت موجودة من حينه \"وما زالت موجودة حول طبيعة النظام السوري وعلى بشار الأسد أن يترك السلطة من ضمن أي حلّ مستديم في سوريا أما روسيا فتتابع دعمها للأسد\".
التدخل العسكري
يعتبر الأميركيون أن التدخل العسكري الروسي فرض واقعاً جديداً ويخشون من أن يفرض هذا الواقع نتيجة سياسية تبدأ من فرض بقاء بشار الأسد وبالتالي الالتفاف على جنيف واحد.
ما يزيد في شكوك الأميركيين هو أن الرئيس الروسي يتعاطى مع الشأن السوري وكأنه قضية الشيشان، وهو فرض حل عسكري هناك قائم على ضرب التمرّد وثبّت حكومة محلية موالية لروسيا الاتحادية، كما أن الرئيس الروسي يعتبر أن \"الحكومة الشرعية\" هي المخوّلة بحلّ مشكلة التطرف ولا يقبل بمقولة إن الأسد هو السبب في التطرف، بل يعتبر أن الأميركيين ارتكبوا أخطاء كبيرة في العراق أيام جورج دبليو بوش، وليبيا أيام باراك أوباما، ولا يريد أن يناقش تغيير الأنظمة.
المشكلة الثانية التي يريد الأميركيون معالجتها هي مشكلة الازدواج العسكري في الأجواء السورية والأهم التوصل إلى تفاهم مع بوتين حول التحركات البرّية، فالأميركيون يسعون إلى تنظيم وحماية المعارضة السورية المعتدلة وأدخلوا 70 عنصراً جديداً مع عتادهم إلى الأراضي السورية منذ أسبوع، ولا يريدون أن يحاول الروس المسّ بهذه المعارضة، أو دفع الأمور بين القوتين العظميين للاشتباك، لأن الأميركيين وعدوا المعارضة السورية و\"القوات السورية الجديدة\" بحمايتها من أي اعتداء.
ومن جهة ثانية قالت صحيفة صنداي تلغراف إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مستعد لتقبل فكرة بقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد بالسلطة في الأجل القصير، ريثما يتم تشكيل حكومة وحدة في البلاد.
وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قد صرّح في وقت سابق أثناء مقابلة له مع صحيفة لو موند الفرنسية قائلا إنه \"من الضروري التحدث مع الأسد إذا كان سيصبح طرفا في اتفاق بشأن عملية انتقالية\"، لكنه عاد وقال إنه يجب \"على الأسد أن يرحل ولا يمكن أن يكون جزءا من مستقبل سوريا\".
وأعلن هاموند أن \"الوجود الروسي في سوريا يقوي شوكة الأسد ويزيد مسؤولية موسكو الأخلاقية عن الجرائم التي يرتكبها النظام\".