العيد يأتي بفرحة منقوصه لأكثر من " 6500 " عائلة فلسطينية
السبت 26 سبتمبر 2015 07:50 م بتوقيت القدس المحتلة
موقع رام الله الاخباري | الخليج اون لاين :
يعيش المسلمون هذه الأيام مناسبة عيد الأضحى المبارك، ويتمتعون بدفء العائلة التي تجتمع في العيد الذي أكرمهم الله به ترويحاً عن أنفسهم من مشاق الحياة طوال العام، وتعزيزاً لروح العبادة في نفوسهم.إلا أن هناك قرابة 6500 عائلة فلسطينية تعيش فرحة منقوصة في العيد، إذ يقبع الزوج أو الابن أو الأخ في سجون الاحتلال ظلماً وقهراً، ويبعد عن أهله ويمنع من صلة رحمه.
- العيد لا يشفع للأسرى
وتشهد سجون الاحتلال الإسرائيلي في الأيام التي تسبق عيد الأضحى حملة من التضييق الممنهج ضد الأسرى الفلسطينيين، إذ يقول فؤاد الخفش، المختص في شؤون الأسرى: \"إن الاحتلال يشن حملة قمع ممنهجة ضد الأسرى الفلسطينيين في السجون، حيث شهد سجن النقب اقتحاماً للأقسام وعمليات تفتيش استمرت 11 ساعة متواصلة، وهناك حملة تنقلات واسعة في صفوف الأسرى حتى يحرمهم الاحتلال من الشعور بالاستقرار\".وحول أجواء العيد في السجون يشير الخفش، وهو أسير سابق، إلى أن الأسرى يحاولون التغلب على غصة البعد والحرمان بصنع فرحهم بالعيد داخل السجن، عن طريق صنع حلويات بطرق بدائية والحرص على المعايدة فيما بينهم.الخفش يؤكد أنه لا فرق بين يوم وآخر داخل السجن، \"فسلطات الاحتلال لا تراعي حرمة العيد وخصوصيته لدى المسلمين، فسياسات التضييق ما تزال مستمرة، من قطع للماء الساخن فجر يوم العيد، والتأخير في فتح الأبواب حتى لا يجتمع الأسرى للصلاة باكراً\".
- عيد بطعم المرارة
ويمر العيد ثقيلاً على الأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم، فطقوسه تكون منقوصة بالحرمان والغياب، الأطفال يفتقدون آباءهم والأمهات تفتقد الأبناء، والعائلة تفتقد \"لمة الشمل\" والاجتماع على مائدة وفرح واحد.إلا أن الزيارات المتبادلة بين العائلات والمؤسسات المجتمعية لأسر الأسرى يمكنها أن تخفف عنهم ما بهم من ضيق، وتشاركهم فرحة العيد.
تقول عبلة سعدات، زوجة أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمسجون في سجون الاحتلال منذ عام 2003: \"إن يوم العيد هو فرحة منقوصة بكل المعايير؛ فغياب الزوج ورب العائلة ينتقص من فرحة الأبناء، إذ نستشعر بغياب أبي غسان في العيد أكثر من أي يوم آخر\".وتضيف أم غسان أن الاحتلال منع الزيارات لزوجها على مدار العامين الماضيين، حتى زارته أخيراً الأسبوع الماضي، وبعد الزيارة فرضت عقوبات على أسرى سجن نفحة الذي يقبع فيه زوجها، وتم اقتحام السجن والتضييق على الأسرى، ومنعت الزيارات بين الأقسام في محاولة لتعكير فرحة العيد المنقوصة عليهم ومنع المعايدة فيما بينهم.
وتشير إلى أن يوم العيد بالنسبة للفلسطينيين يبدأ بزيارة مقابر الشهداء وزيارة عائلات الأسرى والشهداء، ومشاركتهم فرحة العيد، وتقول بأنها تنتظر في كل عيد زيارة رفاق زوجها ومحبيه لتستذكر شيئاً ممّا بقي من فرحة للعيد في غياب الزوج.
- 8 أعياد خلف القضبان
شهلا والدة الأسير مجاهد حامد من مدينة رام الله، تحدثت لـ\"الخليج أونلاين\" عن مظاهر العيد، وقالت: \"منذ أن اعتقل مجاهد قبل 5 سنوات وحكم عليه بالسجن 9 سنوات، لم ألبس ثوباً جديداً يوم العيد؛ لأنني لا أستطيع أن أشعر بفرحته وولدي يقبع بعيداً عني وعن العائلة\".وتتابع: \"فالغصة كبيرة يوم العيد، ولن ألبس ثوباً جديداً حتى خروجه من المعتقل\".
لكنها استدركت بالقول: \"إن مظاهر العيد موجودة في منزلنا، فأنا أشارك عائلتي وأبنائي فرحة العيد، ولا أظهر لهم غصتي بالرغم من أنني لم أفرح يوماً منذ سجن مجاهد، في محاولة منا أن نكون أقوياء\".أما بالنسبة للأسرى في سجون الاحتلال والاحتفال بمظاهر العيد، فتقول والدة مجاهد إن الأسرى يحاولون استعادة ذكريات العيد مع عائلاتهم بصنع الطعام بما تيسر لهم،
وصنع الحلويات البدائية، وذلك تجاوزاً للصعوبات التي يفرضها الاحتلال عليهم داخل المعتقل.وتنقل عن ابنها بأنه يحاول أن يستذكر طقوس العيد بين أهله، عن طريق تجميع الطعام الذي يتيسر لهم في السجن قبل العيد، حتى يأكله مع زملائه في الأسر صباح يوم العيد استذكاراً للطعام الذي كانت والدته تعده لهم بعد صلاة العيد مباشرة.ويشار إلى أن هناك أسرى فلسطينيين ما يزالون يقبعون في سجون الاحتلال منذ قرابة 30 سنة؛ أي أمضوا نحو 60 عيداً بعيداً عن الأهل والأحبة في عتمة السجن.