هيمن واقع الرياضة الفلسطينية على أعمال مؤتمر القمة العالمي لمناهضة العنصرية في الرياضة، الذي تستضيفه جمهورية جنوب إفريقيا، وتنظمه مؤسسة \"غلوبال ووتش\"، بالتعاون مع الإتحاد الدولي لكرة القدم \"الفيفا\"، ومنظمة الأمم المتحدة، ومنتدى الدوحة الرياضي، وحضور الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما، ورئيس لجنة حكماء إفريقيا، تابو مبيكي، وشخصيات رياضية دولية وأخرى اعتبارية.وقال اللواء جبريل الرجوب خلال مشاركته، رئيساً للجنة الأولمبية الفلسطينية، ورئيساً للإتحاد الفلسطيني لكرة القدم:\" إننا نتحاشى على الدوام ضمن حالة الفهم الإنساني للرياضة، الخلط بين السياسة والرياضة، بيد أن الواقع في فلسطين مختلف جدا، سيما إذا ما تحدثنا عن العنصرية والإقصائية التي تمارسها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، باستهدافها كافة شرائحه ومكوناته، وعلى رأسها المكون الرياضي، الذي يعاني من استهداف إحتلالي مُتعمد\".وأضاف الرجوب:\"إن إسرائيل لم تدخر جهداً إلا وبذلته، من خلال سطوتها الإحتلالية على الأرض الفلسطينية، لعزل الشباب الفلسطيني من التواصل مع محيطه الإقليمي والعالمي، عبر الرياضة بكافة أنواعها، بوصفها اللغة التي تفهمها كل شعوب الأرض\"، وأردف مخاطبا المؤتمرين؛ \"إذا ما أردتم معرفة ماذا تعني العنصرية في الرياضة، التي هي موضوع مؤتمركم هذا، فعليكم أن تقرأوا السيرة الذاتية للإحتلال الإسرائيلي وتقصده الفاشي للرياضة والرياضيين الفلسطينيين\".ورفع الرجوب الكارت الأحمر بيده أمام المؤتمر للكيان الصهيوني، وسط تصفيق حاد من المؤتمر، في معرض حديثه عن الإنتهاكات الصهيونية للرياضة الفلسطينية، مجددا تأكيده على أن العنصرية لها تفسير عملي واحد في القرن الحادي والعشرين، ونموذج لا ثاني له، عنوانه ما يفعله الاحتلال لقتل روح التواصل الإنساني والعالمي بين الشباب الفلسطيني ونظرائه في شتى بقاع الأرض، من خلال قمع الرياضة الفلسطينية، وعرقلة أية محاولة للإرتقاء بها.واستشهد الرجوب أثناء مداخلته حول العنصرية في الرياضة، بفيلم تسجيلي قصير، يبين لقطات حية عن التدخل العسكري الصهيوني في حياة فتية فلسطينيين يلعبون كرة القدم في الأحياء الشعبية في مدن الضفة الغربية، قبل أن تداهمهم دورية عسكرية صهيونية، لتبدأ ملاحقتهم واعتقالهم، كما تخلل الفيلم التسجيلي لقطات لرياضيين وفتية صهاينة يلعبون كرة القدم في أرقى الملاعب المجهزة لذلك، وبحضور رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي بدا متحمسا للاعبين الصهاينة.من جهته؛ أكد رئيس جمهورية جنوب إفريقيا جاكوب زوما، على أن \"ما يحدث في الرياضة هو انعكاس حقيقي، لما يحدث في المجتمعات في جميع أنحاء العالم\"، مضيفا:\"لأن الرياضة لعبت دورا في مختلف التأثيرات السياسية والإجتماعية، فإنه لا يمكن أن تكون معزولة عن مثل هذه الضغوط\".ودعا زوما انطلاقا من تجربة جنوب إفريقيا تحت نظام الفصل العنصري البائد، المجتمع الدولي أن يأخذ بعين الإعتبار ويتأمل في البعد الأيديولوجي الذي ينتج العنصرية والتمييز في الرياضة.كما عبر مؤسس \"غلوبال ووتش\" توكيو سيكسويل، عن دعم منظمته المطلق للرياضية الفلسطينية، باعتبارها رافعة إنسانية وأداة تواصل حضاري تربط فلسطين بشعوب العالم، مشدداً على ضرورة أن تتحرر الرياضة الفلسطينية من كافة القيود التي فرضها ويحاول أن يفرضها الإحتلال عليها، بأساليب عدة على مدار السنوات الماضية.وأشاد متحدثون آخرون وناشطون رياضيون، بالرياضة الفلسطينية، التي استطاعت أن تصمد رغم كل ما تعانيه من ظروف استثنائية التعقيد، فيما عبر صحفيون عن توقعهم أن يخرج المؤتمر على ضوء مشاركة الرجوب في جدول أعماله، بتوصيات تتعلق بدعم القطاع الرياضي الفلسطيني، في ختام المؤتمر الذي يستمر على مدار يومين.