السفر عبر معبر الكرامة " رحلة نحو المجهول او " الكابوس المخيف " تقرير لمعاناة المسافرون

موقع رام الله الاخباري | الخليج اون لاين :

\"رحلة نحو المجهول\"، أو رحلة \"الكابوس المخيف\"، هذه تسميات يطلقها الفلسطينيون المسافرون عبر معبر الكرامة الحدودي الذي يربط الأردن بالأراضي الفلسطينية، حيث يتم عبر هذا المعبر بتعمد إسرائيلي ممنهج تجريد المسافر الفلسطيني من كرامته، عبر وسائل عدة من بينها التفتيش المذل والعاري، كما ذكر فلسطينيون لمراسل \"الخليج أونلاين\".- معاناة يوميةرحلة المعاناة والتنكيل التي يواجهها المسافرون الفلسطينيون عبر هذا المعبر تمثل حالةً متجددة ليوميات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين، يذكرهم فيها أنه جيش محتل للأرض والحجر والشجر والكرامة الإنسانية\".فإذا ما قرر الفلسطيني من الضفة الغربية أو من الأردن السفر عن طريق معبر الكرامة، فإن خطوته تلك لن تكون شبيهة على الإطلاق بسفره إلى أي مكان آخر في العالم، فالرحلة صعبة والأوقات العصيبة بانتظارك على الحدود منذ اللحظة التي تصل فيها المعبر الحدودي\".

 السفر نحو المجهوليقول الحاج عمر غوشة (70عاماً) من القدس المحتلة لـ\"الخليج أونلاين\"، إن السفر عبر طريق معبر الكرامة هو سفرٌ نحو المجهول، \"فالأمر هناك مرتبط بشكل أساس بمزاج سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والجنود الموجودون على الحواجز العسكرية التي تعترض الطريق إلى المعبر الحدودي الوحيد الذي يربط الضفة الغربية بالعالم الخارجي عبر الأردن\".ويضيف: \"لو كتب الله لك التوفيق، وتمكنت من اجتياز الحواجز العسكرية الإسرائيلية بنجاح، فهذا لا يعني على الإطلاق أنك قد أتممت سفرك، إذ يتبقى أمامك عقبة أكبر وهي اجتياز المعبر بنجاح وبأقل وقتٍ ممكن، وهذا عملياً أمر مستحيل، وهو يعتمد على مزاج الجنود الإسرائيليين القائمين عليه\".أما فاطمة فايد فتقول: \"المشكلة بوصولك إلى معبر الكرامة تكمن في إجبارك على المرور بمنطقة عسكرية تخضع للحكم العسكري الإسرائيلي، وهذا يعني بالضرورة تطبيق قوانين غير واضحة أو معلنة، وإغلاق مفاجئ أو مبكّر للمعبر دون سبب واضح، بل يصل الأمر في كثير من الأحيان إلى تعرية العابرين لتفتيشهم بشكل مبالغ فيه، وبصورة مهينة\".

 تاريخ طويل من القهرمسلسل المعاناة الفلسطينية عبر المعابر الحدودية مستمر منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967، وسيطرة سلطات الاحتلال على الحدود والمعابر في حينه، وفي ذلك العام أعادت سلطات الاحتلال الإسرائيلية بناء جسر اللنبي (أو جسر الملك حسين أو معبر الكرامة)، ليكون ممراً للعبور بين الضفة الغربية من جهة، والأردن من الجهـة الأخرى.وتقول أم حسام وقد بدا التعب والإرهاق على وجهها، وهي تحمل ابنها الصغير بين ذراعيها: \"يبدأ سفرنا قبيل الفجر بقليل؛ خرجت من منزلنا في رام الله الساعة الثانية فجراً، والآن نحن قبيل العصر بقليل ولم يسمح لنا بالدخول إلى المعبر\".وتضيف: \"يتجاهل الاحتلال وجود أطفال أو مرضى أو كبار سن بين المسافرين، ولا يتردد الجنود في الإساءة اللفظية أو الجسدية للمسافرين، أو معاقبة الحافلة كاملة بشكلٍ مستمر إذا ما قرر أحد الجنود ذلك\".

\"415fb74991ba5a95ddec07b5da140279\"

وبموجب قرار عسكري إسرائيلي، تم افتتاح المعبر على أنه وبموجب الأمر العسكري الرقم \"175\"، الذي ينص على أنه \"يجوز لوزارة الداخلية وشرطة إسرائيل أن تقيما بالقرب من جسر اللنبي الواقع على نهر الأردن محطة، تتم فيها معاملات التصاريح والتفتيش بصدد كل راغب في الانتقال من الضفة الشرقية لنهر الأردن بقصد الوصول إلى دولة إسرائيل أو الانتقال مـن دولة إسرائيل إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن\".- مسؤولية إسرائيليةوبقيت إسرائيل هي المسؤولة النهائية عن إدارة المعابر، والإشراف عليها، متحكمةً بحرية المواطنين في السفر إلى الخارج، فـي حـين منح المسؤول الفلسطيني وجوداً رمزياً، ومهمته تسجيل الدخول والخروج فقط، أما أمور التفتيش وموافقات السفر من عدمها بقي أمرها مرتبطاً بالاحتلال الإسرائيلي نفسه\".

وبحسب إحصاءات رسمية صادرة عن إدارة المعابر والحدود الفلسطينية، حصل \"الخليج أونلاين\" عليها فإن 11 ألف مسافر فلسطيني مغادرون أو قادمون عبر معبر الكرامة بشكلٍ يومي، أي أن نحو مليون و400 ألف مسافر يتنقلون عبر البلدين سنوياً.- أين حقوق الإنسان؟نصت المادة 13 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن \"لكل فرد الحق في حرية التنقل وفي اختيار محل إقامته داخل حدود الدولة، ولكل فرد الحق في مغادرة أي بلد بما في ذلك بلده، وفـي العودة إلى بلده متى شاء\".وفيما يبدو فإن الاحتلال لا يفرق بين مواطنٍ أردني، وآخر فلسطيني، ففي العاشر من مارس/ آذار من العام الماضي، استيقظ الأردنيون على خبر استشهاد القاضي الأردني رائد زعيتر بخمس رصاصات أطلقها عليه جندي إسرائيلي على جسر الشيخ حسين، المعروف بمعبر الكرامة.وبالرغم من خروج العديد من المظاهرات الشعبية في المملكة الأردنية تطالب بـ\"الثأر\"، ومعاقبة الجناة، إلا أن القضية بقيت طي الكتمان والنسيان بالرغم من مرور أكثر من عام على الجريمة، أما إسرائيلياً فلم يتم لغاية الآن نشر اسم الجندي الذي قام بعملية القتل، في أي وسيلة إعلام عربية أو عبرية، ولم يتم توقيفه مطلقاً، ولا تسريحه من الخدمة العسكرية\".