بسطة الحج زكي في القدس المحتلة " عنوانا كبيرا للصمود وتحدي الاحتلال " في المدينة المقدسة

موقع رام الله الاخباري | كيوبرس :

عند باب الخليل غربًا بين المارّة والوجوه الغريبة عن المكان، وبين حضارة مزيفة أقحمت نفسها بين عراقة شوارع القدس المحتلة، يجلس الحاج زكي الصبّاح (57 عام) من بلدة العيساوية، خلف بسطة صغيرة عليها الكعك المقدسي الشهير، حيث اعتاد الجلوس في ذات المكان منذ ثلاثين عام كل صباح، حاملاً معه الكعك الطازج من مخبز في باب السلسة، متحديًا قرارات المنع العديدة التي فرضها الإحتلال عليه مرارًا.

تعرض الحاج زكي قبل نحو شهر لإعتداء بالضرب الوحشي من قبل قوات الإحتلال، ومصادرة بسطة الكعك خاصته واعتقاله لسبعة أيام في مركز المسكوبية في القدس المحتلة، بادعاء عدم وجود ترخيص للبسطة في باب الخليل، واتهامه بالإعتداء على أربعة من أفراد شرطة الاحتلال، حيث طُلب منه التوقيع على أمر منعه من التواجد باب الخليل مدة 4 أشهر أو السجن،

“رفضت التوقيع على أمر المنع، فمن هم حتى يبعدوني عن بلدي، كما أنني لا أخاف السجن وفضلت المكوث في السجن على إبعادي عن باب الخليل، وكانوا قد أصدروا بحقي مخالفات بآلاف الشواقل طوال السنوات التي تواجدت بها في المكان، إلا أنني أرفض دفعها أو التعاطي معهم بأي شكل”يقول الحاج زكي.

ولا يتوقع الحاج زكي أن تتوقف مضايقات الاحتلال اليومية، فالحصول على ترخيص في هذا المكان تحديدًا أمر صعب، وهناك رفض كبير للتواجد العربي في باب الخليل من قبل اليهود الذين يقدمون شكاوى ضد أصحاب البسطات العرب حسب قوله، لذلك فهو يأتي بعدد قليل من الكعك أحيانًا، كي لا تكون خسارته كبيرة في حال تعرضت بسطته للمصادرة، لأنه عمله الوحيد الذي يقتات منه.

\"unnamed-14\"

ويوضح الحاج أن التواجد العربي ضئيل جدًا في هذا الجانب من المدينة: “أشعر بالإختناق عند رؤية هذا المكان يعج بالمستوطنين يوميًا، وأشعر بالأسف على حال مدينة القدس، فهذا مكاننا نحن ويجب أن نعمل على تواجد أكبر عدد من العرب هنا من خلال تكثيف الرحلات والجولات للتعرف على مدينة القدس، وتعريف السوّاح والزائرين من مختلف أنحاء العالم على مدينة القدس بروايتنا العربية”.

ويبيّن الحاج زكي أن تواجده في باب الخليل تحديدًا هو أمر لن يتخلى عنه مهما كان، ومهما تعرّض من مضايقات واعتداءات من قبل الإحتلال، فللقدس حلاوة لا تعوّض حسب وصفه، “هذه الأرض عزيزة وهي جنة على الأرض بكل جزء فيها، وعلينا أن نعي قيمة مدينة القدس والحفاظ عليها بكل ما نملك”.