موقع  رام الله الاخباري بقلم: سعيد عريقات ترجمة : حمزة السويطي

في يوم النكبة هذا العام، كان اثنين من الشباب بين مئات الفلسطينيين يتظاهرون قرب معبر بيتونيا في منطقة فلسطينية، المكان الذي تلقى فيه  شباب فلسطينيين معامله سيئة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي. و أسمائهم نديم نوارة، 17 عاما، ومحمد أبو ظاهر، 16عاما.

 في غضون ساعة أو أكثر قليلا في ذلك اليوم المشؤوم من شهر مايو، قام عدد من الجنود  باستخدام القوة العنيفة ضد الفتيان و قد تم هذا العمل بوجود ما لا يقل عن سبع كاميرات كانت تصور الحدث بدون علم الجنود الإسرائيليين.

تم التقاط لقطات مصورة للشاب نديم نوارة  من لحظة  إطلاق النار عليه إلى لحظة ردة فعل الجندي نتيجة عمله.في خلال ست ساعات ، تم نشر الفيديو من كاميرات مراقبة وتم وتوزعه من قبل منظمات الدفاع عن حقوق الأطفال و بثها من قبل العديد من وسائل الإعلام المحلية و العالمية و تبين كيفية استشهاد نديم نوارة .

و قد رصدت كاميرات شبكة أل CNN لجندي إسرائيلي قام بإطلاق النار على حشد من الفلسطينيين.في هذه اللحظة الدقيقة عندما أطلق النار على الشاب نديم نوارة . ويقول واتسون: \"كاميرا  أل CNN كانت في متناول يدي و قد قمت بتصوير الجندي الإسرائيلي الذي قام  بإطلاق النار من سلاحه على الفلسطينيين ومن ثم على  المتظاهرين الذين كانوا يحملون مراهق مصاب بجروح خطيرة إلى سيارة الإسعاف \".

قصة نديم  نوارة هي أمر معروف للبطولة الفلسطينية. وكان رد فعل والده البطل بالمثل، ولكن من غير المألوف: انه تم استخدام الشرعية الاسرائيلية للقتل مرة أخرى صيام نوارة ( أبو نديم ) هو الرجل الذي حاكم إسرائيل بمفرده، و كسب قوة نظامها القانوني، على الرغم من محاولات تخويفه المزعجة.

هو شيء واحد لقراءة قصة نديم نوارة ، وآخر لسماع  صوت والده  هو يقول عن تفاصيل الطب الشرعي، والتي تبين أشرطة الفيديو التي جمعها من قتل ابنه في كيفية  إطلاق النار عليه في صدره، وسقوطه على وجهه ثم استلقى على ظهره . هو يفعل هذا الشيء في السعي لجلب قاتل ابنه إلى العدالة.

في اجتماع عقد في واشنطن يوم الخميس الماضي قال أبو نديم لمجموعة من الأمريكيين والفلسطينيين بشجاعة كيف انه تلقى اتصالا من المشرحة في مستشفى رام الله يقولون له أن يجمع جثة ابنه.

يقول أبو نديم : ( أنا رجل  ليس لي علاقة بالسياسة  و مشغول جدا بالاهتمام بـعائلتي و أعمالي ) و هو شخص لديه متجران ذو دخل جيد على عائلته.و يضيف أبو نديم (في حالة صدمة، ولا وعي، رأيت جسم نديم عاريا  وصدره مفتوح و مخاط بشكل غير متساوي و ملابسه ممزقة و قد ألقيت في سلة المهملات)و قد رأى الرصاصة التي قتلت ابنه، ثم رأى الفتحة التي خرجت منها الرصاصة. ومن ثم النظر في ظهره و وجد رصاصة  وهو الأمر الذي قد تم تجاهله من قبل الجميع.

أبو نديم  يعلم أن لديه أدلة حاسمة.دفن أبو نديم ابنه في اليوم التالي، ووعد لتكريس حياته لتحديد الذين قتلوه، وكيف قتلوهكان يعرف أبو نديم أن إسرائيل تقول، كما هو الحال دائما، أنها لا تستخدم الذخيرة الحية على المتظاهرين. في الواقع، فعلت إسرائيل ذلك الشيء ذاته في اليوم التالي. يقول بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي(خلال تلك المظاهرة التي كانت عنيفة للغاية، استخدمت قوات الدفاع الإسرائيلية أساليب السيطرة على الحشود ومكافحة الشغب تفريق الحشود  والسيطرة على العنف)

يرد عليه أبو نديم ( لدي الرصاصة التي تبين كيفيه تشتيت المظاهرات)

بعد شهر واحد دفن جثمان نديم نوارة، تم نبش القبر و اخذ عينات من الجثة من قبل الأطباء الأمريكيين و الدنماركين والإسرائيليين على الرغم من  وعدم موافقة الأقارب والمجتمع المحلي وحتى السلطة الفلسطينية. ولكن الأهم من ذلك سجل الفحص الثاني الجرح الخارج من ظهر نديم نوارة.

ومن خلال أشرطة الفيديو التي كان قد جمعها والد الشهيد ، حدد أبو نديم الجندي الذي أطلق الرصاصة القاتلة، وبعدها لقطات فيديو للجندي الذي كان يحتفل بعد قتله ل نديم نوارة. وقال أبو نديم أن طلقته لنديم هي نتيجة وفاته.

يقول الأب الحزين (استغرق الأمر كل طاقاتي و كل جهودي و قد بعت جميع متاجري و بعت سيارتي و لكن أبقيت وعدي ابني نديمابو بوجود دليل الفيديو من أبو نديم فقد اتهمت المحكمة الإسرائيلية  ضابط من حرس الحدود البالغ من العمر 22 عاما  Derie Benبالقتل غير العمد وضعته تحت الإقامة الجبرية. وكان من المقرر عقد جلسة استماع في منتصف سبتمبر من عام  2015 في المحكمة المركزية بالقدس.

اضطر أبو نديم لبيع متاجره و سيارته لمواصلة كفاحه في المحاكم الإسرائيلية. على الرغم من انه قد  وصل صندوق التبرعات للدفاع عن Derie حتى الآن إلى اكثر 100.000 دولار أمريكي.

على الرغم من الإحباط والألم من هذه الحالة،إلا أن أبو نديم يقف موقف البطل لشعبه. لقد اظهر الفلسطينيون أنه يمكنهم محاربة إسرائيل في محاكمها ومحاكمتهم ضد احتلال أراضيهم.