عتبر بحر قطاع غزة المتنفس الوحيد لسكان القطاع المحاصر منذ عام 2006، حيث يهرب الغزيون إلى شاطئ البحر بشكل شبه يومي بالآلاف هربا من حر الصيف القاتل.وفي صيف هذا العام تضاعف تلوث بحر غزة بشكل ملحوظ، وامتدت مناطق منع السباحة لتطال معظم شواطئ المحافظة الوسطى، وبعض شواطئ مدينة غزة.

ومما فاقم الأزمة تزايد عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي نظرا لأزمات الكهرباء المتلاحقة، والارتفاع الكبير في درجات الحرارة الذي يدفع بالمواطنين البحث عن متنفس هربا من الحر وقطع الكهرباء.ومع مطلع الصيف أعلنت سلطة جودة البيئة في قطاع غزة أن 50% من شواطئ بحر القطاع، غير صالحة للسباحة نظراً لتلوثها بمياه الصرف الصحي.فبعد أن كان شاطئ البحر في قطاع غزة من أكثر الأماكن تفضيلا عند الغزيين لقضاء أوقاتهم، بات يشكل خطرا يتربص بهم، خاصةً بعد الإعلان عن تلوث شواطئه.

رفع الغزيون منذ مطلع الإجازة الصيفية، ومع اشتداد درجات الحرارة بشكل غير مسبوق ، وتفاقم أزمة الكهرباء شعار \"قضا أخف من قضا\"، في صورة توحي بتحملهم تلوث البحر هربا من الواقع القاسي الذي يعيشونهم.

الطالب الجامعي سامي أبو عوض أشار إلى أنه يهرب وعائلته بشكل كبير إلى شاطئ بحر النصيرات هربا من الحر وقطع الكهرباء، معربا عن امتعاظه من التلوث الكبير الذي غطى بحر النصيرات بشكل كامل.وطالب أبو عوض الحكومة الفلسطينية بالتدخل السريع وإيجاد حل يجنب متنفس القطاع الوحيد مزيدا من المخاطر، من خلال إيجاد حل جذري لمشكلة الصرف الصحي.

وفي ذات السياق أشار المواطن خالد هارون إلى أن بحر النصيرات بات غير مرغوب لكثير من المواطنين نظرا لتلوث مياهه الشديد بفعل وادي غزة الذي يصب في شاطئ النصيرات.وشدد هارون إلى ضرورة إيجاد حل جذري لمشكلة التلوث الذي هو بفعل البشر نظرا لغياب الحلول المتعلقة بمشكلة مياه الصرف الصحي الذي تسبب تلوث مياه البحر.

وأوضح محمد أبو الروس ويعمل محفظا للقرآن الكريم إلى أنه اضطر وطلاب حلقته إلى الذهاب لشاطئ مدينة خان يونس للاستجمام في رحلة سنوية ينظمها لطلابه، نظرا للتلوث الشديد لغالبية بحر المحافظة الوسطى.

وبين امتعاظ المواطنين وتزايد التلوث وغياب الحلول يبقى بحر غزة المتنفس الوحيد لشعب ضرب الحصار كل معالم حياته اليومية، ليبقى البحر مآلا للبوح بالهموم والآلام ومتنفسا لا غنى عنه لسكان القطاع المنكوب. وتفتح \"إسرائيل\"  بشكل شبه سنوي السدود على وادي غزة، الأمر الذي يسبب في تلوث مياه البحر بشكل كبير ولمسافات كبيرة.