في ظل اتساع رقعة الاحتجاج الشعبي في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات بالأردن، وغياب الموقف الرسمي إزاء تلويح وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بوقف خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين، علم مراسل \"الخليج أونلاين\" في الأردن أن الوكالة الدولية بعدما قررت إجراء تنقلات في صفوف موظفيها، والتخلص من العشرات منهم، فإنها ستوقف نشاطها في الأردن في الأول من شهر سبتمبر/أيلول المقبل بسبب ما وصفته بـ\"العجز الكبير في الميزانية المالية\".

بين الرغبة والقدرة

المتحدثة الرسمية باسم الوكالة في الأردن، أنوار أبو سكينة، لم تستبعد، في تصريحٍ لـ \"الخليج أونلاين\"، وقف الأونروا لخدماتها المقدمة للاجئين، وأضافت: \"من الخيارات المطروحة وبقوة أمام الوكالة في حال لم يتم تأمين المبالغ المخصصة لبرنامج التعليم (101 مليون دولار) هو تأجيل الموسم الدراسي\".

وحول إمكانية دفع المبلغ المطلوب للوكالة الدولية، قال مصدر لـ \"الخليج أونلاين\"، فضل عدم الكشف عن اسمه: \"إن المسألة هنا تندرج في عدم رغبة الدول المانحة في استمرار عمل وكالة الأونروا، وليس على عدم مقدرتها على الإيفاء بالتزاماتها المستمرة للوكالة منذ 67 عاماً\".

أعباء تعليمية

وبالنظر إلى الموقف الحكومي إزاء قرار الوكالة المنتظر، فإن وزير التربية والتعليم الأردني محمد الذنيبات، قال إن وزارته \"لن تقبل أي طالب من مدارس (الأونروا) في المدارس الحكومية، في ظل الأعباء الكبيرة عليها، خاصة مع وجود 130 ألف طالب سوري لاجئ\".

وتأتي مواقف الحكومة والوكالة الأممية في وقتٍ تزداد فيه المطالبات السياسية والشعبية والبرلمانية الأردنية للدول المانحة، بالإيفاء بالتزاماتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، بعدما شهدت العاصمة الأردنية عمّان، في الأيام القليلة الماضية، سلسلة فعاليات احتجاجية وصفت بـ\"الغاضبة\"، أمام المقر الرئيسي للوكالة من قبل العاملين فيها، لمطالبة الدول المانحة، ومؤسسات المجتمع المحلي الداعمة، بسد عجز الوكالة.

\"مؤامرة دولية\"

وبدا حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني – الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين - في الأردن حاضراً في المشهد وبقوة، من خلال إطلاقه وصف \"المؤامرة الدولية\" التي تحاك على قضية اللاجئين الفلسطينيين، من خلال قرار \"الأونروا\" المنتظر.

في حين حذرت قيادات في الحركة الإسلامية من \"تصفية القضية الفلسطينية عبر توطين اللاجئين والتخلي عنهم، وإيقاف نشاط وكالة الغوث\"، مطالبين \"الحكومة الأردنية بالتحرك والضغط الشديد لمنع أي خطوة في هذا الصدد\".

وشارك نحو 7 آلاف موظف وموظفة من العاملين في وكالة الأونروا، بالإضافة إلى أولياء أمور الطلبة، ومؤسسات المجتمع المحلي الداعمة، في العديد من الفعاليات الحاشدة التي دعت لها لجنة المعلمين في الوكالة، في حين قال النائب محمد الظهراوي، في حديثٍ لـ \"الخليج أونلاين\": إن وكالة الغوث \"الأونروا\" أمام مخطط \"تآمري\" لتصفيتها، مبيناً أن \"الأمور تتجه نحو التوقف التام عن تقديم الخدمات لأطفال اللاجئين الفلسطينيين\".

وقال النائب الأردني: \"هنالك 115 ألف طالب وطالبة يدرسون في مدارس الوكالة، وهنالك 30 ألف موظف غالبيتهم يعملون في المدارس التابعة لإقليم الأردن\"، متسائلاً عن \"مصير هؤلاء الطلبة في المستقبل القريب\".

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، بحسب آخر إحصائية لوكالة الأونروا، نحو مليونين و124 ألفاً و628 لاجئاً، يعيش منهم 372 ألفاً و822 لاجئاً في 13 مخيماً للاجئين، وتنتشر الغالبية الباقية خارج المخيمات، وفي مختلف المدن والقرى الأردنية.