مشافي قطاع غزة على حافة الانهيار ومهددة بالاغلاق الكامل

موقع رام الله الاخباري | الخليج اون لاين :

بات مصير عدد كبير من المستشفيات الحكومية ومراكز الرعاية الصحية الأولية في قطاع غزة، مهدداً بـ\"الشلل\" التام، والتوقف عن تقديم الخدمات لآلاف المرضى والمراجعين، بسبب تفاقم الأزمة المالية التي تعاني منها، وكذلك محدودية الإمكانيات والخدمات التي تقدمها للمواطنين.

ومع أن وزارة الصحة في غزة أرسلت خلال الأسابيع الأخيرة، نداءات استغاثة عاجلة للحكومة الفلسطينية التي يترأسها رامي الحمد الله، وكذلك للمؤسسات الدولية والحقوقية، للتدخل العاجل لتوفير أصناف كبيرة من الأدوية التي بات رصيدها صفراً، وتوفير بعض المستلزمات الطبية العاجلة، إلا أن تلك النداءات حتى اللحظة لم تجد من يستجيب لها، في ظل وضع صحي وصف بـ\"الكارثي\" من قبل مؤسسات حقوقية وإنسانية.

- أوضاع متفاقمة

الدكتور أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، وصف الوضع الصحي والإنساني في القطاع، في ظل الأوضاع التي تعاني منها المستشفيات والمرافق الطبية التابعة لها، بأنه \"كارثي\" وخطير للغاية.

وأوضح القدرة لـ\"الخليج أونلاين\"، أن الأوضاع داخل المستشفيات تتفاقم يوماً بعد يوم، خاصة أن عدداً كبيراً من الأدوية لا يتوافر في القطاع، رغم أهميته لعدد كبير من المرضى والمراجعين، إضافة لعدم توفير بعض المستلزمات الطبية المهمة في إجراء العمليات الطارئة.

وذكر أن آلافاً من المرضى داخل المستشفيات التابعة لوزارة الصحة بات مصيرهم مقلقاً جداً، بسبب عدم توفير أي دعم مالي، أو حتى توفير الخدمات والأدوية للوزارة في غزة للقيام بالمهام المكلفة بها، مشيراً إلى وجود عدد كبير من الأطباء، يعملون داخل المشافي لم يتقاضوا رواتبهم منذ عامين على الأقل من حكومة التوافق.

وأضاف القدرة: \"استمرار هذا الوضع الكارثي والخطير، سيُجبر الوزارة في غزة على اتخاذ خطوات عاجلة لإدارة الأزمة الراهنة، ومنها إغلاق عدد من المشافي ومراكز الرعاية الصحية الأولية، وتقليص الخدمات التي تقدم للمرضى\".

ووجه القدرة نداء استغاثة عاجلاً لحكومة التوافق الوطني، والدول العربية والإسلامية والمؤسسات الحقوقية والدولية، لوضع حلول عملية لحل الأزمة الكبيرة التي تعاني منها مستشفيات قطاع غزة، خاصة أن أي خطوة في تقليص وإغلاق المشافي سيؤثر سلباً على حياة آلاف المرضى ويصبح مصيرهم في خطر.

يذكر أن وزارة الصحة تعمل بغزة دون أي موازنات تشغيلية، وتعتمد بشكل كبير على الجمعيات الخيرية لسد حاجة بعض المستشفيات في غزة، بوجبات غذائية للمرضى، وتوفير بعض المستلزمات الطبية الضرورية.

ويضاف إلى معاناة مستشفيات غزة، انقطاع التيار الكهربائي، وتلف وتعطل عدد كبير من الأجهزة الطبية في المستشفيات، فضلاً عن أزمة توفير ثمن الوقود اللازم لتشغيل مولدات الطاقة في المؤسسات الصحية.

- على حافة الانهيار

وكيل وزارة الصحة، الدكتور يوسف أبو الريش، حمّل بدوره حكومةَ التوافق الوطني مسؤولية تفاقم الأوضاع داخل المستشفيات والمرافق الصحية في قطاع غزة، ووصولها لمرحلة \"الخطر\".وقال أبو الريش، لـ\"الخليج أونلاين\": \"حكومة التوافق تخلت بشكل كامل عن قطاع غزة، ولا تقدم للمستشفيات والمراكز الصحية أي دعم مالي أو حتى أدوية أو مستلزمات تساعد على تخطي الأزمة الراهنة\".

وأضاف: \"الحكومة لا توفر لنا أي موازنات تشغيلية للأدوية أو المستلزمات الطبية، ورفعت يدها بالكامل عن معاناة مئات آلاف المرضى داخل مستشفيات القطاع، وتركتهم فريسة سهلة للموت والمعاناة\".

وأوضح أبو الريش أن \"وضع المستشفيات في قطاع غزة خلال الأسابيع الأخيرة، أصبح على أسوأ أحواله وعلى وشك الانهيار، وبات يشكل خطراً كبيراً على حياة المرضى، خاصة في ظل العجز عن توفير الأدوية المهمة، وكذلك توفير وجبات الطعام للمرضى داخل المستشفيات\".

\"thumb\"

وبيّن أن من أصناف الأدوية الأساسية المفقودة \"أدويةً لمرضى السرطان، والقلب، وبعض محاليل الكلى، وأدوية نفسية خاصة بالأطفال، ومحاليل الأطفال\"، لافتاً إلى \"عدم وجود أي تواصل بين وزارة الصحة في رام الله، وقطاع غزة\"، ومؤكداً في الوقت ذاته أن \"رام الله تقوم بإرسال بعض الشحنات من الأدوية التي تتبرع بها بعض الدول، لكن لا تفي بحاجات المرضى ولا تسد العجز المالي القائم\".

وكانت وزارة الصحة بغزة حذرت من نفاد العديد من أصناف الأدوية الأساسية في قطاع غزة، وذكرت أن عدد الأدوية التي وصل رصيدها إلى صفر بلغ 104 أصناف، ووصل عدد المهمات الطبية التي رصيدها صفر إلى 123 صنفاً.

- مناشدة عاجلة

بدوره، أكد جواد عواد، وزير الصحة في الحكومة الفلسطينية، أن حكومته تعمل بكل جهد من أجل تقديم كل المساعدات الطبية اللازمة لآلاف المرضى داخل مستشفيات قطاع غزة.ورفض عواد، خلال حديثه لـ\"الخليج أونلاين\"، كافة الاتهامات التي تخرج من غزة ضد وزارته، حول التقصير تجاه غزة أو رفض تقديم المساعدة، موضحاً أن \"قطاع غزة جزء من مسؤولية وزارة الصحة، وهي تقوم بكل ما يلزم من أجل تخطي الأزمات المالية والصحية التي يعاني منها عدد كبير من مستشفيات القطاع\".

وأشار إلى أن \"وزارة الصحة زودت القطاع خلال الأسابيع الأخيرة بعدد كبير من شاحنات الأدوية وبعض من المستلزمات الطبية الهامة\"، لافتاً إلى أن \"ذلك لا يكفي ولكن الحكومة والوزارة تعمل كل ما بوسعها لمساعدة أهالي غزة\".

وناشد عواد المنظمات الدولية والحقوقية والصحية حول العالم، بالتدخل لإنقاذ المستشفيات في قطاع غزة، والتدخل من أجل تقديم كل المساعدة في توفير الأدوية والمستلزمات الطبية وإدخالها للقطاع بشكل فوري، لتفادي الأزمة الراهنة، موضحاً بقوله: \"نقوم بكل جهد ممكن ومتوفر لنا من أجل إنقاذ مئات آلاف المرضى في غزة، ولن نتركهم يعانون، وسنحاول جاهدين من خلال الاتصالات والتحركات دعم غزة ومساعدتها\".