مواطنو غزة يرمون الاطعمة من الثلاجات بسبب انعدام الكهرباء في بيوتهم

موقع رام الله | اقتصاد | الاناضول  :

في كيس بلاستيكي، جمعت المسنّة الفلسطينية زين عبد الواحد (65) عامًا، صباح هذا اليوم، كل ما تحتويه ثلاجتها من طعام، وألقته في حاوية النفايات أمام منزلها.واضطرت عبد الواحد للتخلص من الأطعمة، بسبب فسادها، جراء استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن بيتها، لأكثر من 18 ساعة يوميًا، لليوم السابع على التوالي، كما تقول لوكالة الأناضول.

وتتابع :\" لقد تلف كل الطعام في منزلي، الخضار والفاكهة واللحوم، جميعها تحتاج إلى تبريد على مدار الساعة، وهذا غير متوفر بسبب أزمة الكهرباء، اضطررت لإلقائه في القمامة\".وتصف عبد الواحد ثلاجتها بأنها :\" أصبحت كالخزانة وكأنها صندوق فارغ لا حاجة له في المنزل، لذلك سأتكبد معاناة الذهاب للسوق بشكل مستمر، لشراء ما يكفيني لمدة يوم واحد فقط\".وهذه المسنة واحدة من مئات ربات البيوت الفلسطينيات في قطاع غزة، اللواتي تخلّصن من الأطعمة في منازلهن بسبب فسادها، جراء أزمة الكهرباء.

ولليوم السابع على التوالي يعاني قطاع غزة، من توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة عن العمل، بعد نفاد الوقود اللازم لتشغيلها.وفي الوقت الحالي تمد سلطة الطاقة منازل سكان قطاع غزة بتيار كهربائي وفق جدول يعمل على وصل التيار لمدة 6 ساعات، ثم قطعه لمدة 12 ساعة متواصلة، معتمدة في ذلك على الخطوط المصرية والإسرائيلية.

وفي مناطق تزداد فيها الكثافة السكانية تزداد ساعات القطع لأكثر من 20 ساعة بحسب بعض سكان مدينة غزة.ويحتاج القطاع إلى نحو 400 ميغاوات من الكهرباء، لا يتوفر منها إلا 212 ميغاوات، توفر \"إسرائيل\" منها 120 ميغاوات، ومصر 32 ميغاوات (خاصة بمدينة رفح)، وشركة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، التي تتوقف بين فينة وأخرى عن العمل، بسبب نفاذ الوقود، 60 ميغاوات.وفي سوق \"الزاوية\" وسط مدينة غزة، أتلف عادل عجور، صاحب أحد محال المجمدات، ما يزيد عن 70 كيلو من المجمدات واللحم الفاسد.

\"copyright_aabadoluajansi_2015_20150728155544\"

ويقول عجور (60 عامًا):\" لقد خسرت ما يزيد عن ألفي دولار، بسبب أزمة الكهرباء، المجمدات من لحوم وخضار تحتاج للتبريد المستمر، وإن فصلت الثلاجات عن الكهرباء يتلف ما بداخلها\".ولا يستطيع عجور الاعتماد على المولدات الكهربائية، عوضًا عن التيار المقطوع، موضحًا:\" أسعار الوقود مرتفعة، وحركة الشراء ضعيفة جدًا بسبب البطالة والفقر والحصار\".

ويشتكي تجار بيع اللحوم والمجمدات في غزة من توقف عملهم بشكل شبه كامل، جراء استمرار انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 12 ساعة يوميًا.

وتفرض إسرائيل حصارًا على قطاع غزة، منذ فور حركة المقاومة الإسلامية \"حماس\"، في الانتخابات البرلمانية، عام 2006، ثم شددته في منتصف عام 2007.وبتذمر، يقول محمد كحيل (36 عامًا) أحد بائعي الخضار والفواكه في غزة، إن \"ازمة الكهرباء أثرت على عمله بشكل كبير\".

وأضاف بعد أن تخلص من بعض حبات فاكهة المانجا التالفة وأعاد ترتيب حبات من الفلفل الرومي في الصندوق:\" أصبح الزبائن يشترون كميات قليلة جدًا من الخضار والفاكهة، بحيث تكفيهم ليوم واحد، وأن أتلفت اليوم فاكهة بقيمة 100 دولار أمريكي\".وأشار كحيل إلى أنه أصبح يشتري من التجار 150 كيلو فقط من عدة اصناف من الفاكهة والخضار، كل نحو 4 ايام فقط، بينما كان في السابق يجلب 500 كيلو تنفد جميعها.