بقوا يفكون في الخلايا الشمسية من الساعة 11 ليلاً وحتى الـ 3:30 فجراً، ووقتها فقط تلقيت اتصالاً أن هناك لصوصاً في \"واد النار\"، بهذه الكلمات بدأ رئيس بلدية العبيدية سليمان العصا مقابلته مع حول سرقة الخلايا الشمسية المركبة على اعمدة الانارة في طريق \"واد النار\" شرق بيت لحم.
ويقول العصا\" إنه اكتشف ان اللصوص بدأوا بعملية السرقة على مراحل، وكانت المرحلة الاولى: فك \"براغي\" العمود من أسفله، وانزاله ومن ثم فك الخلايا الشمسية وسرقتها، وهذا ما دفعنا في بداية المشروع عام 2010 ان نقوم بصب \"الباطون\" اسفل كل الأعمدة كي لا يتم فكها وسرقتها، ولكن الأمر تطور للتسلق على الأعمدة بواسطة السلالم ومن ثم فكها وسرقتها\".
اللصوص يسرقون والناس يمرون عنهم لساعات!
ويؤكد العصا\" ان الطريقة الأخيرة للسرقة بالتسلق على الأعمدة بدأت عند الساعة 11:00 مساء في بداية شهر تشرين ثاني الجاري، وكانت تستمر حتى الساعة 7:00 صباحا، وللأسف كان المواطنون يمرون عن اللصوص الملثمين ولا أحد قام بالاتصال بالشرطة او التأكد ما الذي يحصل، رغم ان طريقة استخدام السلالم ولباس اللصوص يوحي ان هناك سرقة وليس صيانة!
وأشار العصا\" الى ان الاتصال جاءه قبل حوالي اسبوعين من احد الاشخاص الساعة الـ3:30 فجرا، وذهب وعدد من العاملين في البلدة الى \"واد النار\"، واستطعنا مطاردة احد السارقين، والإمساك به وتسليمه للشرطة، اما الاخر فاستطاع الفرار ولم يتم القبض عليه حتى اللحظة، كونه متواجد في مناطق\"ج\" بأريحا\".
سرق بـ 100 الف دولار وخرج بكفالة!
قال العصا\" إن هذا اللص سرق بما يقارب من 100 الف دولار خلايا شمسية، وعُرض على المحكمة، وأخرجته بكفالة ألف دينار اردني لحين المحكمة المقبلة، ولم يستطيعوا القبض على اللص الآخر!، منوها الى ان هذه العقوبة غير كافية وغير رادعة للسارق، الذي ارجع جزءاً من المسروقات، ولكن اعادها مفككة، علما ان تكلفة تركيبها تقارب 30 الف شيكل\".
وأشار العصا\" الى ان هذا المشروع نُفذ عام 2010 من قبل جمعية قطر الخيرية بقيمة 300 الف دولار، وهو يعتمد على الطاقة الشمسية لإضاءة طريق \"واد النار\" وهو الطريق الوحيد الرابط بين جنوب الضفة الغربية من جهة، ووسطها وشمالها من جهة اخرى، وللأسف لا يوجد هناك اهتمام بهذا المشروع رغم انه يخدم كل أهالي الضفة الغربية\".
لا يوجد رقابة ولا صيانة للمشروع
لماذا لا يوجد رقابة قبل عملية السرقة حتى لا تتم؟، فأجاب رئيس بلدية العبيدية: \"إن صيانة المشروع يجب ان تكون على عاتق الحكومة، وهناك مطالبات من قبل البلدية لمراقبة هذا المشروع، كون ان هناك جزءاً من الاعمدة هي لغاية اللحظة لا تعمل بفعل تكسيرها او تخريبها، ومنها جزء آخر تم سرقته لانه لا يوجد مراقبة لهذا المشروع\".
واشار الى \"انه طلب من الحكومة وضع كاميرات مراقبة، وحراسات على هذا المشروع، وتم التنسيق مع الشرطة والبلدية للمتابعة، مؤكداً ان البلدية ليس لها ان تقوم بمتابعة المشروع وخاصة كهذا المشروع الذي يخدم الوطن بأجمعه\".
ما الحل للحفاظ على ما تبقى من هذا المشروع؟
من جهته قال مهندس بلدية العبيدية ماهر ابو سرحان: \" إنه يجب ان يكون هناك تعاون من قبل جميع الجهات سواء الداعمة او الحكومة والبلدية لحماية المشروع وديمومته، ويجب وضع خطة للصيانة المستقبلية، وهناك حاجة لتزويد بلدية العبيدية برافعة وإعطاء بعض العاملين دورة علمية وعملية للصيانة، وان يكونوا متخصصين في الكهرباء والصيانة الخفيفة التي تحافظ على ديمومة المشروع\".
وأضاف ابو سرحان ان تلكفة الصيانة ما بين 80 -100 الف شيكل، كون كل عمود يتكون من بطارية وخلية شمسية، وهناك حاجة في بعض الاعمدة لتغيير\"اللامبات\"، مؤكداً أن هناك 98 وحدة انارة تمتد من اسفل مركز شرطة العبيدية وصولاً الى حاجز \"الكونتينر\"، وبهذه الطريقة فقط يمكن صيانتها وحمايتها.
وانهى ابو سرحان حديثه بالقول\" ان طريق \"واد النار\" خطير وملتوي ومتعرج، وهو بحاجة وخاصة في فصل الشتاء لهذه الاضاءه التي تساعد السائقين على الرؤية الليلية وحتى في النهار ذي الطقس الغائم، وهو مشروع وطني استهدف من قبل عصابة من اللصوص الذين يجب ان يقع بحقهم أقصى العقوبات\".