الخلافات التي تعصف بمؤسسات دولة الإحتلال والتي طفى بعض منها إلى السطح بين الجيش والشاباك يطرح سؤالا ملحا، عن مدى جدية الجيش الصهيوني في إبلاغ قيادته السياسية المتمثلة في المجلس المصغر عن النتائج الحقيقية لعمليات المقاومة خلال المعركة، خاصة وأننا شاهدنا خلافات حادة بين أعضاء المجلس خلال الحرب وصلت حد عقده بعدد محدد من أعضاءه واستثناء آخرين. خلال المعركة، أو حتى بعد إنتهائها، السؤال الذي يشغل بال الكثيرين في المنطقة، والمتابعين للشأن الصهيوني، هو كم عدد الجنود المأسورين لدى المقاومة الفلسطينية وتحديدا كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس عدد العمليات التي نفذتها المقاومة خلف خطوط العدو أثناء معركة حرب السجيل كانت متعددة، خلافا لعدد من عمليات الإنزال التي قالت عنها المقاومة أنها استطلاعية، بقيت نتائج هذه العمليات الحقيقية طي الكتمان حتى هذه اللحظة، ولا يعرف أحد عنها تفاصيل غير تلك التي أعلنت عنها المقاومة أو بعض المصادر العبرية. الإعلان عن هذه العمليات وقع في طور التناقض من قبل الجيش الصهيوني فبعض العمليات لم يعلن العدو عنها إلا بعد تصريح المقاومة بذلك، واقتصر بشكل دائم على الإعلان عن نتائج أقل أو مشابهة للنتائج التي تعلنها المقاومة، في سلوك اعتيادي لكنه يوحي بوجود أسرار لم تزل مدفونة ولم يتم الإعلان عنها. الصمت الصهيوني عن الإعلان عن فقد شاؤول أرون يأتي في نفس السياق، والإعلان عن مقتله منذ اللحظة الأولى جاء ليقي الجيش الصهيوني إحراجا كبيرا أمام منطقة لا يستطيع إحراز المزيد من التقدم فيها، لمحاولة البحث عن هذا الجندي أو معرفة مصيره من خلال إستمرار العمل في الميدان. الإشاعات التي تتحدث عن عدد الجنود المأسورين خلال المعركة لها ما بعدها، وهو أسلوب صهيوني معروف ومفضوح لمحاولة استدراج معلومات من خلال الإعلام أو من خلال ابتزاز بعض التصريحات من هنا أو هناك. هذا الواقع يدلل على حالة من فقد السيطرة المعلوماتية من قبل العدو على هذا الموضوع داخل قطاع غزة وأن أي معلومات بلا ثمن لن يحصل عليها العدو الصهيوني بخصوص الجنود المأسورين فقد أصبحت هذه المعلومات تقع في نقطة ميتة لا يمكن معرفتها إلا من خلال الضيف الذي ركزت عليه كاميرا الإعلام العبري خلال الفترة الأخيرة.