كتابة تقرير لمريض في حالة حرجة يستغرق أكثر من " 14" ساعة في جنين !
السبت 18 يوليو 2015 10:52 م بتوقيت القدس المحتلة
موقع رام الله الاخباري :
شاب يروي ما حدث معه أثناء علاج أخيه أثر حادث سير قرب مدينة جنين حيث كانت الحالة خطرة جدا :
الامس الساعة السابعة صباحا تم اجراء صورة طبقية لاخي خالد (للبطن وللدماغ)...وكانت هناك تخوف كبير من وجود نزيف داخلي ...طلب مني فني الاشعة ان آتيه بتقرير عن الصورة من الطبيب المختص بالفعل ذهبت بشكل طبيعي لغرفة الاطباء ابلغوني بعدم وجود دكتور بسبب العيد طلبت منهم ان يعطوني رقم جوال الطبيب وقلت لهم باني مستعد للذهاب اليه لاي مكان في الضفة فاجابني الطبيب المناوب بان رقم الطبيب المختص غير موجود معه وطلب مني ان اذهب الى الاستعلامات توجهت مثل المجنون نحو الاستعلامات وطلبت منهم رقم الطبيب ..استخرج موظف الاستعلامات ورقة بالية عليه ارقام اظنها كتبت قبل اختراع الاقلام بحث في الورقة عن الرقم واخبرني بان الرقم غير موجود
يقول عندها جن جنوني في هذه اللحظة ولكن هدفي الاسمى جعلني امتص الموقف واتصرف بعقلانية...قلت للموظف ماذا افعل... قال لي هناك طبيب مختص في مستشفى الرازي خذ الصور اليه واطلب منه كتابة التقرير ...هرعت الى سيارتي وقلبي يكاد ينخلع لشدة خوفي من تفاقم الوضع عند خالد....وصلت الى مستشفى الرازي توجهت نحو قسم التصوير سألت عن الدكتور المختص اخبروني بانه في اجازة العيد قلت لهم بان عندي حالة طارئة والوضع متوقف على قراءة الصورة الطبقية وطلبت منهم اعطائي رقم الطبيب وكانت الصاعقة عندما اخبروني انهم لا يستطعون اعطائي رقم الطبيب لانه عصبي وسوف (يبهدلهم) اذا اعطوني رقمه.
في الحقيقة اصبحت وقتها امام هذا الموقف انسانا فاقدا لعقلانيته توحهت الى غرفة الطواري منفعلا ومستنكرا هذا الاجرام وهذا الاستهتار واللامسؤولية التي تتسم بها منظومتتا الطبية المهترئة...فقام احد الاطباء وهو صديق لي بتهدئتي واخراجي من غرفة الطوارئ وبداخله قناعة مطلقة ان ما يحدث لا يوجد تفسير له سوى انه جريمة بحق البشر ....خرجت من المستشفى هائما على وجهي ولا اعرف ما يمكنني فعله...وبعد ساعتين من الزمن استطعت ان اصل الى رقم الطبيب في مستشفى الرازي وكلمته على الفور وشرحت له الوضع فاخبرني بانه منشغل بامور العيد وان المستشفى الحكوم قام بتعيين طبيب مختص به وان طبيب المستشفى هو الاولى
بهذا الامر اغلقت سماعة التلفون معه وكلي ألم على ما وصلنا اليه....بدأت من جديد في رحلة البحث عن رقم الطبيب الثاني وعند الساعة الخامسة مساءا توصلت الى رقمه وعلى الفور تكلمت معه واخبرته بالوضع فقال لي بانه لا يستطيع الاستجابة لطلبي وطلب مني ان اطلب من الطبيب المناوب ان يطلب منه المجيئ(روتين مقرف) توجهت مسرعا للطبيب المناوب وقلت له اني حصلت على رقم الطبيب المختص وارجوك خذ كلمه ..بالفعل تكلم معه الطبيب وشرح له الحالة فابلغه بانه قادم خلال نصف ساعة...وبقدرة قادر تحولت النصف الساعة الى ما يقرب الاربع ساعات...فشرفنا الطبيب بعد اربع ساعات واعطانا تقريرا عن الصورة الطبقية وبهذا يكون الوقت الزمني الذي استغرقه كتابة تقرير هام جدا لحالة طارئة جدا هو 14 ساعة...ال 14 ساعة هذه كفيلة بموت المريض والصلاة عليه ودفنه واطباؤنا منشغلون بالعيد ومستشفياتنا تعبد الروتين .