بالصور : كعك العيد الخليلي يتفوق على نظيراته في المدن الفلسطينية الأخرى والوصفة الافضل
السبت 18 يوليو 2015 07:17 م بتوقيت القدس المحتلة
موقع رام الله | منوعات :
كما في كل عام، ومع نهاية شهر رمضان الفضيل، وهبوب نفحات عيد الفطر السعيد، تجتمع نساء العائلات الفلسطينية لإعداد المعمول الفلسطيني، الذي يعد من أهم تحضيرات العيد.ويحظي المعمول بأهمية توازي أهمية ملابس العيد، حيث يقبل الفلسطينيون على شراء مكوناته خلال الأيام الأخيرة من رمضان، للبدء بتحضيره وإعداده ابتهاجاً بالعيد. ليشكل المعمول جزءاً أساسياً من ضيافة العيد المقدمة للضيوف، وعادة رئيسية وتراثية من عادات العيد التي ما زالت موجودة إلى الآن.
ويجتمع معظم أفراد العائلة، بما فيهم الأطفال، لحضور هذا الحدث المبشر بقدوم العيد. وتبدأ الأم بجلب المكونات الخاصة بالمعمول، معلنة بذلك بدء عملية تحضيره.وللمعمول مرحلتان كما قالت السيدة خلود مقبل (40 عاماً) التي كنا في ضيافتها، المرحلة الأولى \"البسبسة\"، وهي عملية خلط السميد بالدهن (سمنة، زيت نباتي، زبدة)، حتى تغلف كل حبة من حبات السميد بالدهن، عن طريقة عملية خاصة تتم بفرك حبات السميد مع الدهن بين كفي اليد.
ونحتاج كيلو من الدهن، لكل رطل من السميد، بالإضافة إلى بهارات خاصة بالمعمول، وكوب من السكر، وملعقتان فانيلا.وتؤكد السيدة خلود مقبل \"أنا كعادتي التي ورثتها عن أمي \"أبسبس\" السميد قبل ليلة من عجنه، أي أتركه لأكثر من 8 ساعات حتى تختلط جميع حبات السميد بالدهن جيداً.
وتضيف قائلة: \"المرحلة الثانية بعد أكثر من 8 ساعات، وهي عملية عجن المعمول بالحليب أو اليانسون، وتضاف المادة المراد العجن بها تدريجياً إلى الخليط حتى تتماسك العجينة، ويصبح تشكيلها ممكناً، ويترك المعمول مدة ساعتين أو ثلاثة ليختمر\".
وتشير السيدة خلود إلى اختلاف نكهات الحليب أو اليانسون في العجن، حيث أن هذه المكونات تستخدم حسب رغبة العائلة وحبها للحليب أو اليانسون.وبالنسبة لحشوات المعمول تقول السيدة ختام مقبل (44 عاماً) التي جاءت لمساعدة أختها خلود في عملية تحضير المعمول: \"الحشوات تختلف باختلاف الرغبات، فبعض الناس تستخدم العجوة المعجونة بقليل من السمنة وبهارات العجوة، والبعض الآخر يستخدم الجوز المضاف إليه القطر، وبعضهم يستخدم الفستق الحلبي المطحون، ولكل من هذه الحشوات نكهة خاصة ومميزة\".
أما عن تشكيل حبات المعمول تقول السيدة خلود أن هذه العملية تتم بطريقتين، الأولى القوالب الخشبية أو البلاستيكية، وهي عبارة عن قوالب خاصة بإعداد المعمول، توضع فيها كمية مناسبة من العجينة المحشوة بحشوة مناسبة، ويتم الضغط عليها قليلاً حتى تكتسب شكل القالب الموضوعة فيه، ومن ثم تدق على سطح خشبي لتخرج الحبة من مكانها مكتسبة شكلاً مميزاً.
والثانية وهي التنقيش بالملقط الخاص بإعداد المعمول، والملقط أداة مصنوعة من مادة معدنية بطرفها مسننات دقيقة، تستخدم لإعطاء شكل مميز لحبة المعمول.وعن اختلاف الطريقتين تقول: \"طريقة القوالب طريقة أسرع وأسهل، وتستخدم في الكميات الكبيرة نسبياً، أما طريقة الملقط فهي طريقة تحتاج لوقت أطول في التشكيل، ولكنها تعطينا نتائج أفضل، لأننا نستطيع التحكم بشكل الحبة من المعمول.
وعند الانتهاء من تجهيز حبات المعمول ووضعها في الصواني الخاصة بالخبز، يتم إشعال الفرن على درجة حرارة متوسطة لخبزها، وتحتاج صينية المعمول الواحدة لـ 7-10 دقائق حتى تصبح ناضجة وجاهزة للتقديم.
وبعد نضج جميع الحبات، أشارت السيدة ختام بفرح إلى أن المعمول يحتاج لسكر مطحون يوضع على الوجه، ولكن هذا السكر يوضع على الحبات قبل تقديمها فقط، ولا يوضع بشكل مباشر بعد الخبز، لأن هذه الخطوة ستؤدي إلى تغير شكل المعمول وامتصاصه للسكر المطحون وبالتالي فساد شكله.
وعن تحضير حلويات العيد قديماً، تقول الحاجة زهر مقبل (75 عاماً) لدنيا الوطن، مستذكرة الماضي الجميل: \"في القدم كنا نحضر كعك العيد البلدي، المكون من طحين وزيت زيتون وسكر ويانسون، ويتم عجن العجينة بشكل عادي، وتشكيلها كعجينة رقيقة طويلة، وحشوها بالعجوة المعجونة بالسمن البلدي والقرفة، ولفها كدائرة مفرغة، وخبزها في الطابون.وتضيف: \"كعك العيد مميز جداً، لأن زيت الزيتون يضفي عليه طعماً مميزاً، والطابون يعطيه لذة مختلفة عن الخبز العادي\".
وتؤكد الحاجة أن كعك العيد خاص بالعائلات الغنية، أما العائلات ميسورة الحال فكانت تحضر الشعيرية (وهي نوع من أنواع الدقيق) مع السكر فقط.وعن جمالية \"اللمة\" يوم العيد تقول السيدة خلود مبتسمة: ليوم العيد نكهته الخاصة، حيث تجتمع النساء القريبات ويقدمن ما صنعن من معمول، ويبدأن بالمقارنة والسؤال عن كيفية إعداده، ولا ننسى أن المعمول لا يحلو إلا بفنجان قهوة سادة.