استشهدت كل عائلتها في الحرب : "سجى" تحتفل بالعيد على قبر والدتها واخوانها

موقع رام الله الاخباري - لم تختار الطفلة سجى زعرب \"10 اعوام\" ان تحتفل بعيدها الاول بعد انتهاء الحرب الاخيرة على قطاع غزة على قبر والدتها واخوانها بمقبرة رفح، بل كانت مجبرة على ذلك لفقدانهم منذ عام تقريبا، بعدما اغتالتهم صواريخ الاحتلال الاسرائيلى داخل منزلهم غرب رفح . ولم تتمكن من حبس دموعها التى سقطت مناجية والدتها بان تقوم من القبر لتعيش لحظاتها السعيدة برفقتها فى عيد الفطر، بعدما رحلت الاسرة بالكامل باستثاء الاب والاخ الاكبر واخت مصابة. جلست الطفلة الجميلة سجى على انقاض المنزل الذى قصفته طائرات الاحتلال الاسرائيلى واستشهد فيه 15 شخصا من اسرة جدها، واصيبت فيه باصابة خطيرة استدعت علاجها فى المانيا لتعود لغزة كما خرجت. وما زالت تحفظ لحظاتها الاخيرة فى منزل جدها بالتفاصيل، وقالت\"بعدما وافق والدى على ذهابنا لمنزل جدى على ان نعود بعد الهدوء، نظرا لسفره لمصر فى تلك الايام، جلسنا فى ثانى يوم عيد الفطر مبسوطين برفقة خالاتى وابنائهم واخوالى وجدتى، ونمت ليلتى وفى يومى الثانى من العيد ووجدت نفسى فى المستشفى\". واستشهد فى البيت خالات سجى وابنائهم وجدتها ووالدتها واخوانها الاربعة واثنين من الجيران، بعد استهدافهم بشكل مباشر، بقصف عشوائى للمنازل بعد فقدان الجندى الاسرائيلى شرق مدينة رفح. وتعيش حياتها تائهة بحثا عن والدتها كل يوم بعد عودتها من رحلة العلاج فى المانيا والتى استغرقت ستة اشهر، واضافت لدنيا الوطن\" مش عارفة اعيش حياتى ولا اوقاتى لانه اهلى واخوانى مش عندى، ويوميا بنادى عليهم عشان يجوا واشوفهم يلعبوا معى، وما راح اعيد الا بوجودهم معى، وحاكون عندهم فى المقبرة باول يوم العيد على امل اسمع صوتهم\". وضاق صدرها من منزلها فلم تعد تجلس فيه كثيراً لعدم وجود اسرتها فيه وبخاصة والدتها التى كانت تعيش لحظات عشق معها، وتشترى لها الملابس فى العيش وتصفف شعرها لتجعلها كالعروس. \" تصبحى على خير\" كانت هذه الكلمات الاخيرة لوالدتها قبل نومها، وخلدت بعدها للنوم، ولم تشاهد والدتها منذ تلك اللحظة حتى الان، بالاضافة للعب اخوانها معها فى نفس الليلة، هذه اللحظات ما زالت محفورة فى ذاكرتها.

\"3910437717\" ومن بعد عودتها من رحلة العلاج فى المانيا تتجنب سجى الحديث فى ذكريات الحرب وليلتها الاخيرة فى منزل جدها، من كثرة اشتياقها لوالدتها، وتعيش ظروف نفسية صعبة حتى الان بعدما عادت للمنزل وفراغه من اخوانها، وتغادر المنزل باستمرار حتى لا تتذكرهم. وتوجهت سجى للعلاج فى المانيا لمدة ستة اشهر بعدما اصيبت بجراح متوسطة فى رأسها وكسر فى يديها، وتحسن وضعها تدريجيا بعد علاجها فى غزة. وكشفت سجى لوالدها قبل يومين ان رحلتها للعلاج فى المانيا لم تتعالج فيها ليوم واحد،  بل تم وضعها مع طاقم الاطفال الذين غادروا القطاع للعلاج هناك فى مدرسة ايتام، وكانت ادارة المدرسة تجبرها على تنظيف المدرسة فى الليل، وجمع ملابس اطفال غزة بعدما يجبروهم على خلعها وحملها للخدامات فى اكياس كبيرة لغسلها، ولم يرافق الاطفال خلال رحلة العلاج احداً من عائلاتهم. وكانت دنيا الوطن كشفت عن هذا الملف قبل ايام قليلة من خلال شكوى تقدم بها والد احد الاطفال الذين غادروا القطاع للعلاج ايضا فى المانيا، بعد محاولة ابنه للهرب من المستشفى وكشف الحقائق لوالده. وتوجهت سجى لمقبرة رفح قبل عيد الفطر بيوم واحد لتجلس بجانب والدتها وقبر اخوانها تحمل بيدها لعبة صغيرة تمنت من خلالها ان يخرج احد من اخوانها ليشاركها فرحة العيد، كما تنوى التواجد بجانب قبر والدتها فى ايام العيد. ولم تتمكن الطفلة سجى من مشاهدة ووداع والدتها واسرتها بعد استشهادهم، وتم دفنهم فى قبر واحد بعدما مزقهم الصاروخ لاشلاء، مطالبة العالم لمحاسبة اسرائيل على هذه الجريمة.

 المصدر : دينا الوطن - اسامة الكحلوت