فلسطنيو الاراضي المحتله يشغلون " 80 % " من الاماكن السياحية والترفيهية في الضفة الغربية
الأربعاء 15 يوليو 2015 09:36 م بتوقيت القدس المحتلة
موقع رام الله | اقتصاد :
قبل ظهور هلال شوال بأسبوع تختفي أصوات عجقة المعالق والصحون والموائد الرمضانية بعد أن كلفت اصحابها مبالغ مضاعفة مقارنة بالموائد اليومية، ويظهر مشهد هو مكرر ككل عام في عيد الفطر، وتحذر من أن تدوس قدمك قدم طفل صغير تائه بين حشود وافدة من مختلف المحافظات إلى مدينة رام الله، فلا يسعك الا أن تترك عينيك يتلفتان يمينا وشمالاً لتتمكن من تمييز سكان المدينة عن زوارها القادمين من الاراضي المحتلة عام 1948، فطيلة ايام العيد تعج الفنادق والمطاعم بهم وبعدد يفوق عما هو متوقع كل عام، وهذا العام وفق ما ذكر اصحاب المطاعم والفنادق \" من 15 عاما لم نشهد حجوزات لأهالي 48 بهذا الكم، جميع الغرف امتلأت على عكس العام السابق حيث انخفض الاقبال بعد العدوان على غزة \".
\" 80% من الزبائن هم من أراضي 48
\" 80% من الزبائن هم من أراضي 48 \" هذا ما أكده مدير احد المطاعم القديمة والذي أنشئ عام 1997 في مدينة رام الله، وأثناء حديثه للاقتصادي أشار إلى أهمية اعتماد دخل المطعم على الزبائن الوافدين من اراضي 48 المحتلة وتحديدا في فترة العيد \" هذا العام هناك اقبال ليس بسيطا\"، منوها إلى أن الاحداث السياسية كان لها دور في تقليل نسبة الوافدين وهذا يؤثر سلباً على الوضع الاقتصادي، الا أن الأسواق والمطاعم والفنادق تزدهر حاليا بأهالي المحافظات المختلفة والوافدين وحتى السياح الاجانب، ومن المتوقع أن يكون هذا العام الاقبال في العيد افضل من السنوات السابقة \".
الفنادق والمطاعم زبائنها من فلسطينيي الداخل
\"رام الله تعتمد كليا في الأعياد على فلسطينيي الداخل \" هذا ما اكده بعض اصحاب الفنادق والمحلات التجارية في مدينة رام الله ، حيث قال مدير فندق \"بيوتي ان\" محمود حلايقه للاقتصادي إن مدينة رام الله تعتمد سياحياً على فلسطيني الداخل بشكل اساسي في فترة الاعياد، اما في الايام العادية الاقبال قليل خاصة على الفنادق \" معظم الفنادق في فترة العيد تكاد تكون ممتلئة بأهالي 48 ، ومعظمهم قادمون من مدينة عكا وقراها، والناصرة ايضا، اذ يصل عددهم الى 60 فردا موزعون على 18 غرفة في الفندق، ومع هذا الكم الزائد في كل عام كان لا بد من اضافة طابق جديد يحتوي على 10 غرف \".
\" 600 شيقل الحد الأدنى لفاتورة اهالي 48\"
\" 600 شيقل الحد الادنى لفاتورة اهالي 48 \" هذا ما اشار اليه مدير احدى المطاعم في مدينة رام الله ، ورغم قدرتهم على الدفع حسب ما ذكر الا ان المطعم الخاص به لا يعتمد على اقبالهم على عكس ما ذكر اصحاب المطاعم الاخرى \" هناك الكثير من المطاعم الموجودة في رام الله يعتمد دخلها على ما يدفعه الزبائن من مبالغ طائلة وتحديدا في الأعياد، وفي هذا المطعم لا نتأثر بوجودهم بالعكس فنحن نتغلب معهم ويحتاجون لمساحات شاسعة، وفي الأعياد 50 % من الطاولات زبائنها من فلسطينيي الداخل \".
\" هل يوجد لديك حمص؟ \"
وأضاف \" ما في حمص بسحب حاله وبروح \" هذا ما لاحظه اثناء تقديمه قائمة الطعام للزبون والخاصة بالمطعم، والسؤال المعتاد \" هل يوجد لديك حمص؟ وان كانت الاجابة لا، تخرج العائلة وهي غاضبة وحسب ما ذكر مدير المطعم \" الحمص شيء اساسي بالنسبة لهم، ومن الملاحظ ان المطاعم التي تقدم الحمص والفول والفلافل هي الأكثر اقبالا في فترة العيد \" من أراد أن يأكل الحمص والمشاوي في اراضي 48 بده يدفع مبلغ محرز، اما تناول الحمص في مطاعم رام الله بالنسبة الهم ببلاش \".
وأشار إلى اختلاف الأسعار في مدينة رام الله تحديدا والمناطق الداخلية المحتلة مشيرا إلى أن الأسعار في رام الله أقل وبالتالي نسبة الزائرين للمدينة في ازدياد ونسبة المبيتين ايضا في الفنادق بإزدياد ، وتترجم هذه الزيادة على ارض الواقع في اليوم الاول من العيد حيث تمتلئ الفنادق والمطاعم وحتى الأسواق التي تشهد ازدحاما ، متوقعا أن يشهد العيد هذا العام ازديادا في عدد الوافدين والسياح .
نسبة الوافدين سنويا الى المدن
وفق تسجيلات الشرطة السياحية لنسبة الوافدين من الاراضي المحتلة عام 1948 ، فقد حازت مدينة رام الله بالمقارنة مع المحافظات الاخرى على اعلى نسبة اقبال سنويا من فلسطينيي الداخل ، وحسب ما ذكر منسق الاحصاءات والبيانات في وزارة السياحة صبري حميدان فانه لا يمكن حصر الاعداد الوافدة الى المدينة لسهولة عملية الدخول والخروج ، لاسيما وان اكثر الأماكن التي تشهد اقبالا مستمرا وبكثرة في كل عام هي الفنادق والمطاعم ، وأضاف \" نفقات اهالي 48 اثناء قدومهم الى المدينة وتحديدا في الأعياد هي نفقات كبيرة وليست بسيطة، وقد لاحظت حجم الاصراف في مدينة جنين لقربها وحرية التنقل واسعارها ارخص من غيرها \".
ولا يمكن حصر الوافدين في مدينة رام الله لكثرة اعدادهم ولكن وحسب تقرير احصائي سنوي للسياحة الوافدة والمحلية لعام 2014، فقد يمكن معرفة نسبة الاقبال على الفنادق من خلال عدد ليالي المبيت سنويا في كافة المحافظات اذا ارتفعت نسبة اقبال النزلاء في فنادق مدينة رام الله بنسبة 17% في عام 2014 بعد ان كانت النسبة تصل في عام 2013 الى 3%، ويشار في التقرير ايضا الى مدينة بيت لحم السياحية اذ يتواجد فيها العديد من اهالي 48، ولكن انخفضت النسبة في عام 2014 لتصل إلى 9% بعد ان كانت مرتفعة في عام 2013 .
وأشار حميدان اثناء حديثه إلى أن فلسطينيي 48 الوافدين الى المدن والمحافظات ينفقون اموالهم على قطاعات مختلفة ولا يقتصر الانفاق فقط على المطاعم والفنادق، خاصة اثناء تواجدهم في فترة العيد \".
ووفق تقارير احصائية اصدرها الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني، فقد لوحظ ان عدد زيارات فلسطينيي الداخل لمواقع سياحية في مدينة رام الله والبيرة وصلت في عام 2014 الى 40.676 زيارة سنويا ، بينما حصدت مدينة اريحا والاغوار لذات العام اعلى نسبة من حيث عدد الزيارات لتصل الى 248.614 لاعتبارها معلما سياحيا لسكان فلسطين، والوافدين والسياح ايضا .
\" رائحة افران المدينة تمتزج بالعيد \"
\" نكهة العيد في مدينة رام الله مختلفة عن الناصرة \" نكهة ممتزحة برائحة الأفران حين تخبز كعك العيد، نكهة مختلفة بنظر وسام ابو راس القادم من مدينة الناصرة هو وعائلته لقضاء اجازة العيد في مدينة رام الله \" في اليوم الثالث والرابع للعيد دائما اشارك اقربائي في مدينة رام الله فرحة العيد، ناسيا البحر والأماكن التسوقية الفخمة التي تعج بها الأراضي المحتلة، في رام الله تعيش أجواء عائلة فيها محبة وود لاسيما أنه يمكنك التنقل من محافظة إلى أخرى بسهولة دون النظر الى عقارب الساعة لتحديد موعد رحيلك، بينما في الداخل وتحديدا أثناء زيارتك الأماكن اليهودية يتم تحديد فترة رحيلك حسب اهوائهم، والوقت محدود، بينما في الضفة الغربية يمكن السهر مع اصدقائك للساعة 4 فجرا ، وهنا يوجد مساحة للفرح \".
وأضاف \" سبب قدومي لقضاء اجازة العيد في رام الله ليس لشراء البضائع والسلع الرخيصة حسب ما يذكر البعض ولكن في المدينة سحر يجذب المارة منها ، والاسعار متشابهة بين الاراضي المحتلة والضفة الغربية ولا تشعر بفرق \".
\" اللي بده يكيف ما بسأل عن مصاري\"
\"الي بده يكيف ما بسأل عن مصاري\" هذا ما ذكره حازم القادم من قرية كفر ياسيف في الجليل الغربي حول سبب قدومه لمدينة رام الله وتحديدا في فترة العيد \"كثيرا ما اتردد على مدينة رام الله، وتحديدا في ايام العيد، اذ اشعر ببساطة أن المكان يضم العديد من الأجناس من مختلف الطوائف، وما يربطني بالمكان ليس انخفاض الأسعار وانما الأماكن الشعبية والاجواء العامة، والأسعار متقاربة بين الضفة الغربية والاراضي المحتلة فلا اجد فرقا، ومن اراد الاستمتاع عليه أن يدفع \".