في رام الله : ام لاطفال تعود بعد غياب " 17 " عاما تقدم امتحانات الثانوية العامة وتنجح بتفوق

موقع رام الله الاخباري :

أن تعود لمقاعدِ الدراسة بعد غيابٍ دام أكثر من سبعة عشر عاماً، فهذا ينم عن إرادة صلبة لشابة تتحدى كل المعيقات الأكاديمية من ناحية، وأعباء البيت والأسرة والأطفال من ناحيةٍ أخرى، أملاً في تحقيق حلم منع الزواج المبكر تحقيقه.أماني نوفل، \"32 عاما\"، من مدينة الخليل، حصلت على معدل 89%، في الثانوية العامة هذه السنة، هي أم لخمسة أطفال، ثلاث بنات، وولدين.

نوفل غادرت مقاعد الدارسة بعد إنهائها المرحلة الإعدادية، لتتزوج من قريبها الذي كان يعمل تاجراً في مدينة الخليل، ورغم أن النية كانت أن تكمل دراستها بعد الزواج مباشرة، إلا أن الحمل والاستعداد لاستقبال المولود الأول، منعها من ذلك.

تقول أماني في حديثها لمراسلة نوى:\"حين كنت في الصف التاسع وطلبني قريبٌ لعائلتنا، لم يمانع أهلي رغم صغر سني وأنني طالبة نجيب في المدرسة؛ بل قبلوا وشجعوني على الموافقة لحسن أخلاق ومواصفات الشاب، فوافقت على أمل أن أتم دراستي بعد الزواج، ولكن بعدما علمت بأنني حامل، أدركت المثل الذي يقول تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.\"

أدركت نوفل أهمية التعليم أكثر بعد أن أصبحت أماً، وبعد أن دخل أولادها المدرسة، فعانت في تعليمهم، لأنه لم يكن لديها المعرفة الكافية بالمنهاج التعليمي.

تقول أماني:\"ذات يوم، عادت ابنتي حاملة شهادتها، حين نظرت إلى علاماتها المتدنية جداً أصبت بصدمة، ورحت أبكي بحرقة لأنني لم أفلح في مساعدة أبنائي على التعلم، يومها قررت أن أكمل دراستي.\"عكس ما يتوقعه البعض، حول موقف الزوج من عودة زوجته للدراسة، فقد أسعد هذا الخبر زوج أماني جدا، وشجعها على ذلك، كيف لا وهو يشعر بحسرة في قلبها، يوم إعلان نتائج التوجيهي في كل عام.

\"30_1436193476_3139\"

تؤكد أماني:\"التحقت بالدارسة الخاصة للثانوية العامة، قبل ستة شهور فقط من تقديم الامتحانات، وكان زوجي طيلةَ فترة دراستي مسانداً وداعماً لي في كل خطوة، لم يكن يأبه بتقصيري في مسؤولياتي تجاه البيت علماً أن ابنتي التي في الصف العاشر تحملت كل الأعباء المنزلية طيلة الامتحانات.\"

عانت أماني الكثير من الصعوبات الأكاديمية، فليس من السهل العودة للدراسة بعد سبعة عشر عاماً، ولكن تسجيلها في أحد المراكز التعليمية في منطقة سكناها \"بمدينة رام الله\"، ساعدها جداً على تخطي هذه العقبة بنجاح.

توضح نوفل:\"الإرادة الصلبة التي تملكتها كانت كفيلة أن توصلني إلى هذا التفوق، كما أن ثقة أساتذة المركز بي وتشجيع كل من حولي، كان سبباً رئيسياً في نجاحي.\"وروت أماني كيف تلقت خبر تفوقها، ساجدة لله شاكرة إياه، ممتنة بتوفيقه لها، وكيف غمرت السعادة بيت أهلها وزوجها على حد سواء.

تعبر نوفل عن فرحتها:\"لم أتوقع الحصول على هذا المعدل إطلاقاً، ولكن بالفعل إن الله لا يضيع تعب مجتهد، ويكفيني ما رأيته من فرحة في عيون أهلي وزوجي وأولادي، ويكفيني أنني قدوتهم الحسنة الآن.\"تطمح أماني لإكمال دراستها الجامعية، في تخصص الشريعة الإسلامية، ورغم أنها تدرك تماماً أن هذا يتطلب منها وقتاً وجهداً أكبر بكثير مما فات، إلا أن قناعتها الروحية باتت تؤمن بأن \"الإرادة تصنع المستحيل\"!.

المصدر : شبكة نوى