الطفلة هيا " بالرغم من بشاعه القصف نجت باعجوبة " لكنها اوقدت الشمعة التاسعة من عمرها على " أنقاض منزلها " ..."صور "

موقع رام الله الاخباري :

ليس في فندق خمس نجوم, ولا صالة مضيئة ومزينة لإقامة المناسبات, ولا ساحة في هواء طلق, ولا حتى شاطئ بحر هادئ.. فلم يكن المكان سوى كومة ركام وبقايا منزل كان يجمع عائلة \"العثامنة  في الثالث والعشرين من شهر مايو في كل عام, للاحتفال بيوم ميلاد ابنتهم \"هلا\".

حفل ميلاد (هلا) هذا العام يختلف تماما عن أي حفل مضى, فعائلتها أشعلت وإياها شمعتها التاسعة أمس, على أنقاض منزلها المدمر، بحفلة بسيطة لم تستغرق سوى نصف الفترة الزمنية التي قضتها \"هلا\" تحت الأنقاض, بعد قصف منزلها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير.

نجت بأعجوبة

بالنسبة لعائلة الطفلة العثامنة، التي تسكن بالقرب من مستشفى الهلال الأحمر بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، يعتبر يوم قصف المنزل الملاصق لمنزلهما بشكل مفاجئ, في العاشر من حزيران من العام الماضي, واستشهاد ثمانية من ساكنيه, يوم ميلاد جديدا لـ(هلا) بعد نجاتها من الموت بأعجوبة بالرغم من بشاعة القصف.

 \"محمود العثامنة\"، والد الطفلة (هلا) قال لمراسل \"شمس نيوز: خلال العدوان الأخير قامت الطائرات الإسرائيلية بقصف منزل ملاصق لمنزلي يعود لعائلة الحاج بشكل مفاجئ, وبكل تأكيد منزلي دُمر بشكل كامل وكانت أسرتي بداخله\".

وبعد انهيار المنزل نتيجة القصف على رؤوس عائلة العثامنة وإصابة عدد من أفراد الأسرة, بقيت هلا تحت الركام ما يقارب ساعة ونصف الساعة, قبل أن تتمكن الطواقم الطبية من إنقاذها هي ووالدتها التي لا زالت تعاني من الإصابة.

ويصف والد الطفلة لحظة إخراج ابنته من تحت الركام بالمعجزة، ليضيف: بعد ساعة ونصف فقدت الأمل في أن تكون \"هلا\" على قيد الحياة, وعندما أخرجوها بحمد الله سالمة كانت بحالة قرفصاء كالجنين الذي في بطن أمه تماما، ومعجزة أنها خرجت سالمة من هذه المجزرة\".

هلا صامته

لم يستطع الحفل الذي جمع رفيقات الطفلة \"هلا\" وجيرانها رسم البسمة كاملة على شفتيها, فعدم حضور والدتها التي لم تقوَ على المشاركة بسبب إصابتها خلال القصف نفسه, وسوء الحالة النفسية التي لا زالت تلازم الطفلة، جعلت الصمت يعانقها طوال الحفل.

وان كانت هلا تتبسم بين الفينة والأخرى وتحاول إظهار نوعا من الفرح, إلا أن محاولات مراسل \"شمس نيوز\" للحديث معها أكثر من مرة, لم تنجح، ليقف لسانها عن الحديث عندما تعود ذاكرتها إلى تسعين دقيقة قضتهما تحت الركام.

ويردف والد الطفلة بالقول: هلا ومنذ الحادثة وهي تمر بحالة نفسية صعبة, ولا زالت في ذاكرتها حالة القصف والموقف الذي مرت به, أحمد الله على أنها هكذا بعد أن كانت شاهدة على مجزرة بشعة\".

رسالة إلى العالم

والد الطفلة (هلا) الذي يعمل في مجال الصحافة، يؤكد على أن قيامه بالاحتفال بيوم ميلاد ابنته على ركام منزله المدمر, يهدف إلى إيصال رسالة للعالم ونقل معاناة أطفال غزة, بجانب محاولاته لإخراج ابنته من الحالة النفسية الصعبة التي تمر بها.

يقول العثامنة: أنا وأسرتي نقضي معظم يومنا هنا فوق الركام، ونقوم بتناول طعام الإفطار أيضا معظم أيام شهر رمضان في نفس المكان\".

ويتابع: قمت بدعوة بعض الزملاء في وسائل الإعلام كمحاولة مني لإبراز معاناة أصحاب البيوت المدمرة, وما يعيشونه من تهجير وتشريد, وهذا هو الواقع، فمئات أصحاب المنازل المدمرة يحتفلون بمناسباتهم الخاصة فوق ركام بيوتهم\".

ويعبر والد الطفلة (هلا) عن أمله بإعادة إعمار المنازل المدمرة والمناطق المنكوبة, وإعادة الحياة إليها من جديد.يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي شن حربا على قطاع غزة المحاصر في حزيران الماضي ,ارتكب خلالها سلسلة جرائم ومجازر بحق المدنيين واستهدف منازلهم بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار.

وبلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي الذي استمر حوالي 51 يوما نحو (2137) شهيداً معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وإصابة (11100) مواطنا آخرين بجراح مختلفة, بالإضافة إلى تدمير ألاف المنازل والمساجد والمؤسسات.

المصدر : وكالة شمس نيوز

\"ميلاد \"ميلاد \"ميلاد \"ميلاد \"ميلاد \"ميلاد \"ميلاد