نشرت صحيفة إسرائيلية صباح الأحد تقريرًا خاصًا حول عمل ضباط جهاز \"الشاباك\" المسئولين عن المناطق الفلسطينية المختلفة بما في ذلك قطاع غزة ومناطق الداخل المحتل.وجاء في تقرير لصحيفة \"يديعوت أحرونوت\" العبرية أنه ليس باستطاعة الشاباك الاستغناء عن العامل البشري حتى مع التقدم التكنولوجي الكبير الذي يتمتع به، واصفًا العامل البشري بـ\"الحاسم في الميدان\".
وتحدث كذلك عن دور العملاء في القطاع، قائلاً إن \"خطة تصفية أحد قادة حماس لا يمكن أن تنجح لولا العامل البشري فقد يغير هاتفه المحمول في اللحظة الأخيرة ويختفي وعندها تأتي أهمية العامل البشري\".وبين التقرير أن الصعوبات الحقيقية لعمل الشاباك تبدأ عندما يخسر العامل التكنولوجي قائلاً :\"غّير القيادي في حماس والمعد للاغتيال هاتفه النقال في اللحظة الأخيرة ثم اختفى، الأمر الذي يحول العامل البشري إلى حاسم في نجاح المهمة\".
ويكمل: \"في تلك اللحظات التي يمكث فيها ضابط الشاباك في غرفة التحكم خارج القطاع يحاول الضابط القيام بحرب أدمغة بينه وبين القيادي بحماس أو قائد الخلية المستعدة لإطلاق صاروخ مضاد للدروع باتجاه دورية للجيش قرب ناحل عوز أو التسلل عبر نفق لكرم أبو سالم\".
فيما يضطر ضباط القطاع للعودة لمراكز التعلم التابعة للجهاز للتزود بكلمات ومصطلحات غزاوية جديدة وخاصة العسكرية منها والمستخدمة بحفر الأنفاق وأنواع الصواريخ المضادة للدروع والأسلحة المختلفة بغزة، وكذلك المالية واللهجة الدينية التي يستخدمها الإسلاميون هناك. بحسب التقرير.
كما يضطر ضباط الشاباك لتعلم اللهجة المحلية بكل تفاصيلها ومعرفة بيوت القرية وأسماء عائلاتها، إضافة لمعرفة عاداتها وتقاليدها في حين تكمن الصعوبة أكثر في تعلم اللهجة البدوية لفلسطينيي النقب المحتل.
بينما يجدوا في القطاع صعوبة في العمل على ضوء عدم قدرتهم على الدخول إليه، فيبحثون عن عملاء لتشغيلهم عن بعد حيث يتوجب على ضابط الشاباك الاطلاع على كل خطوة للنشطاء الفلسطينيين عبرهم أو عبر دردشات خاصة مع سكان القطاع على حاجز بيت حانون/إيرز ساعة خروجهم إلى \"إسرائيل\".
ووفق التقرير، يحتاج ضباط الشاباك إلى عملية تهيئة تستمر ما بين عامين إلى عامين ونصف قبل توليهم المسئولية عن الأحياء الفلسطينية في المدن وكذلك في القرى وبخلاف المعتاد في الجيش، فضباط الشاباك يخدمون في مواقعهم كمسئولين عن المناطق الفلسطينية بمتوسط 7-8 سنوات.
وسددت أجهزة أمن المقاومة خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع الذي استمر لـ51 يومًا قبل 11 شهرًا، ضربة قاسية للعملاء بقتل العشرات منهم في الميادين العامة واعتقال اخرين مما حجب كثيرًا عن عيون ضباط الشاباك.