العالم يغزو رام الله بـ"المطاعم"!

موقع رام الله | اقتصاد :

المطاعم العربية والعالمية بدأت في الفترة الأخيرة تغزو مدينة رام الله في ظاهرة تستدعي التساؤل: هل هي بداية لتكريس رام الله مدينة للمطاعم أم أنها مجرد استثمار صغير لمال عربي وفلسطيني في محاولة لادخال الماركات العالمية إلى فلسطين؟

 نحن جزء من الطلب العالمي  وحالة الكبت الموجود في مناطقنا بحكم الحواجز العسكرية الاسرائيلية، وقلة الأماكن  الترفيهية جعل الاقبال على المطاعم بشكل كبير وخاصة لذوي الدخل الجيد\". يقول الناطق الرسمي باسم وزارة الاقتصاد عزمي الحاج محمد.

ويعتبر الحاج محمد \"أن نشاط عمل الوكالات وفروع الشركات في فلسطين يتأثر بالوضع السياسي والاستقرار الأمني، منوها إلى أن اي انفراج سياسي يطرأ على الحالة الفلسطينية يسهل عملية فتح اسواق ومحال للماركات العالمية وشركات الاطعمة السريعة والمطاعم  العالمية والعربية في الضفة وغزة\".

تنامي انتشار الظاهرة

ويعتبر الحاج أن تنامي هذه الظاهرة بشكل ملحوظ  في السوق الفلسطيني في الفترة الأخيرة خرج بشكل جلي بعد افتتاح عدة فروع لمطاعم عالمية وعربية، والتي تعبر عن درجة من الرفاهية بدأت تظهر في فلسطين والتي تتمتع فيها هذه المجتمعات المختلفة، ويرتبط فيها تقديم الخدمات بمستوى دخل الفرد والأسرة.

ويصف تردد المواطنين الفلسطينيين على المطاعم بأنه مؤشر على الدخل الجيد للعديد من الأسر التي تتماشى إمكانياتها المادية مع الخدمات المقدمة في المطاعم، مشيرا الى أن ظاهرة  انتشار شركات الأطعمة العالمية والعربية  مازالت محصورة لأن مستوى دخل عدد كبير من الأسر لا يزال منخفضا عن قدرتها لتحمل تكلفة الخدمات التي تقدمها هذه المطاعم.

ارتفاع الأسعار مقارنة مع المطاعم الشعبية

\"\"

اعاز الحاج محمد ارتفاع اسعار بعض المطاعم العالمية بالمقارنة مع غيرها من المطاعم الشعبية  الى التكلفة الكبيرة المتعلقة باجرة اليد العاملة  وغلاء ايجار المحال وارتفاع \"تكلفة الفرصة الضائعة\" وارتفاع خلوات المحال وأسعار الأراضي والذي ينعكس على اجمالي  تكلفة المشروع وبالتالي ينعكس ذلك على الأسعار، ولكنه اعتبر ان  الأسعار  تتقارب مع غيرها ولا تشكل فارقا كبيرا في الدول المجاورة لفلسطين.

واكد دعم وزارة الاقتصاد الوطني لأي مشروع استثماري، خدمي او صناعي، وان الوزارة  قدمت من خلال خططها الاستراتيجية الدعم الكامل للمشاريع الاستثمارية المختلفة في السوق الفلسطيني، منوها إلى الوزارة اقرت من خلال قانون تشجيع الاستثمار المرفوع للرئيس محمود عباس اعفاء ضريبيا كاملا للمشاريع في السنوات الأربع الاولى من عملها يليها دفع ما قيمته 5% من الضريبة المقرة لمدة 7 سنوات.

المساهمة في خلق فرص عمل

واشار الحاج إلى اهمية عمل الفروع العالمية والعربية في السوق الفلسطيني في خلق فرص عمل للعديد من المواطنين والمساهمة في الحد من البطالة  في ظل سقف الموارد الفلسطينية  المحدود  وعدم القدرة على تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والبشرية بسبب سيطرة الاحتلال الاسرائيلي على العديد من مقدرات الشعب الفلسطيني.

من جهته، يقول مدير شركة ليمون lemon  مهند صوافطه\" إن مدينة رام الله العاصمة السياسية وفيها يتمركز الثقل السكاني للمؤسسات العامة ومؤسسات القطاع الخاص وفيها كثافة سكانية عالية ادت الى تزاحم المحال التجارية والفروع العربية والعالمية للمحال تبعا لنظرية العرض والطلب\",

واضاف أن أهمية المطاعم والمقاهي في المدينة تكمن في حاجة الناس للترويح عن انفسهم والتخفيف من أعباء ساعات العمل الطويلة وقلة توافر المنتجعات والأماكن الترفيهية التي زادت من زيارة المطاعم والمقاهي على اختلاف انواعها.

وعن عمل lemon  قال \"ان الشركة الام  العربية الاردنية ذات الفروع الستة المنتشرة في عدد من المدن العربية تضع مواصفات وسياسات واضحة لعمل الشركة تراعي من خلالها السوق المحلي للفروع،  وبالرغم من ان السوق المحلي الفلسطيني متقارب ثقافيا مع جمهور الشركة في الدول الاقليمية الا ان السوق الفلسطيني له خصائص تميزه عن غيره من الأسواق العربية والاقليمية\".

واشار الى أن المترددين على المطاعم يحتاجون الى نوعية خدمات واطعمة جديدة توفرها المطاعم وان السوق المحلي بحاجة لخبرات جديدة تهتم بتطوير الأطعمة من خلال مؤسسات مطلعة بشكل اوسع على الصناعات  والخدمات الغذائية  تقدمها للسوق الفلسطيني من خلال تدريب الموظفين واعطائهم خبرة سنوات عمل طويلة في المجال الغذائي والمطاعم.

بناء جسور ثقة

واعتبر صوافطة ان عمل الشركات العربية او الاجنبية  من خلال فروعها في فلسطين يبني جسور ثقة بينها وبين رجال الأعمال الفلسطينيين  ويشكل دلالة على ان الشركات تثق بامكانية نجاح مشاريعها ورواجها في السوق الفلسطينية وقبولها من الجمهور الفلسطيني.

واعتبر ان ليمون يقدم خبرة جديدة في مجال جودة الطعام والخدمات ولائحة كبيرة من الطعام المختلف والمتنوع الذي يسعى العديد من زبائن المحل لتجربته والتمتع به.

من جانبه، يقول المواطن حسن خليل 42 عاما من سكان مدينة رام الله \"ان توافر المطاعم العربية والعالمية مكنت الكثير من الناس بالاستمتاع بمنتجاتها واتاحت لهم فرصة تذوق اطعمتها خاصة تلك التي تعرض من خلال الدعايات الاعلانية التي تمنى الكثير من الناس وخاصة الاطفال الذهاب والاستمتاع بها.

ويضيف \"ان قلة الاماكن الترفيهية وبعد مسافتها في غالبية الأحيان وتركزها في المحافظات الشمالية والجنوبية جعلت المطاعم مقصد الأسر الوحيد للترفيه .

الأسعار مرتفعة

واعتبر ان اسعار الوجبات التي تقدمها المطاعم العالمية تفوق قدرة عدد كبير من الاسر على زيارتها وخاصة الاسر ذات الدخل المتدني، لافتا إلى أن الاسعار لا  تتناسب مع امكانية التردد على المطاعم سوى مرات قليلة خاصة للاسر التي لديها عدد كبير من الأبناء.

ويقول مدير مطعم فخر الدين محمد خلف \"منذ اكثر من عام وهناك اقبال من الشركات العربية والعالمية لافتتاح فروع لها ووكالات في فلسطين وخاصة في مدينة رام الله، الامر الذي يدلّ على نجاح هذه المشاريع في فلسطين وتعطش المواطن الفلسطيني لأن يحظى بمثل هذه الخدمات كغيره من المواطنين في الدول المجاورة\"،  داعيا الى ضرورة ان تزيد المطاعم وسائل الترفيه، وان يركز المستثمرون الفلسطينيون على افتتاح مشاريع ترفيهية جديدة تلبي احتياجات المواطنين وتدخل لهم البهجة.

واضاف \"ان المطعم وخلال  عمله شهد اقبالا ممتازا من المواطنين الفلسطينيين خاصة وان المطعم لم يفتتح بعد بشكله الرسمي\".

واشار الى ان المطعم الذي يتبع لشركة ATICO  العربية الاردنية التي تختص بالخدمات الفندقية والمطاعم والتي نجحت من خلال خدماتها ان تتميز وتحقق نجاحا ملحوظا عن غيرها من الشركات العاملة في ذات المجال.

واضاف \"ان مطعم فخر الدين الذي يمتاز بتقديمه للطعام اللبناني كما تقدم في لبنان،  بالإضافة لتقديمه عدد من المقبلات والمزات الخاصة التي تقدم بشكل مميز وتضيف نكهة جديدة مختلفة عن الإطعمة والنكهات الفلسطينية التي تتشابه مع غيرها من الدول في اقليم البحر الابيض المتوسط\".

واوضح ان تزايد الخيارات امام الجمهور ودخول عدد من المطابخ العالمية والعربية المتخصصة  للسوق الفلسطينية زادت من حرص المطاعم في فلسطين على تقديم الاطعمة بجودة عالية عما كان في السابق  والتي كانت تتشابه نوعية الطعام في الكثير من المطاعم  ولا يتغير فيها سوى طبيعة الجلسات والديكور.

واعتبر ان حالة الاستقرار السياسي والاعتراف الدولي بفلسطين ورفع تمثيلها كعضو مراقب في الأمم المتحدة زادت من ثقة المستثمرين العرب والاجانب بامكانية نجاح مشاريعهم وشركاتهم في فلسطين.

المصدر :  الاقتصادي- اسيل سعيد