نادي الشجاعيه يعيد البسمة على وجوه أهالي الحي بالالقاب
الخميس 11 يونيو 2015 04:31 م بتوقيت القدس المحتلة
موقع رام الله | رياضه :
عدوان غاشم تعرض له قطاع غزة الصيف الماضي، خلّف آلاف الشهداء والجرحى، والمنازل المدمرة، في حين بزغ اسم حي الشجاعية، بعدما تعرض لدمار وقصف بالغ، كما بزغ بصمود أهله ومقاومته الأسطورية.
بعد قرابة العام على انتهاء العدوان، ومن وسط الألم والمعاناة عزم الكابتن نعيم السويركي المدير الفني لنادي إتحاد الشجاعية وقبيل بداية بطولة الدوري الفلسطيني لأندية قطاع غزة بأن يعيد ولو بسمة على شفاه كل فرد من أهالي هذا الحي المنكوب.
\"السويركي\" أعدّ العدّة وجهز لاعبيه وجهازه الفني، وأعاد الروح لجماهير الشجاعية التي كانت تقف خلفه بالآلاف بكل مباراة يخوضها، فكان له ما أراد، حيث أحرز \"الشجاعية\" لقب الدوري، ليدخل الفرحة لقلوب أهالي الحي والقطاع برمّته.
يقول الكابتن السويركي الحائز على لقب أفضل مدرب، وذلك بعد هذا الإنجاز غير المسبوق:\" ما تحقق بالنسبة لنا أمر لا يصدق، فنحن خضنا هذا الدوري بعد نهاية حرب شرسة تعرض خلالها حي الشجاعية لدمار كبير، لكن بالإرادة والعزيمة والاصرار تجاوزنا كل المحن ونجحنا في تحقيق انجازين غير مسبوقين لهذا النادي وهو الفوز بالثنائية (الدوري والكأس) في موسم واحد، لذلك فإن فرحتنا كبيرة ولا توصف، وما زاد من فرحتنا هو إحساسنا بأننا أسعدنا أكثر من 100 ألف مواطن من سكان هذا الحي الصابر الصامد\".
وشكر المدير الفني، اللاعبين وإدارة النادي على ما قدموه، مؤكدا أنه راهن عليهم وكسب الرهان.
كما عبّر عن تقديره العميق إلى جمهور النادي، والذي زحف من بين الأنقاض ليساند اللاعبين، ويدعمهم خلال المباريات.يقول المتحدث باسم رابطة مشجعي نادي إتحاد الشجاعية شادي الحطاب، أن جمهوره يعتبر من أكبر القواعد الجماهيرية ليس على مستوى قطاع غزة فحسب، بل على مستوى فلسطين، ودليل ذلك حصولهم قبل يومين على لقب أفضل جمهور بالدوري الممتاز.
ويضيف حطاب أن جمهور الشجاعية دائماً ما يشجع فريقه بالسراء والضراء، حتى في التدريبات، وكان يدعمه نفسياً ومعنوياً، خاصة الموسم الماضي الذي كان سيء من كل النواحي، وكان يصارع على الهبوط للدرجة الثانية، إلا أن أكثر من 20 ألف مشجع من أنصار الفريق وقف خلف فريقه في مباراته الفاصلة أمام شباب جباليا، والتي انتصر بها وبقي من خلالها داخل الدرجة الممتازة، ثم جاء هذا الموسم الذي يعتبر موسم الانجازات لهذا النادي والذي كان لجمهور الشجاعية فيه كلمة الفصل.
واستنكر الحطاب عدم توفر ملاعب كبيرة تتسع لهذا العدد الجماهيري الضخم فقال:\" نحن كرابطة مشجعي نادي اتحاد الشجاعية نطالب المسئولين سواء في اتحاد كرة القدم أو وزارة الشباب والرياضة بتوفير ملاعب تتسع لجمهور الكرة الفلسطينية، ونطالبهم بإنشاء ملاعب بمواصفات عالمية كما يحدث بالضفة الغربية فاللواء جبريل رجوب عمل طفرة نوعية من حيث المنشآت الرياضية والبنية التحتية ونتمنى أن تنتقل هذه الطفرة إلى قطاع غزة لأن قطاع غزة جزء أصيل من الوطن وأهل غزة يستحقون أفضل من ذلك\".
هذا ويعتبر لاعبو الشجاعية من أكثر اللاعبين الذين عانوا الويلات بالحرب الأخيرة على قطاع غزة، فكابتن الفريق وحارس مرماه إياد دويمة والحائز على جائزة أفضل حارس ببطولة الدوري فقد منزله، بالإضافة اللاعب حسام وادي أفضل لاعب بالدوري الممتاز وأشقائه داخل الفريق إبراهيم وسالم ومحمد، بالإضافة للأخوين خليل وفرج جندية، واللاعب عمر العرعير، ومدرب الفريق محمد أبو حليمة وكذلك مهاجم الفريق علاء عطية والذي ارتكبت مجرزة أمام منزله وراح ضحاها 25 شهيد من أقاربه وجيرانه.
ومن جانبه أعرب لاعب الفريق سامح حتحت عن سعادته بهذا الإنجاز التاريخي العريق الذي حققه مع النادي الذي يحسب للفريق ولتاريخه الشخصي، وقال:\" إن هذا الموسم هو له بمثابة موسم العمر لتحقيق بطولتي الدوري والكأس، وعبر أيضاً عن شكره للإدارة واللاعبين والجهاز الفني وبالأخص المدير الفني القدير نعيم السويركي الذي يتشرف بأنه تدرب على يده بمشواره الكروي\".
كما وعبر اللاعب الملقب بـ\"سمبل\" عن سعادته بالإنجاز لأنهم قاموا بإسعاد الجماهير الذين ساندو الفريق طيلة الموسم، بعد أن عانوا بالحرب الشعواء الأخيرة التي استهدفت الكثيرين من أبناء هذا الحي العريق، وقال:\"هناك مباريات لولا الجمهور لكان الفريق فقد نقاط، لكن مع التشجيع المتواصل خلال ال90 دقيقة حققنا المطلوب في جميع مباريات الدوري\".
هذا واستطاعت رابطة مشجعي نادي الشجاعية من تنظيم أضخم احتفالية للفوز بالدوري، وبجهود ذاتية، واحتفلوا بذلك من خلال قيامهم بمسيرة جماهيرية بدأت من ملعب اليرموك واستمرت حتى البيوت المدمرة في المنطقة الشرقية لحي الشجاعية، وذلك ليوصلوا رسالة للعالم أجمع بأن الشعب الفلسطيني لم ولن ينكسر، ومن رحم المعاناة يولد الإبداع والإنجاز.