في رام الله "سعر فنجان القهوة " أغلى من عواصم اوروبية وعالمية
السبت 06 يونيو 2015 10:37 ص بتوقيت القدس المحتلة
موقع رام الله | اقتصاد :
هي لا تُشرب على عَجل، هي أخت الوقت تُحتسى على مَهل، فيها صوت المذاق والرائحة كما وصفها درويش، فلو كان يعلم درويش بأن القهوة العربية في فلسطين ُتحتسى على طبق من ذهب، لألّف قصيدة مفادها \" قف على ناصية الفنجان وفكر قبل أن تدفع \"، أنت تحتسي كوباً من القهوة بـ 15 شيقلا، اي ما يعادل 3.5 يورو، وفي أكبر المدن الاقتصادية في العالم\" باريس\" سعر كوب القهوة يصل الى 2.5 يورو اي ما يعادل 12 شيقلا. اذا انت لست في فلسطين أنت فعليا في فرنسا.
\" لذة الصباح والمساء\" كما عرفها أجدادنا وتبعهم الأحفاد، فبعضهم يتذوقها حلوة \" سكر مزبوط\" والبعض الأآخر يفضلونها مُرة كالحنظل، والبعض يريدها على الطريقة الفرنسية، وآخرون على الطريقة التركية، والباقي على الطريقة العربية البحتة حيث تثيرهم رغوة تطفو بأشكال جذابة على سطح الكوب، بعد أن امتزجت حبات البن الكوستا، والبرازيلية واليمنية مع بعضها البعض لتتذوق قهوة هي الأجود والأرخص برأي ابو الياس صاحب مقهى رام الله.
ارتفاع سعر البن!
\"عندما يرتفع سعر البن في السوق، يترفع سعر فنجان القهوة، قبل 10 سنوات كان كيلو البن يصل الى 22 شيقلا، اما الآن 48 شيقلا\" هذا هو السبب الأساسي برأي ابو لياس الذي يجعل سعر كوب القهوة في مدينة رام الله يعادل سعر كوب من القهوة يُحتسى في شارع شانزليزيه وهو من أفخم الشوارع السياحية في باريس. وأضاف أثناء احتسائه كوبا من القهوة الساخن \"فنجان القهوة في المقهى كان يصل سعره الى 3 شواقل، اما الآن يدفع الزبون 5 شواقل ويحصل على قهوة رخيصة وذات طعم مميز، وزبائننا يستطيعون تمييز طعم القهوة الخاصة بنا عن غيرها\". وأشار في حديثه للاقتصادي \"عندما يدفع الزبون ما يقارب 15 شيقلا لاحتساء قهوة عادية في احد المطاعم، ما هي الخدمة المقدمة له؟ \".
العامل يجبي الراتب من فنجان القهوة
\" العامل في المطعم يأخذ راتبه من فنجان القهوة \" وهنا يتحدث أحد أصحاب المطاعم الفاخرة في مدينة رام الله حيث عزا سبب ارتفاع سعر كوب القهوة في المطعم ( 18 شيقلا) إلى ارتفاع أجر المطعم والايدي العاملة فيه، إضافة إلى احتساب الغاز المستهلك في صنع كوب من القهوة، والوقت الذي يستغرقه العامل في انتاج قهوة تتميز عن غيرها، وكل مطعم او مقهى له بصمته الخاصة في صنع القهوة \".
فنجان القهوة في باريس
وبين متلذذ للقهوة وغارق في الادمان، وآخر يستجدي يومه برشفة من كوب قهوة يُشرب على عجل قبل توجهه للعمل، يجلس بشار دريدي الوافد من باريس في احدى مطاعم مدينة رام الله ليستغرب من سعر القهوة هنا قائلا \" فنجان القهوة في رام الله اغلى من باريس \". مضيفا \" فنجان القهوة في باريس 2.5 يورو اي ما يعادل 13 شيقلا، وفي الشونزليزيه بـ 4 يورو ، وبالمقابل يقدم للزبون الخدمة الجيدة، ولكن هنا الوضع يختلف، فالسعر أغلى والخدمة والجودة أقل، ويتم استغلال المواطن، وبالرغم من هذا المواطن مستعد أن يدفع، ولكن بالمقابل عليه ان يجد الراحة في المكان الذي يجلس فيه \". وأضاف غاضباً \"عندما تقول لي كزبون أن فتحة الطاولة بـ 20 شيقلا، ماذا تتوقع مني أن أفعل؟ \".
\" تستطيع أن تحتسي القهوة في النرويج دون عبء على الميزانية \" هذا ما تحدث عنه الفلسطيني المغترب في اقل الدول الأوروبية كثافة سكانية \" النرويج \" حيث أكد في حديثه للأقتصادي أن أسعار القهوة في المقاهي الفلسطينية وتحديدا رام الله وقطاع غزة أغلى من النرويج والدول الأوروبية الاخرى \" الأسعار مجنونة في رام الله وغزة، ويصل فنجان القهوة في غزة الى 20 شيقلا وأكثر \".
إذا انت تدفع ضريبة جلوسك في المطاعم \"الفخمة\" باهظة الثمن، فهي تعتمد على شهرتها واسمها في تحديد أسعارها ولديها معجبون، وهنا يجلس مصطفى في أفخم المطاعم في المدينة ليحتسي قهوة دون النظر إلى سعرها \" انا لا أنظر الى التكلفة، انا أهتم بطبيعة المكان نفسه، ومستعد أن أدفع سعر فنجان القهوة 20 شيقلا، ولكن بالمقابل أنا أشعر بالراحة، وعند الدفع لا أنظر للفاتورة وما تكلفة الفنجان\".
سعر فنجان القهوة مرتبط بمتوسط دخل الفرد
شرب القهوة والاستمتاع بها وتحديدا في الصباح حين تصاحبك فيروز في جولة في أحد أزقة مدينة رام الله، مشهد متكرر في باريس حيث تختلف الرائحة باختلاف المكان، إضافة إلى أن تحديد نوعية القهوة وأسعارها مرتبط بتحديد متوسط دخل الفرد في المدينة، حيث إن متوسط دخل الفرد الفلسطيني يتراوح بين 2200 إلى 2400 شيقل، واذا تمت المقارنة مع الموظف في المدينة الاقتصادية \"باريس\" سيصل متوسط دخل الموظف الى ما يقارب 15.000 يورو اي ما يعادل تقريبا 63.000 شيقل .
\" انت بتشتري فنجان قهوة بحق أوقية القهوة 12 شيقلا \". اذا تم التعامل مع القهوة كنوع من السلع العادية واستغلالها برأي المواطن مهيب البرغوثي إضافة إلى استحضار اشكال أخرى من القهوة مثل الأسبرسو، \"امريكان كوفي\" وغيرها، وبذلك دمج مواد إضافية داخل القهوة الاصيلة يرفع أيضا من سعر القهوة .
وأضاف البرغوثي \" في عام 2004 كان سعر فنجان القهوة بـ 3 شواقل، ووقية القهوة (البن) بـ 9 شواقل، وبعد أن ارتفعت القهوة عالمياً أصبح سعر فنجان القهوة في المقاهي الشعبية تحديداً 5 شواقل، واوقية البن المحمص بـ 12 شيقلا، اذا يلاحظ أن سعر فنجان القهوة مرتبط بأسعار البن العالمية، إضافة إلى ارتباطه بطبيعة المكان \".
وفي أناء نحاسي صغير وداكن وسري اللمعان، أصفر مائل إلى البني، تضعه على نار خفيفة, و آه لو كانت تصنع على نار الحطب! تغنى برائحتها الشعراء والفنانون، \"القهوة \"ولونها ومذاقها حاضرة في القصائد وبيوت الغزل القديمة، رغم انها كانت رخيصة السعر وذات جودة عالية، واليوم لا تكاد تذكر في القصائد رغم ارتفاع سعرها وانخفاض جودتها.