باراك "يكشف لماذا انسحب جيش الاحتلال من جنوب لبنان بعد " 15 " عاما على الانسحاب
الأربعاء 03 يونيو 2015 06:39 م بتوقيت القدس المحتلة
موقع رام الله الاخباري :
بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، عقدت جامعة تل أبيب ندوة تحدَّث خلالها رئيس الحكومة ايهود باراك الذي اتخذ قرار الانسحاب. وفاجأ باراك مستمعيه بتأكيده شرح أسباب اتخاذه القرار وكسر دائرة الجمود الذي كان سائداً حينها في العلاقة مع لبنان. واعترف بتعاظم قوة «حزب الله» وخطره على إسرائيل بعد الانسحاب، حين أكد أنَّ امتلاك الحزب مئة ألف صاروخ، ليس مجرَّد زيادة في الخطر بل «هو شيء آخر تماماً».
وقال باراك في محاضرته، إنَّ إسرائيل لم يسبق لها أبداً أن واجهت «100 ألف صاروخ وذلك حتى قبل أن نبدأ بالتعامل مع مسألة دقة إصابتها». وبحسب كلامه: «عندما تكون الصواريخ دقيقة الإصابة، فهذه ليست مجرَّد زيادة من الشيء ذاته، بل هو أمر مختلف تماماً». وحاول باراك شرح الأسباب التي دفعته في حينه إلى اتخاذ القرار بالانسحاب من طرف واحد من الجنوب اللبناني، وهو الانسحاب الذي رأى فيه كثير من الإسرائيليين هروباً. وقال إنّ «قسماً من ثقافتنا ليس فقط في وعي القادة، بل في التقاليد السياسية في إسرائيل». ومعروف أنّ باراك كان يُعتبر نوعاً من بطل قومي، خصوصاً أنّه تولّى تقريباً جميع المناصب القيادية العليا. فقد قاد عدة أسلحة بينها سلاح الاستخبارات وترأس هيئة الأركان وتولَّى مناصب وزارية بينها وزارة الدفاع وكان أيضاً رئيساً للحكومة. وفي معرض دفاعه عن قرار الانسحاب، قال: «لقد أجبروك على أخذ شيء، وعليك التفكير مرتين قبل التخلي عنه. ولكننا في كل حال لم ننوِ زرع أي شجرة هناك. وكان ينبغي لنا طوال الوقت أن نسأل ما الذي يخدمه هذا الأمر؟ وكان الأمر معداً سلفاً لخدمة الأمن. لكن عرض الحزام الأمني لم يكن كافياً لحماية المستوطنات حتى في وجه الصواريخ القصيرة المدى. لذلك، كان ينبغي أن نسأل لماذا نحن بالضبط هناك». وأضاف باراك: «كان ثمة وضع انعدام وضوح لدى المستوى السياسي، ولذلك فإنه في كل مرة عُرض فيه السؤال: لماذا نحن لا نتحرك من هناك؟ كان الجواب: هذا ليس شأنكم، إنه شأن المستوى السياسي. من جهة عندما يكون هناك ضغط، يستحيل إثارة مثل هذا الاقتراح لأنَّه لا يتم تغيير جدول الأعمال وانتشار القوات في زمن الضغط. من جهة أخرى، عندما لا يكون هناك ضغط، أيضاً لا يثيرون اقتراحات كهذه للنقاش لأنه لا حاجة لذلك ولا ضغط. فما هي العبر التي يمكن استخلاصها لأيامنا هذه؟ درس واحد وهو وجوب التفكير سلفاً في ما هو صائب وما هو جيد. فالحكومة لا يفترض أن تجد نفسها في حرب من دون أن تعلم أنها تخرج إلى حرب. الحكومة لا تتصرف هكذا». وشدَّد باراك على أنّ «الدرس الثاني هو الحفاظ على انفتاح في الفكر وعلى شجاعة في التغيير. وينبغي كل بضع سنوات أن نضع في موضع الاختبار كل فرضياتنا الأساسية. هذا ليس بسيطاً، وينبغي التخلي عن عنجهية الارتباط بالقرارات والقصور الذاتي الذي تجد نفسك في داخله. ينبغي على الدوام الأخذ في الحسبان النتائج غير المتوقعة». وأشار إلى أنّ «من يتذكّر ظروف نشأة حماس، سيجد هناك، بين أمور مختلفة، وزناً معيناً لقراراتنا. نحن لسنا الجهة التي أنشأت حماس، لكن خطواتنا كان لها وزن». وبحسب كلامه: «هكذا هي الحال أيضاً مع حزب الله، حيث إنّ سلوكنا يسهم وينبغي أخذ ذلك بالاعتبار. فالواقع ليس قدرياً ومحتوماً. كما أنّ قراراتنا لها تأثير. وخصمنا جدّي، ولا مكان لنا للرضى في أيّ جبهة. محظور علينا أن نكون راضين وأن نأخذ كأمر بديهي تفوقنا، وكأنه منزّل من السماء. إنّ تفوقنا هو ثمرة عمل جدّي. وحتى الآن، لم نواجه حقاً مئة ألف صاروخ، بل إنّنا لم نبدأ حتى في مواجهة مسألة دقة إصابتها. وحينما تكون الصواريخ دقيقة، هذا ليس مجرد زيادة من الشيء نفسه. إنه أمر مختلف تماماً».
وأضاف رئيس الحكومة الأسبق أنه «ليس ثمّة مفرّ أمام الدولة سوى استخلاص العبر. إذ تستحيل مجابهة هذا التحدي عن طريق نشر قوات في كل الأماكن، التي منها يحتمل أن تنطلق الصواريخ. ومنظومتا (القبة الحديدية) و(عصا الساحر) هما مشاريع باهظة التكلفة وبعيدة المدى. وليس هناك تقدير لقيمة ضمان الأمن، كما ليس هناك تقدير للهزة التي يمكن أن تحدث حينما يتبيَّن أنّنا لم نستعد ولم نفهم التحديات الملحّة، كما الحاجة إلى ترجمة التفكير الواضح إلى الخلاصات، ونجد أنفسنا نذهب إلى الملاجئ بغير ارتياح كما حدث خلال الجرف الصامد. وينبغي فعل هذه الأمور بسرعة حاليا، ومن دون انتظار. جيش إسرائيلي قوي هو من يضمن الأمن المادي لدولة إسرائيل. تماماً مثل الاقتصاد القوي، والمجتمع القوي والعلاقات الصائبة مع الولايات المتحدة تضمن باقي أبعاد الأمن». لذا، وفقاً لباراك، «ينبغي الجمع بين خطوات ذات طابع سياسي، وأخرى ذات طابع عسكري. وفوق كل هذه الأمور، هناك حاجة إلى قيادة حادة وواضحة، لا تخشى النظر إلى الواقع في العينين وتستطيع تشخيص ما ينبغي فعله. بعد ذلك الذهاب وببساطة فعل ذلك». من جهة ثانية، أشار وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون إلى اعتقال مواطن لبناني في لارنكا في قبرص بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات ضدّ أهداف إسرائيلية. وأثنى يعلون على أجهزة الأمن القبرصية «التي بذلت جهداً كبيراً في اكتشاف الشقة السريّة، التي بحسب ما أبلغوا استخدمها جهاز العمليات الخارجية في حزب الله، واعتقلوا لبنانياً حضر إلى الشقة. وأبلغونا أنهم وجدوا في الشقة طنين من المواد الكيميائية المفترض استخدامها لإنتاج عبوات ناسفة». وأضاف أنّ «هذه، كما يبدو كانت استعداداً للمساس بنا، كما فعلوا للأسف بمواطنين إسرائيليين، سياح في بورغاس في بلغاريا، وربما لتنفيذ عمليّات ضدّ أهداف يهودية في أوروبا بسبب سهولة الانتقال من قبرص إلى أوروبا، وربما لتنفيذ عمليات ضدّ أهداف غربية». وخلص إلى القول إنّه «من الواضح أنّ لدينا تنظيما إرهابيا، وهو حزب الله، لا ينبغي له التخفّي خلف كونه أيضاً حزباً سياسياً في لبنان، فهو منظمة إرهابية، مدعومة وممولة ومسلحة من جانب الإيرانيين، لذلك فإن إصبع الاتهام في هذه الحالة أيضاً يجب أن يوجَّه إلى حزب الله وإيران على حد سواء».