مهندس يتحدى الأعاقه برياضة كمال الأجسام واللياقه البدنية
الأربعاء 03 يونيو 2015 11:59 ص بتوقيت القدس المحتلة
موقع مدينة رام الله | رياضه :
لا يجب أن نزحف عندما نشعر بشيءٍ يدفعنا للطيران \"تركت الكاتبة الأمريكية هيلين كلير الكفيفة والصماء الحياة بعد نضال طويل ضد الإعاقة حتى لقبت بــ\" معجزة الإنسانية\" وقبل رحيلها أهدت البشرية هذه الكلمات، لتكون مشاعل من نور تضئ الدرب أمام ضعف الإنسان وطموحه، واليوم المهندس \"سامر طاهر جبر زيود\" (27عاماً ) من بلدة السيلة الحارثية غرب محافظة جنين قرر الطيران مستعيناً بأجنحة الإرادة والإيمان , رأيناه في أحدى النوادي الخاصه لكمال الأجسام واللياقه البدنيه ينتقل بحيوية بالغة من لعبة لأخرى, لينتقل بعدها من فلك الهواية إلى فضاء المنافسة الرحب ويدهش الجميع . \"سامر \"ولد في بلدة السيلة الحارثية غرب جنين وكان سليم الجسم ،لكن القدر وقف في وجهه عندما تعرض لحادث سير في بلدة قباطيه جنوب جنين عام 2007عندما غادر في حينها جامعة النجاح الوطنيه في مدينة نابلس متوجهاً الى بلدته فهو الأن عاجز عن الوقوف على رجليه نتيجة أصابته في العامود الفقري، ولكنه اعتاد أن يتعايش مع أعاقته ويتقبلها
وتعقيباً على ذلك قال لـ\"موقع مدينة رام الله الأخباري\" : \" تأقلمت مع الإعاقة بمساعدة عائلتي ، فأنا أمارس جيمع أحتياجاتي ، أقود سيارتي،وأتناول طعامي وشرابي وأكتب بنفسي،وأشارك أهالي بلدتي في أفراحهم وأتراحهم\"، مضيفاً:\" بصراحة تمكنت من فرض نفسي على المجتمع ولم أنعزل عنه\".
بإرادته الفولاذية تابع سامر دراسته بعد أنقاطع دام سنتين حتى تخرج من جامعة النجاح الوطنيه ليحصل على شهادة \"الهندسة المدنيه\" بجدٍ ومثابرة وسط تشجيع زملائه ومدرسيه . ومنذ أشهر أحب سامر رياضة كمال الاجسام وبدأ بممارستها مع أصدقائه عندما قرر الأنضمام الى نادي فلسطين لكمال الأجسام واللياقة البدنيه في بلدة السيلة الحارثية,وفي قاعة رفع الأثقال توجه سامرإلى أحدى الأجهزة وجلس عليها، وحدد وزناً وبدأ بالتمارين، وسط سرور زملائه الذي وجد سامر في الرياضة ضالته للتغلب على الإعاقة و يطمح في تحقيق نتائج مذهلة، لكي يشارك في بطولات محلية متمنياً أن يرفع علم فلسطين فوق كافة الأعلام في البطولات العربية والعالمية. وفي حديثه لــ\"موقع مدينة رام الله الأخباري\"المدرب سائد أبو الحسن قال: سامر لم يكن كأي مشترك عادي وانما كان اراده تمشي على الارض لانه لم يأتي سيرأ على الأقدام وانما حضر جالساً على كرسي ، ومن لحظه دخوله النادي لفت انتباه الجميع واثار فضول كل من رآه لانه ملأ النادي معنويه .
وقد قمنا بالتعامل مع سامر كأداره ومدربيين كأي منتسب اخر ولم نشعره بانه مختلف عنهم بل احسسناه بما نحس به. وأضاف: ومن لحظه انتساب سامر لنادينا رفعنا عاليا شعار الاراده تصنع المستحيل. ووضعنا له برنامجا للتدريب علما بان لدينا بعض المعددات المخصصه لهذه الحالات ، واحطناه بكل اهتمام ممكن . فنحنن رسالتنا نشر وبث فوائد الرياضه وتوعية الشباب للانتساب لمثل هذه المراكز الرياضيه عوضا عن المقاهي وما شابهها التي قد يحصد زوارها الحسرة , ونحن ندعم اي حاله مشابهه , كما ونحاول رفع مستوى الوعي والتاهيل للعبة بناء الاجسام واللياقه البدنيه بشكل عام فالعقل السليم في الجسم السليم. لم تغب روح سامر الجميلة وابتسامته الدائمة طيلة الحوار ، وفي ختام حديثه وجه رسالةً للمجتمع قائلاً:\" نحن جزء من هذا المجتمع ولنا حقوق وعلينا واجبات، والإعاقة لا تلغي الطاقة، وعلى المجتمع أن يفتخر بنا \" .
كما وجه \"سامر\" برسالته الأخرى للإعلاميين لكي ينقلوا نجاحات أقرانه وإنجازاتهم للجميع، لأن المستقبل سيكون أجمل بوجود أصحاب الكلمة الحرة على حد وصفه. سامر يضرب لنا جميعاً مثلاً يحتذي به في الإرادة والصمود الإنساني، فحين تراه يرفع الأثقال وتنقل من لعبه الى أخرى تيقن بأن لا شيءيقف بوجه الحلم طالما القلب ينبض بالإيمان والإصرار، فالإعاقة الحقيقة ليست فقدان الأطراف أو السمع أو البصر وإنما انتحار الإرادة على صخرة الحياة ومتاعبها.