الحرقة تأكل قلوب " أمهات الاسرى " في فلسطين " مع أقتراب شهر "رمضان "
الإثنين 01 يونيو 2015 09:59 م بتوقيت القدس المحتلة
موقع مدينة رام الله الاخباري :
لحاجة \"ام الوليد\" تخشى أن يطرق الموت بابها قبل أن يطرقه نجلها الأسير طحاينة رام الله الأخباري-مصعب زيود بين أحد المنازل في بلدة السيلة الحارثية غرب جنين،ترقد والدة الأسير\"محمد داوود متعب طحاينة \" في منزلها منذ سنوات، ويشتد عليها المرض يوماً بعد يوم، وتثقل الهموم وحرقة الشوق والانتظار لابنها، حتى لم يعد قلبها الضعيف الحنون يقوى على شيء سوى البكاء، والخوف من أن يطرق الموت بابها مثلما طرق باب زوجها \"أبو الوليد\" قبل أن يطرقه نجلها \"محمد\" الغائب والمغيب من قبل الاحتلال الأسرائيلي منذ 12 عاماً.
\"الحاجه انيسة قاسم داود طحاينة\"(أم الوليد) البالغة 83عاماً من عمرها، لا تتميز معاناتها كونها أم أسير كبقية أمهات الأسرى، وإنما يتعدى تميزها في المعاناة والمأساة هذا الوصف، لتصل إلى كونها مريضة وأسيرة كابنها تماماً. تتحدث \"أم الوليد\" والدة الأسير\"طحاينة\" لـ\"موقع رام الله الأخباري\" ,عن ألوان المعاناة التي تتذوقها مع أمراضها \"الضغط,والسكري, وعدم قدرتهامن الوقوف على قدميها\"\" المضاعفه يوماً بعد يوم، وخوفها من كابوس الموت الذي يلاحقها.واضافت \"انها لم تعد تتحمل المزيد من المرض، ودائما تقول بأنها تشعر كل لحظة بالموت، فالمرض يشتد عليها يوماً بعد يوم، ولذلك لا زالت تتناول المسكنات والأدويه أملاًأن تعيش يوماً أو ساعة واحدة ترى فيها \"محمد\". يذكر أن الأسير \"محمد داوود متعب طحاينة ( 41 عامًا ) متزوج ولديه طفلان \"عبادة\" و\"مجد\" وهو معتقل منذ عام ألفين و ثلاثة ,ومحكوم عليه بالسجن ثمانية عشر عامًا,ويقبع في سجن مجدو الاحتلالي، وقد دخل عامه الثاني عشر في سجون الأحتلال الأسرائيلي الشهر الماضي. أهات تقطع القلوب، ودموع تذيب الصخر رملاً..هكذا كان حال \"أم الوليد\" والدة الأسير طحاينة وهي تئن للمجهول الذي يحف مصير ابنها داخل السجن، وعدم قدرتها منذ فترة على التواصل معه أو تلقي رسائل منه، أو حتى سماع صوته عبر الهاتف.
تقول الأم التي أضحت حتى لا تقوى على الوقوف على قدميها، \"أه..أه، 12 سنة لم أقبل محمد، وما يحرق قلبي عليه أنني لا أعرف عنه أخبار ولا يصلني منه رسائل، حتى صوته قليل ما أسمعه أو أن أزوره نتيجة تردي وضعي الصحي\". وتقول ام الوليد \"حُرمت من رؤيته اكثرمن سنة بعد أن اعتقلوه عام 2003، بعدها جاء إذن لي بزيارته وذهبت إليه حينها وتعبت كثيراً في الطريق، حتى لم أكن أصدق أني سأراه، لكنني وصلت إليه، وكانت أجمل وأصعب لحظة في حياتي\". في شهر رمضان المبارك ,بعد أيام قليلة, قصة معاناة أخرى مع والدة الأسير محمد طحاينة، ففي ذلك اليوم الذي يقبل ويحتضن فيه الأبناء في العالم أمهاتهم ويقضون معهن اجمل الأوقات، ترقد أم الوليد كل رمضان على فراشها تراقب شاشة التلفزيون بحرقة أجواء رمضان وصور الأبناء وهم مجتمعين حول المائدة, برفقة أمهاتهم,أما هي فتتخيل أجمل ذكريات هذا الشهر الفضيل مع ابنها \"محمد\".