وزير التربية: تحديات جسيمة تواجه التعليم الفلسطيني بعد الحرب وخطط لضمان استمراريته

ناقش برنامج "حوار واقع جديد" عبر فضائية "معا"، في حلقة خاصة صُوّرت من مقر وزارة التربية والتعليم العالي في رام الله، واقع التعليم في فلسطين في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة، لا سيما بعد السابع من أكتوبر، وما رافقها من إغلاقات وحواجز واحتجاز لأموال المقاصة.

واستضاف البرنامج معالي الدكتور أمجد برهم، وزير التربية والتعليم العالي، الذي استعرض أبرز التحديات التي تواجه المنظومة التعليمية الفلسطينية، وعلى رأسها عدم انتظام العملية التعليمية، صعوبة تنقل الطلبة والمعلمين، وتأثير عدم انتظام صرف الرواتب على استقرار التعليم.

وأكد الوزير برهم أن الوزارة واجهت ظروفاً استثنائية فرضها الاحتلال، شملت عزل المدن والقرى، تعطيل جزئي للدوام المدرسي، وإغلاق مدارس الأونروا في بعض المناطق، مشيراً إلى أن الوزارة عملت على إجراءات عاجلة للتخفيف من حدة هذه التحديات، من بينها نقل المعلمين إلى مدارس أقرب إلى أماكن سكنهم، وتعيين معلمين مساندين في المناطق النائية والأغوار، واستيعاب طلبة المخيمات في المدارس الحكومية.

وفيما يتعلق بقطاع غزة، أوضح الوزير أن التحدي الأكبر تمثل في إعادة إطلاق العملية التعليمية في ظل العدوان، حيث تم اعتماد المدارس الافتراضية وتقسيم العامين الدراسيين 2024–2025، ما أتاح انتظام عشرات الآلاف من الطلبة، وتُوّجت هذه الجهود بتقديم امتحان الثانوية العامة لنحو 65 ألف طالب وطالبة من مواليد 2006 و2007.

كما تطرق برهم إلى واقع التعليم في القدس، مشيراً إلى التحديات الناجمة عن إغلاق مدارس الأونروا ومحاربة المنهاج الفلسطيني، مؤكداً أن الوزارة عملت على استيعاب الطلبة، توفير الكتب المدرسية، وتعزيز صمود المعلمين، بما في ذلك صرف رواتب كاملة لمعلمي محافظة القدس.

ووفي محور تطوير التعليم، كشف الوزير عن اعتماد نظام التعليم المفتوح التفاعلي في 20% من مدارس الصفوف من الأول حتى الرابع، كمرحلة أولى، على أن يتم تقييم التجربة تمهيداً لتعميمها، مؤكداً أن هذا النظام يحد من التلقين، يقلل الواجبات المنزلية، ويعزز دور الطالب كشريك في العملية التعليمية باستخدام وسائل تعليم حديثة.

كما أعلن الوزير عن تعديلات جوهرية على نظام الثانوية العامة (التوجيهي)، تبدأ بتطبيق نظام جديد يعتمد على مرحلتين خلال الصفين الحادي عشر والثاني عشر، مع مسارات تخصصية تلائم قدرات وميول الطلبة، بهدف تخفيف الضغط النفسي وتحسين مخرجات التعليم.

وفي ختام الحوار، وجّه الوزير رسالة إلى الأهالي والمعلمين، شدد فيها على أن استمرار العملية التعليمية أولوية وطنية رغم كل التحديات، مؤكداً أن الطلبة هم استثمار فلسطين الحقيقي للمستقبل، وأن الوزارة ستواصل العمل بخطط آنية وعلاجية للحفاظ على حقهم في التعليم.