قال الصحفي الإسرائيلي دورون كدوش في إذاعة الجيش الإسرائيلي، نقلًا عن مصادر إسرائيلية، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبدى غضبًا شديدًا من تصريحات وزير الجيش يسرائيل كاتس، التي قال فيها أمس إن إسرائيل ستبني مستوطنات في شمال قطاع غزة.
وبحسب المصادر، فإن مكتب نتنياهو طالب وزير الجيش بتوضيح تصريحاته بشكل فوري، والتأكيد بشكل قاطع أن الحكومة الإسرائيلية لا تسعى إلى إنشاء مستوطنات داخل قطاع غزة، وهو ما يفسّر البيان التوضيحي الذي نشره كاتس لاحقًا.
وأضافت المصادر أن التوضيح لم يأتِ فقط نتيجة الخلاف الداخلي، بل أيضًا على خلفية رسالة أمريكية وصلت إلى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، شددت فيها الولايات المتحدة على حساسيتها الشديدة تجاه أي تصريحات تتعلق بإعادة الاستيطان في قطاع غزة.
وأثار تصريح وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس، بشأن إمكانية بناء مستوطنات في شمال قطاع غزة، موجة جدل واسعة داخل إسرائيل وخارجها، كونه يُعد أول تلميح علني من وزير في الحكومة الحالية إلى إعادة الاستيطان في القطاع منذ الانسحاب الإسرائيلي عام 2005.
وجاءت تصريحات كاتس في سياق حديث عن “ترتيبات اليوم التالي للحرب” في غزة، حيث ربط بين ما وصفه بـ”الواقع الأمني الجديد” وبين مستقبل المناطق الشمالية من القطاع، الأمر الذي فُسِّر داخليًا ودوليًا على أنه اختبار للخطاب السياسي، ورسالة موجهة لتيارات اليمين المتطرف الداعية للعودة إلى الاستيطان.
وأمام ردود الفعل الغاضبة، خصوصًا من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، سارع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى احتواء التصريحات، معتبرًا أنها لا تعكس سياسة رسمية للحكومة، في محاولة لتفادي تصعيد سياسي ودبلوماسي في مرحلة شديدة الحساسية.
تأتي هذه التطورات في ظل ضغوط دولية متزايدة على الحكومة الإسرائيلية بشأن مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، وفي وقت تحاول فيه تل أبيب تجنّب صدام سياسي مع واشنطن، التي تعارض علنًا أي خطوات قد تُفسَّر على أنها إعادة احتلال أو توسيع استيطاني داخل القطاع.

