تل أبيب تُكثّف مشاوراتها قبيل لقاء نتنياهو–ترامب

تكثّف تل أبيب نقاشاتها على أعلى المستويات السياسية والأمنية، استعدادًا للاجتماع المرتقب بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في الولايات المتحدة، وسط مساعٍ إسرائيلية لإقناع واشنطن بتبنّي مواقفها حيال قضايا محورية، أبرزها إيران، ونزع سلاح حركة حماس في قطاع غزة ، وخطوة مماثلة تجاه حزب الله في لبنان.

وخلال الأيام الماضية، أجرى نتنياهو وكبار مسؤولي الأجهزة الأمنية مشاورات متخصصة بشأن إيران، في ضوء تقارير-بعضها دولي-تتحدث عن تسريع إعادة تشغيل برنامج الصواريخ الباليستية. ورغم توقع طرح هذا الملف خلال لقاء نتنياهو–ترامب، أفادت هيئة البث الإسرائيلية العامة («كان 11») بأن مسؤولين إسرائيليين يشككون في إمكانية منح ترامب «ضوءًا أخضر» لشن غارات جوية واسعة قد تقود إلى تصعيد كبير.

وتأمل إسرائيل أن تُسهم التقارير المتداولة حول خطط العمل المحتملة في توضيح موقفها للإدارة الأميركية قبل الاجتماع، المقرر في 29 كانون الأول/ديسمبر الجاري بمنتجع مارالاغو. ومن المنتظر أن يؤكد نتنياهو خلال اللقاء أن التطورات في طهران لا تهدد إسرائيل فحسب، بل تمس أيضًا المصالح الأميركية والإقليمية.

وتقدّر تل أبيب، وفق تقارير، أن إيران تعمل على إعادة بناء قدرات تضررت في هجمات سابقة، ولا سيما في مجالي الصواريخ الباليستية وأنظمة الدفاع الجوي، التي تعدّها إسرائيل تهديدًا أكثر إلحاحًا من الملف النووي. وأكد مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى لـ«كان 11» أن طهران تبذل جهودًا كبيرة لإعادة تأهيل أنظمة تضررت بشدة قبل نحو ستة أشهر، مع الإشارة إلى أن الأرقام الفعلية أقل مما تتداوله وسائل إعلام أجنبية.

ورأت هيئة البث الإسرائيلية أن احتمالات التصعيد مع إيران تتزايد مجددًا، في ظل ضغوط داخلية تعيشها طهران، من تراجع حاد في قيمة العملة وارتفاع الأسعار، خاصة الوقود، إلى أزمة مياه، بينما تواصل إسرائيل متابعة التطورات بالتنسيق مع واشنطن.

وقبيل أسبوع من اللقاء الذي تصفه تل أبيب بـ«الحاسم»، قدّرت مصادر إسرائيلية أن نتنياهو يواجه مهمة معقدة، مع تركيز الجهود على إقناع ترامب بملفات نزع سلاح حماس وحزب الله، والتصدي لإيران مع الحفاظ على التفوق النوعي في المنطقة، وفق ما نقل موقع «واينت» عن «يديعوت أحرونوت». وفي الشأن الإيراني، تُقرّ إسرائيل بأن واشنطن غير متحمسة لمواجهة عسكرية مباشرة ولا ترغب في تصويرها كأمر عاجل.

أما في قطاع غزة، فيتركز الخلاف حول المهلة الممنوحة لحماس لنزع سلاحها، إذ تخشى إسرائيل من «استعراض شكلي» قد يدفع الوسطاء للضغط باتجاه الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، بما يشمل الانسحاب من «الخط الأصفر». وتؤكد تل أبيب أنها تمنح فرصة مشروطة بـ«نزع حقيقي للقوة»، مع تقديرها أنها قد تضطر في نهاية المطاف لتولي نزع السلاح بنفسها، وليس عبر قوة دولية لم تُنشأ بعد.