قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، اليوم الجمعة، إن مشروع السلام المرحلي الذي وضعه الرئيس ترمب لغزة يواجه صعوبة في تجاوز مرحلته الأولية، حيث يصطدم بعقبات تتمثل في رفض حماس نزع سلاحها وعدم رغبة إسرائيل في الانسحاب من القطاع حتى يحدث ذلك.
وأضافت الصحيفة أن خطة السلام المكونة من 20 بندًا ، والتي روّج لها ترمب باعتبارها تجلب السلام إلى الشرق الأوسط، ساهمت في إنهاء عامين من الحرب الوحشية، وتحقيق إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين الأحياء المتبقين، بالإضافة إلى جثامين جميع القتلى باستثناء واحد. وقد أسفرت المرحلة الأولى عن تقسيم غزة إلى قسمين، حيث سيطرت إسرائيل على ما يزيد قليلاً عن نصف القطاع، بينما سيطرت حماس على النصف الآخر.
تتطلب المرحلة الثانية من الخطة من حماس التخلي عن الحكم، ونزع سلاحها، ونقل السيطرة على القطاع إلى قوة عسكرية دولية ولجنة تكنوقراطية من الفلسطينيين لإدارته. وسيشرف مجلس سلام، برئاسة ترمب، على هذه العملية. وستنسحب إسرائيل من معظم غزة، لتبدأ عملية إعادة بناء القطاع المدمر.
وقالت الصحيفة الأميركية إن حماس لا تزال تسيطر على نصف غزة وترفض نزع سلاحها، مما يخلق تأثيراً متسلسلاً يعرقل الخطة ويهدد بتركها في حالة من عدم اليقين بين الحرب والسلام.
وأشارت إلى أن معظم الدول قوات لن ترسل إلى الأراضي التي تسيطر عليها حماس طالما بقيت هذه الجماعة المصنفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة هناك. وتدرس بعض الدول إرسال قوات إلى الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، لكن العديد منها، وخاصة الدول العربية، لا ترغب في الظهور بمظهر الداعم للاحتلال الإسرائيلي.
مسار ضبابي
قال عوفر شيلح ، مدير أبحاث سياسات الأمن القومي في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب للصحيفة: «أعتقد أن أهم نقطة خلاف هنا هي الواقع. فمنذ البداية، كانت فكرة ما بعد المرحلة الأولى غامضة للغاية، لكن هذه الإدارة الأميركية لا تهتم بالتفاصيل، ولا بالأمور المعقدة، ولا بالخطط طويلة الأجل».
ووفقا للصحيفة، فقد حذر منتقدو الخطة منذ البداية من أن إقناع حماس بالتخلي عن أسلحتها سيكون الجزء الأصعب.
وقال دانيال شابيرو ، الباحث البارز في المجلس الأطلسي والسفير الأميركي السابق لدى إسرائيل في عهد إدارة أوباما: «كل هذا سيتوقف على نزع السلاح الفعال، إما بالنجاح أو الفشل. لا أحد يرغب في خوض حرب ضد حماس لنزع أسلحتها، ومن المرجح أن الرئيس ترمب لا يريد لإسرائيل استئناف عملياتها العسكرية الكبرى، الأمر الذي سيقوض ادعاءه بإنهاء الحرب».
وأضافت الصحيفة الأميركية أن أي طريق مسدود سيطيل معاناة أكثر من مليوني نسمة في غزة، معظمهم يعيشون وسط أنقاض. وقد نزح جميع السكان تقريباً، ويعيش الكثير منهم في مخيمات خيام مؤقتة يعتمدون فيها على المساعدات الإنسانية.

