تحوّل لقب “الناجية الوحيدة” إلى عبء ثقيل على الشابة بتول أبو شاويش (20 عامًا)، بعدما فقدت عائلتها كاملة في قصف إسرائيلي استهدف محيط منزلهم في أبراج عين جالوت شمال قطاع غزة قبل نحو شهر، في وقت كانت فيه الأوضاع تتجه نحو التهدئة.
وتقول بتول إن صدمة الفقد جرّدتها من معنى النجاة، مضيفة: “أنا لست ناجية، أنا وحيدة، وتمنيت لو أنني ذهبت معهم”.
وبحسب روايتها، استشهد والداها وإخوتها في القصف، بينما نجت هي بفاصل زمني لا يتجاوز دقيقة، بعد انتقالها من غرفة إخوتها إلى غرفتها لتبديل ملابسها، قبل أن تنهار أنقاض المنزل فوقها.
وأفادت بتول أن طواقم الدفاع المدني انتشلتها من تحت الأنقاض وهي مصابة في ذراعيها، وحينما استعادت وعيها داخل المستشفى، فوجئت بوجود عمها إلى جانبها، الذي أخبرها باستشهاد أفراد عائلتها واحدًا تلو الآخر.
وتعيش بتول منذ ذلك الحين أوضاعًا نفسية صعبة، في ظل محاولات عائلتها الممتدة، وعلى رأسهم عمها رفعت (40 عامًا)، التخفيف من وطأة الصدمة. وقال رفعت إن بتول “لا تعيش كأنها نجت، بل لا تتوقف عن التساؤل لماذا بقيت وحدها”.
وأضاف أن فقدان العائلة في وقت هدنة زاد من قسوة الصدمة، خاصة على فتاة في مقتبل العمر، مؤكدًا أن الاحتلال حرمها وعائلتها من لحظات كان يُفترض أن تكون من أجمل محطات حياتهم، من بينها الاحتفال بنجاح شقيقها محمد في الثانوية العامة، وخطط التحاقه بالجامعة إلى جانبها.
ولم تتمكن بتول من توديع أفراد أسرتها بسبب شدة الصدمة، واكتفت بتقبيل جبين شقيقتها الصغيرة، فيما عجزت عن الاقتراب من والدتها، وفق ما روت وهي تستعيد تفاصيل المشهد المؤلم.
ووفق إحصائيات رسمية، خلّفت حرب الاحتلال على قطاع غزة 12,917 ناجيًا وحيدًا، بعد إبادة 6,020 أسرة، فيما مُسحت 2,700 أسرة من السجل المدني بالكامل، بعد استشهاد 8,574 من أفرادها.

