قال مصدر أمني إسرائيلي لوسائل الإعلام التابعة لـ"إذاعة الجيش الإسرائيلي" إن إسرائيل "تتعامل مع النظام السوري وفق مقاربة: التشكيك ثم التشكيك بهم". وأضاف: "ننظر إليهم بكثير من التشكيك والريبة. طبيعة هذا النظام هي جهادية متطرفة، ولا يختلط علينا الأمر في تقييمنا لهم".
وتأتي هذه التصريحات في سياق النقاشات الأمنية الأخيرة داخل إسرائيل بعد تداوُل مقاطع فيديو من سوريا تُظهر هتافات معادية لإسرائيل ومؤيدة لغزة، خلال عروض عسكرية في ذكرى سقوط نظام الأسد. وقد عقدت الجهات الأمنية رفيعة المستوى اجتماعات لمناقشة دلالات هذه اللقطات.
المراقبون يتوقعون أن إسرائيل قد تتخذ خطوات رسمية في غضون الساعات أو الأيام المقبلة، منها توجيه رسائل حادة إلى النظام السوري والمطالبة بإدانة تلك الشعارات علنًا.
ومنذ التغيّر السياسي في سوريا ووصول الرئيس أحمد الشرع إلى السلطة، تعيش المنطقة مرحلة حساسة من إعادة تشكيل موازين القوى على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة. فالقيادة السورية الجديدة تحاول إعادة بناء مؤسساتها العسكرية وإبراز حضورها السياسي داخليًا وإقليميًا، خصوصًا بعد سنوات طويلة من حكم عائلة الأسد.
هذا التحوّل أعاد فتح ملفات الصراع السوري–الإسرائيلي، وخاصة في الجولان السوري المحتل، حيث تراقب تل أبيب عن كثب أي مظاهر تعبئة عسكرية أو شعارات ذات طابع عدائي، حتى إن كانت ضمن استعراضات احتفالية أو مناسبات قومية.
السلوك السوري الأخير الذي تضمّن هتافات داعمة لغزة في عروض عسكرية — يعتبره الاحتلال مؤشّرًا سياسيًا يحمل رسائل مباشرة لإسرائيل بأن دمشق الجديدة لن تكون صامتة تجاه قضية فلسطين.
وبناءً على ذلك، تحاول إسرائيل تقييم ما إذا كانت هذه الهتافات خطوة رمزية مرتبطة بالمزاج الشعبي والسياسي داخل سوريا، أم بداية توجّه جديد أكثر صدامية في الخطاب الرسمي والعسكري.

