إحياء الذكرى السنوية الأولى للإطاحة بالأسد.. الشرع: سنعيد سورية قوية

يحيي السوريون اليوم، الإثنين، الذكرى السنوية الأولى للإطاحة بنظام بشار الأسد، بالتزامن مع عروض عسكرية وانتشار لقوات الأمنية في عدة محافظات.

وشهدت العاصمة السورية دمشق ومحافظتا حماة وحلب وسط وشمالي البلاد، انتشارا أمنيا لتأمين الاحتفالات الشعبية التي يطلق عليها المواطنون اسم ذكرى "النصر والتحرير".

وأطلقت مساجد سورية "تكبيرات النصر" فجر اليوم، بالتزامن مع حلول الذكرى السنوية الأولى لإسقاط الأسد، بدعوة من وزارة الأوقاف.

وشدد الرئيس السوري أحمد الشرع في الذكرى السنوية للإطاحة بالأسد، على أهمية توحيد جهود السوريين لبناء "سورية قوية" وتحقيق مستقبل "يليق بتضحيات شعبها".

وبعيد أدائه صلاة الفجر في الجامع الأموي، قال الشرع "سنعيد سورية قوية ببناء يليق بحاضرها وماضيها.. ببناء يليق بحضارة سورية العريقة"، وفق تصريحات نقلتها منصات الرئاسة.

ونجح الشرع خلال عام في كسر عزلة سورية الدولية ورفع عقوبات اقتصادية خانقة عنها. لكنه ما زال يواجه في الداخل تحديات كبرى أهمها بناء مؤسسات قوية وضبط الأمن والاستقرار.

وشدّد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في بيان ليل الأحد - الإثنين على أن "ما ينتظر سورية يتجاوز بكثير مجرد انتقال سياسي، فهو فرصة لإعادة بناء المجتمعات المدمرة، ومداواة الانقسامات العميقة".

وتحيي السلطات ذكرى الإطاحة بالأسد في وقت أعلنت الإدارة الذاتية الكردية، التي لم تثمر مفاوضات تخوضها مع دمشق لدمج مؤسساتها في الدولة اي تقدم بعد، منع إقامة أي تجمعات أو فعاليات جماهيرية في كافة مناطق سيطرتها في شمال شرق سورية نظرا لما وصفته بـ"الظروف الأمنية الراهنة، المتمثلة في ازدياد نشاط الخلايا الإرهابية".

وفي منشور على منصة "إكس"، اعتبر مظلوم عبدي، قائد "قوات سورية الديمقراطية"، أن "المرحلة الراهنة تفرض على الجميع مسؤولية وطنية مشتركة، وحوارا جامعا يضع مصلحة السوريين فوق كل اعتبار"، مجددا مطالبة الأكراد بـ"بناء سورية ديمقراطية، لا مركزية".

من جانب آخر، دعا الأحد رجل الدين السوري العلوي غزال غزال أبناء طائفته الأحد إلى "إضراب شامل في كافة مجالات الحياة والالتزام في البيوت مدة خمسة أيام"، على أن يبدأ الإضراب في الثامن من كانون الأول/ديسمبر.

وبعد عام في السلطة، ورغم اتخاذه خطوات عدة لترسيخ حكمه، يواجه الشرع تحديا رئيسيا في الحفاظ على وحدة سورية، مع ارتفاع أصوات في الجنوب وأخرى في الساحل الذي شهد مؤخرا تظاهرات احتجاجا على الوضع الامني والمعيشي، تطالب بالانفصال أو بحماية دولية، وإصرار الأكراد على حكم لا مركزي.

وتشكّل إسرائيل التي ترغب بدورها بتكريس منطقة خالية من السلاح تصل تخوم دمشق، وتتوغل قواتها بشكل يومي في عمق سوريا، تحدّيا آخر لسلطة الشرع.

وخاض الطرفان السوري والإسرائيلي جولات تفاوض مباشر على مستوى وزاري، لكن ذلك لم يوقف هجمات إسرائيل.

ومنذ أيام، يحتفل السوريون في مختلف محافظات البلاد بالخلاص من نظام الأسد عبر معركة "ردع العدوان" التي بدأت في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 في محافظة حلب، قبل أن تتمكن فصائل المعارضة من دخول العاصمة دمشق بعد 11 يوما.

ويرى السوريون أن الخلاص من نظام الأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، يمثل نهاية طويلة من القمع الدموي، تخللتها انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، لا سيما خلال سنوات الثورة الـ14.