التوجيهي في غزه " حراره وبيوت مدمرة وانقطاع للكهرباء " ودراسة في خيمة

موقع مدينة رام الله الاخباري :

لم يتوقع الشاب الفلسطيني عبد الله الحصري (17 عاما)، أن يأتي اليوم الذي يضطر فيه للدراسة لامتحانات الثانوية العامة، من داخل خيمة، وسط الحر الشديد.فالحصري الذي يقطن في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، دُمر منزله على يد الجيش الإسرائيلي خلال الحرب التي شنها صيف العام الماضي، ولم يتم إعادة إعماره حتى الآن.ويدرس الفتى الفلسطيني، داخل خيمة مصنوعة من قطع \"القماش والنايلون\"، أُقيمت على أنقاض المنزل، وتفتقر لأدنى مقومات الحياة البشرية .

وستبدأ امتحانات الثانوية العامة في أراضي السلطة الفلسطينية بعد غد السبت.ويقول:\" لم أتوقع أن يحدث هذا لي، امتحانات الثانوية مفصل حياتي مهم لكل إنسان، ولا أدرى ماذا سيكون مصيري\".وأضاف:\" الدراسة في خيمة لم أتوقعها يوما، والثبات هنا يحتاج لمعجزة، فارتفاع الحرارة، وانعدام متطلبات الحرارة يحولان المكان إلى جحيم \".وأردف:\" الاحتلال لم يدمر منازلنا فحسب، بل دمر أحلامنا، وجعلها معلقة (..) أنا مضطر للبقاء هنا، لأنه لا مأوى آخر لدي\".ويصف الحصري العيش داخل الخيمة، التي لا تتجاوز مساحتها 3 أمتار، بأنه \"صعب جدًا، بسبب ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف وعدم وجود أجهزة تبريد، وانقطاع الكهرباء\".

وقال:\" لا تركيز في الدراسة خلال النهار، فأصوات الأطفال مرتفعة، وحر شديد، وفي الليل لا كهرباء، وأصوات الكلاب تخيم على المكان\".ويشير إلى أن أسرته المكونة من 11 فردا استأجرت شقة صغيرة تحتوي على غرفتين فقط، وهو ما جعل الدراسة في الشقة مستحيلة بسبب الاكتظاظ، ما اضطره للعودة للخيمة.

\"a631d7e0-052e-11e5-abfd-8504c6a1ccde-jpg20150528150137\"

ويستدرك: \"كنت أعيش في منزل كبير يساعدني على مذاكرة دروسي، أما اليوم أصبح الأمر مختلفا كليا ولا يمكنني استيعاب إلا القليل من تلك الدروس\".من جانبه يقول معتصم المنياوي، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم في غزة، في حديث مع مراسل الأناضول إن امتحانات الثانوية العامة ستبدأ يوم السبت القادم.وأضاف إن عدد الطلبة الذين سيتقدمون للامتحانات يبلغ 80 ألفا و569 طالبا وطالبة، منهم 45 ألفا 872 من الضفة الغربية، و 34 ألفا و697 من قطاع غزة.وأشار إلى أن الوزارة \"تقدر الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وأخذت بعين الاعتبار كافة الظروف التي تعرض لها\".

وشنت إسرائيل في السابع من يوليو / تموز الماضي حربا على قطاع غزة استمرت 51 يوما، أدت إلى مقتل أكثر من ألفي فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية، أن إجمالي الوحدات السكنية المتضررة جراء هذه الحرب بلغ 28366.

وتعهدت دول عربية ودولية في أكتوبر / تشرين الأول الماضي بتقديم نحو 5.4 مليار دولار أمريكي، نصفها تقريبا سيخصص لإعمار غزة، فيما سيصرف النصف الآخر لتلبية بعض احتياجات الفلسطينيين، غير أن إعمار القطاع، وترميم آثار ما خلّفته الحرب الأخيرة، لم يبدأ بعد.

غزة/ محمد ماجد/ الأناضول