ركيزة للدفاع الأوكراني.. روسيا تسيطر على مدينة جديدة في أوكرانيا

أكدت روسيا الخميس سيطرتها على مدينة كوبيانسك في شمال شرق أوكرانيا، وهي واحدة من المدن التي شهدت تقدما للقوات الروسية في الأسابيع الأخيرة في مواجهة القوات الأوكرانية التي تعاني كثيرا من الصعوبات على الجبهة. في حين، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه تلقى من الولايات المتحدة "مشروع خطة" لإنهاء الحرب مع روسيا.

قالت موسكو إن قواتها تمكنت من بسط سيطرتها على مدينة كوبيانسك الأوكرانية، إذ أبلغ قائد القوة الغربية سيرغي كوزوفليف الرئيس فلاديمير بوتين أنّ القوات الروسية "أكملت تحرير مدينة كوبيانسك"، وفق ما نقل عنه التلفزيون الروسي. ووصف المدينة بأنّها "محور أساسي في الدفاع" الأوكراني.

هذا، وكان عدد سكان مدينة كوبيانسك 55 ألف نسمة قبل الحرب، وقد احتلها الجيش الروسي عدة أشهر العام 2022 قبل أن تستعيدها القوات الأوكرانية في أيلول/سبتمبر من العام نفسه.

بدوره، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال إفادة صحافية إن بوتين زار الخميس "أحد مراكز القيادة للقوات المنتشرة غربا، وعقد اجتماعا مع رئيس هيئة الأركان". فيما لم يحدد ما إذا كان مركز القيادة يقع في الأراضي الأوكرانية المحتلة أم في روسيا.

"هجوم ناجح"

صرح رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف خلال الاجتماع قائلا إن القوات الروسية "تواصل توسيع منطقة سيطرتها" في منطقتي دنيبروبيتروفسك (وسط شرق) التي دخلتها هذا الصيف، وزابوريجيا (جنوب) حيث تقدمت في الأسابيع الأخيرة بعد أشهر من الجمود على الجبهة.

كما تحدث غيراسيموف عن "هجوم ناجح" في بوكروفسك، المركز اللوجستي الرئيسي للجيش الأوكراني والذي قد يسقط قريبا، وفي مدينة سيفيرسك التي لم تشهد قتالا منذ العام 2022، مؤكدا أن "القوات (...) تتقدم على كل الجبهات تقريبا".

من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن اشتباكات تجري أيضا في كوستيانتينيفكا، المعقل الرئيسي للقوات الأوكرانية في منطقة دونيتسك، موضحا أن المهمة الرئيسية تظل "تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.

"مشروع خطة" للسلام

تأتي هذه التصريحات فيما أعلنت أوكرانيا أنها تلقت من الولايات المتحدة "مشروع خطة" يهدف إلى إنهاء النزاع.

وقال مسؤول كبير مطلع في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية ووسائل إعلام أمريكية، إن هذه الخطة تعكس إلى حد كبير المطالب الرئيسية لموسكو، ومنها تنازل أوكرانيا عن أراض، وهي مسألة سبق أن رفضتها كييف.

هذا، وأفادت الرئاسة الأوكرانية في منشور عبر تطبيق تلغرام بأن "الرئيس الأوكراني تلقّى رسميا مشروع خطة من الولايات المتحدة يمكن، وفقا للتقييم الأمريكي، أن يحيي (المساعي) الدبلوماسية".

كما أوضحت أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي يعتزم أن يناقش مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب "خلال الأيام المقبلة الإمكانات الدبلوماسية المتاحة وأبرز النقاط الضرورية من أجل السلام".

وأضافت الرئاسة "نحن مستعدون للعمل بشكل بناء مع الطرف الأمريكي وشركائنا في أوروبا والعالم أجمع بهدف التوصل إلى السلام".

"استعادة الأمن في أوروبا"

من جانبه، قال زيلينسكي إنّه استقبل الخميس في كييف وزير الجيش الأمريكي دانيال دريسكول.

وأضاف "ستعمل فرقنا، الأوكرانية والأمريكية، على تنفيذ بنود الخطة الرامية لإنهاء الحرب. نحن مستعدون للعمل بشكل بناء وصادق وسريع".

كما أكد في منشور عبر تطبيق تلغرام أنّ "السلام ضروري، ونحن نقدّر جهود الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب وفريقه، لاستعادة الأمن في أوروبا".

خطة "جيدة" للطرفين

شدّد البيت الأبيض من جهته، الخميس على أن خطة السلام الأمريكية المدعومة من الرئيس دونالد ترامب والتي هي قيد التفاوض مع روسيا وأوكرانيا "جيدة" للطرفين، رافضا المخاوف من أنها تلبي الكثير من مطالب موسكو.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت في إحاطة صحافية "إنها مستمرة ومتغيّرة، لكن الرئيس يدعم هذه الخطة. إنها خطة جيدة لروسيا وأوكرانيا على السواء، ونعتقد أنها ستكون مقبولة للطرفين".

كما أوضحت ليفيت أن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو "عملا بشكل سري منذ شهر" على هذا المشروع "لفهم ما يمكن أن يكون هذان البلدان مستعدين (لتقديمه) من أجل التوصل إلى سلام دائم".

البنود العريضة للخطة

إلى ذلك، قال مسؤول كبير لم يشأ كشف هويته الأربعاء لوكالة الأنباء الفرنسية إن أوكرانيا تلقت اقتراحا أمريكيا لوضع حد للنزاع المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

وتشمل هذه الخطة خصوصا الاعتراف بسيطرة روسيا على أراض في أوكرانيا، علما أن نسبتها تناهز عشرين في المئة من المساحة الإجمالية للبلاد.

كما تتضمن أيضا تقليص عدد الجيش الأوكراني إلى النصف والتخلي عن الأسلحة بعيدة المدى التي بحوزة كييف.