شهادة صادمة للصحفية الاسيرة فرح أبو عياش .. "وضعوني مع الصراصير" تحت الأرض و "عتبانة على زملائي"

قال محامي الأسيرة الصحفية فرح أبو عياش، حسن عبادي، الذي تمكّن من زيارتها داخل سجن الدامون، إن ما سمعه من فرح خلال لقائهما لم يكن مجرد إفادة قانونية، بل شهادة حيّة على مستوى قاسٍ من التنكيل الذي تعرّضت له منذ لحظة اعتقالها. وأوضح أن فرح قدّمت له رواية كاملة عمّا واجهته من تعذيب، إهمال، وحالات ترهيب ممنهجة، مؤكداً أن ما وصفته يشكّل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي ومعايير حماية الصحافيين. وهنا جزء من شهادتها كما نقلها المحامي، وبكلماتها الدقيقة كما وردت خلال الزيارة:

"زارت الصحفية صباح اليوم سجن الدامون في أعالي الكرمل، وتوجّهت إلى غرفة المحامين حيث التقيت بالأسيرة فرح أحمد أبو عياش (مواليد 14.09.2000، من بيت أمر/ الخليل، رهن الاعتقال منذ 05.08.2025):

قالت فرح : "السوهريّة (السجّانين) قالوا إنّا كلّنا مروّحات. في منّه هالحكي؟!؟!"

نقلت لها الصحفية سلامات عائلتها وأختها صابرين، وأنّ أحمد خطب، ولين وصديقاتها، وخالتها سهام.

فرح تقيم في غرفة 4 برفقة الأسيرات: ميسون مشارقة – التي طلبت أن يُقال لزوجها (خلّي زوجي يجيب زينه ويحيى ع المحكمة، ويحيى يفوت لأني مشتاقة أشوفه)، وسامية جواعدة، إباء الأغبر، لين مسك، فاطمة جسراوي ونادين الدغامين. سبع أسيرات في الغرفة، بستة أبراش وواحدة تنام على الأرض.

درست فرح الإعلام في جامعة الخليل، وتعمل في وكالة تسنيم الدولية للأنباء. وتبدأ سرد ما مرّت به منذ ليلة اعتقالها:

"مرّيت بشغلات كثير بِشعة؛ الاعتقال ع الطناش بنص الليل، جنود كثار ومجنّدتين، كثير جيبات وبوز النمر، ما توقّعت أنّي المستهدفة… أخذوني لكرمي تسور، ربطوني على كرسي برّا، حدّ ماسورة بتنقّط ميّة وسخة عليّ…"

تتابع وصف التعذيب:

"المجنّدات شدّوا البلاستيك الأبيض على إيدي لدرجة أنّ الشريان نفخ… إجى ضابط مع كمّاشة وقطع البلاستيك… كلاب تنهش بالبنطلون. بعدها عتّصيون… غرفة مع علب كهرباء… حاولوا كل الوقت تحييد كوني صحافية. أجبروني أعطيهم باسوورد التليفون… شغلي بشفافيّة مطلقة."

وتصف انتقالها للمسكوبية:

"المسكوبية، فيلم رعب… دخّلوني دفش… كلبشات بالإيدين والرجلين ومدمّجة، وفوقها جنزير ثقيل على كتافي… النحشون ضربوني… مجنّدة مسكتني من شعري وخبطت راسي بالحيط وقالتلي: بوسي علم إسرائيل، ورفضت… ضربتني بإجريها… كنت مريضة."

تضيف بصوت متهدّج:

"أخذوني للرملة، غرفة مهجورة وطفّوا الضو… صرّخت… بعدين زنزانة تحت الأرض، كلّها صراصير وحشرات وبقّ… عيّطت كل الليل… كل جسمي ووجهي صراصير، علاماتها لليوم."

تقول إنها أُعيدت للمسكوبية، وأُغمي عليها عدّة مرّات بسبب البرد، وإن سفر البوسطة كان "سيئ جداً ومرعب". وبعد 55 يوماً نُقلت إلى الدامون.

وفي حديثها عن خيبة الأمل من زملائها تقول:

"عتبانة على الزملاء الصحافيّين… ما عملوا ضجّة إعلاميّة وضغط لترويحي… الاعتقال على خلفية عملي الصحافي… الأمانة توصّل صوتي لكلّ صحافي حرّ."

ويقول المحامي عبادي انه وعد الصحفية بإطلاق حملة دولية عبر التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين للمطالبة بالإفراج عنها.

 

وتنقل فرح رسائلها لعائلتها:

لأمها: "كثير مشتاقة… وبحكي للبنات عن المعمول يلّي بتعمليه… أكثر موقف بيحي براسي لما كنت تكتبي لي القصائد وأقرأهن على الإذاعة… إعزمي خطيبة أحمد على مقلوبة واحكيلها: هاي العزومة من فرح… وإحكي لخواتي كلهن يصلّوا قيام الليل فجر 07.12 ويدعولي لأنه صباحيّة المحكمة."

 

لأبو صالح: "ألف مبروك وما تعمل العرس بدوني… دير بالك على شام."

لصابرين:

"توأمي… أكثر حدا بشتاقلو… نفسي أطلع بس عشان أشوفها… ديري بالك على ناية وإيلين."

لأماني: "أمّي الثانية… كل ليلة بتيجيني بالحلم…"

 

وتواصل: "سلمي لي ع كل خوالي وعمامي وستّي فيروز…"

 

لأبيها: " 90 يوم بالمحاكم… كنت بستنّى أشوفك… بس ولا محكمة جيت… كان كثير صعب عليّ… بس بدي ألتمس لك أعذار… بحبّك وادعيلي."

 

وفي نهاية الزيارة، وقبل أن يُغلق باب السجن خلفها، سألت بعفوية وحنين:

"شو اسم خطيبة أحمد؟ من دار مين؟ ومين راح ع قراية الفاتحة؟ وينتا العرس؟ استنوني."

 

وتختم الصحفية رسالتها: لكِ يا فرح… كل التحية، والحريّة لكِ ولجميع حرائر الدامون.