ذكر تقرير صادر عن جهاز الإحصاء الفلسطيني اليوم الإثنين، أن أسعار السلع والخدمات في قطاع غزة تضاعفت بأكثر من 5 مرات (512%) منذ بداية العدوان، فيما ارتفع مؤشر غلاء المعيشة في فلسطين بنسبة 33% خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2025 مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق.
وحسب تقرير الإحصاء الذي صدر بمناسبة يوم الإحصاء العالمي أن قطاع غزة سجل الارتفاع الأعلى بنسبة 78%، مقابل 1.54% في القدس J1 و0.21% في الضفة الغربية.
وذكر أيضا أن قبل العدوان الإسرائيلي على غزة، تجاوزت معدلات الفقر في فلسطين 63%، حيث بلغ خط الفقر 2,717 شيكلاً، والفقر المدقع 2,170 شيكلاً. أما اليوم، فقد تدهورت الأوضاع لتتجاوز مرحلة الفقر نحو مستويات من المجاعة وانعدام الأمن الغذائي.
ويُقدّر أن 96% من سكان قطاع غزة (2.1 مليون نسمة) يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، فيما تراجع الاستهلاك الكلي بنسبة 31% على مستوى فلسطين (13% في الضفة الغربية و80% في قطاع غزة).
وبلغ معدل البطالة في فلسطين 50%، بواقع 34% في الضفة الغربية و80% في قطاع غزة، ما يعادل 550 ألف عاطل عن العمل.
وتراجع عدد العمال الفلسطينيين في الداخل المحتل من 180 ألف عامل قبل العدوان إلى أعداد محدودة جداً، ما انعكس سلباً على الدخل الوطني وحركة الاقتصاد المحلي.
أدى تدمير البنية التحتية بنسبة تفوق 85% في غزة إلى انهيار معظم الأنشطة الاقتصادية فيما سجّل النشاط الزراعي والحراجي وصيد الأسماك تراجعاً بنسبة 30%، والتعدين والصناعات التحويلية بنسبة 33%، والإنشاءات بنسبة 57%، والخدمات بنسبة 27%.
ويتحمّل قطاع الإنشاءات أعلى الخسائر، حيث تراجع في غزة بنسبة 98%.
وفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية، فقد استُشهد أكثر من 69 ألف فلسطيني منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 حتى 18 تشرين الأول/أكتوبر 2025، منهم نحو 18,600 طفل و12,400 امرأة، فيما لا يزال أكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين. كما أُصيب أكثر من 170 ألف مواطن، وتشرّد أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، بعضهم للمرة الثانية أو الثالثة.
وفي الضفة الغربية، استُشهد 1,054 مواطناً وأُصيب 9,034 آخرون نتيجة اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين.
وأشار التقرير الإحصاء أنه منذ بدء العدوان، دمّر الاحتلال الإسرائيلي نحو 90% من قطاع غزة. فقد تم تدمير أكثر من 102 ألف مبنى كلياً، وتضرر نحو 193 ألف مبنى جزئياً، بما مجموعه أكثر من 330 ألف وحدة سكنية مهدّمة كلياً أو جزئياً.
وشمل الدمار المدارس والجامعات والمستشفيات ودور العبادة والمقار الحكومية والمنشآت الاقتصادية، فضلاً عن تدمير شامل للبنى التحتية من شوارع وخطوط مياه وكهرباء وصرف صحي وأراضٍ زراعية، ما جعل من القطاع مكاناً غير صالح للحياة.
أما في الضفة الغربية، ووفقاً لبيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فقد نُفّذت 380 عملية هدم خلال النصف الأول من عام 2025 استهدفت 588 منشأة، بينها 322 مسكناً مأهولاً، منها 67 عملية هدم في القدس خلّفت 79 منشأة مهدومة. وتشكل هذه الاعتداءات انتهاكاً صارخاً لحق الفلسطينيين في السكن والأمن الإنساني.
وأشار تقرير الإحصاء الحديث إلى أن 85% من مرافق المياه والصرف الصحي في قطاع غزة خرجت عن الخدمة كلياً أو جزئياً، بتكلفة إعادة تأهيل تقديرية تتجاوز 1.5 مليار دولار.
ويعاني نحو 49% من الأسر من شحّ حاد في المياه، حيث يحصل الفرد على أقل من 6 لترات يومياً فقط، أي أقل بكثير من الحد الأدنى الإنساني البالغ 15 لتراً وفق معايير منظمة الصحة العالمية.