الضفة تسابق الزمن لإعادة بناء البنى التحتية قبيل الشتاء

AA1DbGW0.jpeg

في الوقت الذي تعاني فيه العديد من مدن الضفة الغربية مما تعانيه من أعمال الجيش الإسرائيلي التدميرية، جراء استمرار الاقتحامات وتدمير البنية التحتية، يسعى المواطن الفلسطيني إلى اصلاح الأمر بكل الطرق، استعدادا لفصل الشتاء الذي بات على الأبواب، وإنجاز واقع حقيقي بالمدن المعذبة، عن طريق إعادة بناء الطرق والبنية التحتية، ليتحسن الواقع بشكل كبير وتميل كفة الميزان من جديد الى صالح أن شعبنا يحب العيش ودعم صموده على أرضه.

لقد شاهد الفلسطيني، العالم المصاب بسكتة الكلام، وشاهد العرب الذين يكتفوا بالخطابات والبيانات، حتى أنهم قرروا وحدهم مواجهة قدرهم وتحديه وحدهم وصمود أبنائهم، حتى أن البلديات بدأت تستثمر مبالغ طائلة لتجهيز البنية التحتية لفصل الشتاء، والبدء بحركة عمرانية نشطة، في إطار جهود مكثفة لإصلاح الطرق وإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة خلال الأشهر الماضية.

ومن الأهمية بمكان ألا تتصرف الفصائل المسلحة بطريقة تشجع الاحتلال على إلحاق الضرر بها مجددا، خصوصا في مخيمات شمال الضفة الغربية، التي فقدت جزءً كبيرا من شبكات المياه والصرف الصحي، والتي تحتاج الى رصف الطرق من جديد، وصيانة شبكات الكهرباء، لضمان عدم تعطل الحياة اليومية مع قدوم فصل الشتاء الذي يحمل معه الأمطار الغزيرة ومخاطر الفيضانات والثلوج، فالخسارة، في النهاية، تقع على كاهل المواطنين الذين يجدون أنفسهم محرومين من أبسط مقومات الحياة.

وعلى الرغم من محدودية الموارد وقلة الامكانيات، يسعى المواطن الفلسطيني عن طريق البلديات إلى محاولة توفير بيئة آمنة وخدمات أساسية للناس، فالعمليات العسكرية الأخيرة خلفت أضراراً واسعة من شوارع محطمة، شبكات مياه وصرف صحي مدمرة، وأعمدة إنارة منهارة.

والحقيقة، أن إعادة تأهيل هذه المرافق يتطلب جهدا مضاعفا وكلفة مالية ضخمة، ما يشكل عبئا إضافياً على موازنات البلديات المحلية، التي لطالما اعتبرت أن استمرار أعمال التخريب يعني هدرا متكررا للجهود والأموال العامة، الأمر الذي يعمّق معاناة السكان.

ورغم قسوة الظروف، يلمس المواطنون بارقة أمل في عودة الحياة تدريجيا إلى طبيعتها، فالمشهد اليومي لشاحنات نقل الحصى، وجرافات تعبيد الطرق، وفرق الصيانة، يعكس إصرارا على الصمود وعلى ترميم ما دُمّر، بانتظار شتاء أكثر أمانا، وبعيدا عن التخريب والدمار، فشعبنا ملّ من هذه المشاهد، وينتظر اليوم الذي يعيش مثله مثل باقي الشعوب حول العالم.