رسم المحلل الإسرائيلي آفي يسسخاروف في صحيفة يديعوت أحرونوت صورة قاتمة للواقع الإسرائيلي في غزة، معتبرًا أن إسرائيل تعيش حالة "انهيار أمني وسياسي"، بينما لا تزال الحرب مستمرة دون أفق، ودون تحقيق أهدافها المعلنة.

وقال يسسخاروف إن الجيش الإسرائيلي يُسجّل خسائر شبه يومية في الأرواح والإصابات، بينما ملف الأسرى لم يشهد أي تقدّم، والمجاعة تتفاقم في غزة وسط إدانات دولية، حتى من أقرب الحلفاء. وأضاف: "العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، بات ينظر إلى إسرائيل كمنافس لأنظمة الاستبداد الأكثر ظلمة."

وأشار إلى أن الإسرائيليين لم يعودوا يشعرون بالأمان في السفر حول العالم، في ظل تصاعد الكراهية وتكرار حوادث الاستهداف، في وقتٍ بدأت فيه دول أوروبية، على رأسها فرنسا، تعترف بدولة فلسطين، وقد تنضم إليها دول أخرى قريبًا.

وعلى الأرض، أشار إلى أن نحو 75% من قطاع غزة مدمَّر، ومئات الآلاف من النازحين يفتقرون إلى الطعام والمأوى، في حين تواصل حركة حماس الصمود ورفض الانهيار، رغم كل محاولات الضغط العسكري والسياسي.

وأكد يسسخاروف أن الجيش يدرك جيدًا أنه لا جدوى من مواصلة العمليات العسكرية، إلا أن المستوى السياسي، بقيادة نتنياهو وكاتس، يصرّ على استمرار الحرب، ويكرر شعارات باتت خاوية مثل "النصر الكامل" و"أبواب الجحيم"، في وقت "لا تبقّى فيه من الجنة شيء في غزة".

وانتقد المحاولات الفاشلة لفرض آلية توزيع مساعدات بعيدًا عن حماس، معتبرًا أن إسرائيل "حفرت بيدها الحفرة التي سقطت فيها"، بعد أن اضطرت لإدخال مساعدات دون مقابل، ودون تحقيق إنجازات سياسية أو عسكرية تُذكر.

وختم يسسخاروف مقاله بالتنبيه إلى تآكل ثقة الجنود أنفسهم في أهداف الحرب، مشيرًا إلى رفض عناصر من لواء "نحال" العودة للقتال في غزة، بعدما أدركوا أنهم يُرسَلون فقط "لحماية استمرار حكم نتنياهو والليكود، وليس لتغيير الواقع أو إسقاط حماس".