"لوح بالمواجهة " ...أمين عام حزب الله : الحرب مع "اسرائيل " لم تنته والمقاومة لا تسكت على ضيم

naim-qassem-inaugural-speech-800.jpg

قال نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، إن المقاومة في لبنان لا تزال تعتبر أن الحرب مع إسرائيل "لم تنتهِ"، مؤكدًا أن خروقات الاحتلال المتواصلة وبقاء قوات له في الأراضي اللبنانية تفرض الاستمرار في حالة المواجهة.

وفي كلمة ألقاها بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، شدد قاسم على أن "المقاومة لا تسكت على ضيم"، وأنها كانت الخيار الطبيعي لشعب أبيّ يرفض الذل والاحتلال، معتبرًا أن هذا النهج هو الذي قاد إلى التحرير الكبير في 25 أيار 2000.

وأضاف أن المقاومة بدأت تتبلور في ستينات وسبعينات القرن الماضي، مع بروز الإمام موسى الصدر وتأسيسه لحركة المحرومين، مستعرضًا مسار التصعيد الإسرائيلي في الجنوب منذ قرار مجلس الأمن 425 عام 1978، وصولًا إلى الاجتياح في 1982، ومحاولات فرض اتفاق 17 أيار، الذي أسقطته المقاومة بالتعاون مع سوريا.

وأكد أن الانسحاب الإسرائيلي عام 2000 جاء تحت ضربات المقاومة، دون شروط أو اتفاقات، مع خروج الاحتلال ليلًا وترك العملاء لمصيرهم، دون أن تنزلق المناطق المحررة إلى الفوضى أو الفتنة، وهو ما اعتبره انتصارًا أخلاقيًا وأمنيًا غير مسبوق.

وقال قاسم إن "الفضل في التحرير يعود لله، ثم إلى الإمام موسى الصدر، ورجالات المقاومة من أمثال الشيخ راغب حرب، وعباس الموسوي، وسيد المقاومة حسن نصر الله"، موجهًا الشكر إلى الرئيس الأسبق إميل لحود ورئيس الحكومة الأسبق سليم الحص على دعمهما للنهج المقاوم.

المقاومة مستمرة والعدو في مأزق

وأضاف قاسم أن المقاومة أفشلت المشروع التوسعي الإسرائيلي ونقلت لبنان من موقع الضعف إلى القوة، مشيرًا إلى أنها لا تزال قائمة وستبقى، لأنها خيار الشعب وأداة الدفاع عن الكرامة والسيادة.

وتابع: "المقاومة فعل إرادة، وهي ليست فقط سلاحًا، بل منهج وخيار، تُقاتل حينًا، وتصبر وتتحمّل حينًا آخر، لكنها لا تستسلم ولا تقبل الاحتلال".

وفي سياق حديثه عن الأوضاع الإقليمية، قال قاسم إن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية الكاملة عن العدوان الإسرائيلي، سواء في لبنان أو غزة، داعيًا الدولة اللبنانية إلى اتخاذ مواقف أكثر جرأة على مستوى مجلس الوزراء ومجلس الأمن.

وأكد أن المقاومة ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار غير المباشر، لكن الاحتلال ارتكب أكثر من 3300 خرق لهذا الاتفاق، لافتًا إلى أن الصبر له حدود، وأن البدائل جاهزة إذا لم تتحمل الدولة مسؤولياتها.

"النصر أو الشهادة"

واختتم قاسم كلمته بالتأكيد على أن خيار المقاومة لا رجعة عنه، قائلاً: "أمامنا خياران: النصر أو الشهادة. أما التهديد والاستسلام فخارج قاموسنا"، مشددًا على أن لا أحد يستطيع أن يزيح لبنان من موقعه، ولا المقاومة من أرضها، "فدماء الشهداء باتت مجبولة بكيان الوطن".

كما دعا الحكومة اللبنانية إلى الإسراع في عملية إعادة الإعمار كشرط أساسي لاستقرار المواطنين، مؤكدًا أن الدعم العربي، خاصة من العراق، حاضر بقوة، وأن لبنان الرسمي مطالب بالتحرك الفوري لترجمة هذا الدعم إلى خطوات عملية.