في ظل صمت رسمي إسرائيلي تجاه زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمنطقة، والتي تبدأ اليوم الثلاثاء، تواجه حكومة بنيامين نتنياهو موجة انتقادات متصاعدة على خلفية طريقة إدارتها لملف الأسرى وتصاعد التوتر السياسي والدبلوماسي.
واكتفى نتنياهو بالتعليق على الإفراج عن الجندي الإسرائيلي-الأميركي إيدان ألكسندر، معتبراً أن العملية كانت نتيجة "الضغط العسكري الإسرائيلي المتزامن مع الجهد الدبلوماسي الأميركي"، ما أثار تعليقات ساخرة وتشكيكاً في دوره الفعلي.
وفي حديث للإذاعة العبرية، هاجم وزير التعاون الإقليمي دافيد إمسالم الرئيس الأميركي، قائلاً إن "ترمب ليس القائد الوحيد في المنطقة، ويحاول فرض اتفاق مع حماس ووقف الحرب دون تنسيق مع إسرائيل"، مضيفاً: "نحن نبارك النتيجة، لكن الطريقة تعكس شخصية غير مستقرة ولا يمكن التنبؤ بها".
ورأى إمسالم أن تعامل ترمب مع الملفات الإقليمية، بما فيها السعودية واليمن، يتسم بالتقلب والارتباك، قائلاً: "رئيس العالم يجب أن يسلك طريقاً واضحاً. ترمب يغيّر موقفه من الصباح إلى المساء، وهذا يربك العالم".
في المقابل، اعتبر رئيس المعارضة يائير لابيد أن الإفراج عن ألكسندر يمثل "فشلاً سياسيًا ذريعًا" لحكومة نتنياهو، مضيفًا أن الخطوة يجب أن تكون مدخلًا لصفقة شاملة تعيد جميع الأسرى.
بدوره، قال زعيم حزب ميرتس، يائير غولان، إن الحكومة "تخلّت فعليًا عن مواطنيها وتركتهم تحت رحمة قوى أجنبية"، مؤكدًا أن "إعادتهم يجب أن تتم الآن، دون تأخير".
أما رئيس حزب "معسكر الدولة"، بيني غانتس، فدعا نتنياهو إلى "تحمّل المسؤولية الكاملة عن ملف الأسرى وتنفيذ عملية إعادتهم فعليًا".
وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن عائلات الأسرى قولهم إن "تحرير ألكسندر كشف أن الحكومة لا علاقة لها بإعادة الأسرى، وأن الحرب وحدها لن تعيدهم"، مطالبين بإنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق فوري.
إلى جانب ذلك، وجّه مراقبون في إسرائيل انتقادات للحكومة بسبب تجاهلها لما وصفوه بـ"القطار الأميركي" ورفضها التعاون مع الجهود الدولية والعربية، مقابل الاستمرار في حملة عسكرية يرون أنها باتت تُعطّل فرص التوصل إلى صفقة حقيقية.