في حوار نشرته صحيفة واشنطن بوست يوم السبت، أكد الشيخ حكمت الهجري، أحد مشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز في محافظة السويداء، أن “إسرائيل ليست العدو”، داعيًا المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف “المجازر الدامية” والاعتداءات المتواصلة على المدنيين في الجنوب السوري.
وقال الشيخ الهجري، في مقابلته من قريته بقنوات بالسويداء، إن “الأولوية في سوريا اليوم يجب أن تكون للأزمة الداخلية، فلا معنى لإبقاء الخطاب الرسمي على عداوة افتراضية مع إسرائيل”. وأضاف: “عشنا تحت هذه الشعارات لعقود من الزمن، وحان الوقت لتركيز الجهود على حماية شعبنا ومعالجة تداعيات النزاع السوري”.
وفي بيان سابق شديد اللهجة، دان مشايخ الطائفة “المجازر الدموية التي طالت المدنيين في الجنوب”، محذرين من “انزلاق سوريا إلى صراعات طائفية ممنهجة بدعم من أذرع حكومية تكفيرية”. ووجّه البيان اتهامًا صريحًا للحكومة السورية بـ”فقدان المصداقية واستغلال الشعارات الدينية لتبرير العنف”.
وجدد الشيخ الهجري فقدان الثقة في السلطات المركزية، مشدّدًا على “حق الشعب في طلب الحماية الدولية”، ومؤكّدًا أن “التغطية الخارجية للانتهاكات المتكررة بحق المدنيين ضرورة إنسانية وقانونية”. ودعا إلى “إعادة صياغة الإعلان الدستوري الأخير، الذي وقّعه الرئيس المؤقت أحمد الشرع، بما يعكس التنوع الثقافي والتاريخي لسوريا ويؤسس لنظام ديمقراطي تشاركي”.
ويأتي موقف الشيخ الهجري في سياق توتر متصاعد داخل أوساط الطوائف السورية المحلية، حيث يتعاطى قادة المجتمع المدني مع تداعيات النزوح والمعاناة الإنسانية بعيدًا عن الجدل الإقليمي حول الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.