أفادت قناة المسيرة التلفزيونية التابعة للحوثيين باستشتهاد 58 شخصا على الأقل جراء قصف أمريكي لميناء للوقود باليمن، في واحدة من أكثر الضربات فتكا منذ بدأت الولايات المتحدة هجماتها على اليمن.
وذكرت قناة المسيرة أن الغارات على ميناء رأس عيسى بغرب اليمن، أسفرت أيضا عن إصابة 126.
وتعهدت إدارة ترامب بعدم وقف الضربات واسعة النطاق التي بدأت الشهر الماضي ما لم يوقف الحوثيون هجماتهم على حركة الشحن في البحر الأحمر. وتعد الضربات التي تشنها واشنطن أكبر عملية عسكرية لها في الشرق الأوسط منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه في يناير/ كانون الثاني.
وشن الحوثيون منذ نوفمبر تشرين الثاني 2023 عشرات الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على سفن عابرة للممر الملاحي، وأكدوا أنهم يستهدفون سفنا مرتبطة بإسرائيل احتجاجا على عدوانها على غزة.
وتوقفت الجماعة عن شن الهجمات خلال وقف إطلاق النار السابق في القطاع. ورغم تعهد الحوثيين باستئناف الهجمات بعد أن استأنفت إسرائيل هجومها على غزة الشهر الماضي فإنهم لم يعلنوا المسؤولية عن أي هجوم منذ ذلك الحين.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية إنه ليس لديها ما تضيفه للإعلان الأوّلي عن الهجمات وذلك ردا على طلب من رويترز للتعليق على عدد اضحايا الذي أعلنه الحوثيون وعما إذا كان لدى القيادة المركزية تقدير للعدد.
وأعلن الجيش الأمريكي أن قواته دمّرت الخميس ميناء رأس عيسى النفطي في اليمن، وذلك في إطار قطع الإمداد والتمويل عن الحوثيين.
وقالت القيادة المركزية في منشور على منصة إكس في وقت سابق “الهدف من هذه الضربات هو إضعاف مصدر القوة الاقتصادية للحوثيين، الذين يواصلون استغلال مواطنيهم وإلحاق الأذى بهم. ولم يكن القصد إلحاق الأذى بالشعب اليمني”.
تنديد من إيران وحماس
نددت إيران اليوم الجمعة بهذه الضربات الأمريكية الهمجية.
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي “ندين بأشد العبارات الضربة الجوية الأميركية على ميناء راس عيسى اليمني” معتبرا أنه “دليل على الجرائم العدوانية وانتهاك صارخ للمبادئ الأساسية لشرعة الأمم المتحدة”.
من جهتها أدانت حركة “حماس”اليوم الجمعة، الغارات الأمريكية على ميناء رأس عيسى النفطي، واعتبرتها “جريمة حرب وانتهاكا للسيادة اليمنية”.
وقالت حماس في بيان: “ندين بأشد العبارات العدوان الجوي الأمريكي الإجرامي الذي استهدف ميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة في الجمهورية اليمنية، والذي أسفر عن استشهاد وجرح العشرات من المدنيين، بينهم مسعفون وعاملون في الميناء”.
وشددت على أن “العدوان الغاشم يُعد انتهاكاً صارخاً للسيادة اليمنية، ويمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، ويؤكد استمرار السياسات الأمريكية العدوانية التي تستهدف الشعوب الحرة الرافضة للهيمنة الصهيونية والأمريكية في المنطقة”.
واعتبرت أن “العدوان الأمريكي على الشعب اليمني يُعدّ امتدادًا لحرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وللعدوان الأمريكي الصهيوني المشترك على شعوب أمتنا”.
ومنذ 15 مارس/ آذار الماضي، رُصدت مئات الغارات الأمريكية على اليمن، ما أدى إلى استشهاد 125 مدنيا وإصابة 256 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، حسب بيانات حوثية لا تشمل الضحايا من القوات التابعة للجماعة.
وتأتي هذه الغارات بعد أوامر أصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجيش بلاده بشنّ “هجوم كبير” ضد جماعة الحوثي، قبل أن يهدد بـ”القضاء عليها تماما”.
غير أن الجماعة تجاهلت تهديد ترامب، واستأنفت قصف مواقع داخل إسرائيل وسفن في البحر الأحمر متوجهة إليها، ردا على استئناف تل أبيب منذ 18 مارس/ آذار الماضي حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية في غزة، قتلت إسرائيل 1691 فلسطينيا وأصابت 4464 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات وزارة الصحة في القطاع حتى ظهر الخميس.
وإجمالا، أسفرت الإبادة الإسرائيلية بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عن أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.