أسواق جنين تستعيد بريقها بعد فتح معبر الجلمة

أخيرا، بدأت أسواق محافظة جنين شمال الضفة الغربية باستعادة جزءا من بريقها التواق، بعد توافد المتسوقين من عرب الداخل للتبضّع من أسواق المحافظة، وذلك بعد فتح إسرائيل معبر الجلمة نهاية الأسبوع الماضي، في خطوة أعادت الأمل إلى شوارع المدينة وأسواقها، وأحيت مشاعر الشوق للحياة الطبيعية في نفوس آلاف الزائرين.

ومع ساعات الصباح الأولى من هذه الأيام، بدأت طوابير السيارات تصطف لمسافات طويلة امتدت لعدة كيلومترات على جانبي الطريق المؤدي إلى المعبر، وهذا المشهد لم يكن مجرد مشهد مروري، بل تعبير حيّ عن حاجة الناس للعودة إلى روتينهم المعتاد، بعد فترات من التوتر والإغلاق أثقلت كاهل الجميع، حتى تجار جنين باتوا يعربون عن أملهم في فتح المعبر خلال أيام قليلة، بما يسمح لهم بالتعافي اقتصاديا.

في أسواق جنين، كان المشهد مختلفًا. المحال فتحت أبوابها بأمل جديد، والباعة استقبلوا الزبائن بترحاب يفيض بالفرح والامتنان. صوت الحركة، والمساومة، ورائحة الخبز والقهوة، كلّها عادت لتشكل ملامح المدينة التي لطالما كانت مقصداً للتسوق والتواصل الاجتماعي لسكان المناطق المجاورة.

والحقيقة، هي أن العديد من تجار المدينة يعوّلون كثيرًا على استمرار فتح المعبر خلال الأيام المقبلة، إذ يشكل الزوار من الداخل ركيزة أساسية في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي، واحداث انتعاشا اقتصاديا واستعادة حياتهم الطبيعية، وعلاقاتهم الاجتماعية التي تربطهم بأهل الداخل منذ عقود.

وبعيدا عما تروجه وسائل اعلام عربية وإقليمية حول اسطورية سكان جنين، وأن الموت أسمى أمانيهم، إلا أن الحقيقة هي أن سكان وتجار المدينة على حد سواء، يأملون بأن لا يكون هذا الفتح المؤقت سوى مقدمة لعودة دائمة، تعيد الحياة إلى جنين وتكسر عزلتها، وتؤكد أن الناس، مهما كانت الظروف، يتوقون دوما إلى الأمان، والاستقرار، والحياة المشتركة.

ومن المهم أن تقوم إسرائيل بخفض التصعيد في الضفة بفتح جميع المعابر ومن بينها الجلمة، خاصة وأن الفلسطينيين يعانون من ويلات الحرب، وتحولت الأراضي إلى قفص كبير.

ولكن ربما في حالة الضغط على إسرائيل، وفتح معبر الجلمة بشكل دائم، قد تدخل آلاف المركبات من إسرائيل إلى المدينة يوميا، مما قد يزيد بشكل كبير من المكاسب الاقتصادية، وبالتالي إنعاش حالة التجار والمواطنين والاقتصاد ككل، وابعاد فتيل التوتر والتصعيد إلى غير رجعة..