غزة في عين العاصفة والضفة تحت وطأة الرعب!

علاء مطر

في ظل المخاوف من عودة إسرائيل الى شن حرب جديدة على قطاع غزة، بعد التصعيد الأخير، تعيش الضفة الغربية حالة من القلق المتزايد مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية، وهذا حق سكانها، بعدما ازدادت حدة تركيز الضربات الإسرائيلية حاليًا في شمال الضفة، حيث تكثف قوات الاحتلال عملياتها ضد المجموعات المسلحة، وهو ما يراه كثيرون بأنه ليس سوى خطوة تحضيرية لمواصلة القتال في غزة المنكوبة.

وفي استراتيجية تعكس رغبة إسرائيل في تحييد أي تهديدات بالضفة الغربية قبيل التفرغ مجددا لجبهة غزة، كثفت إسرائيل خلال اليومين الأخيرين عملياتها العسكرية في مدن مثل جنين ونابلس وطولكرم، حيث تنفذ غارات جوية ومداهمات تهدف إلى القضاء على الكتائب المسلحة بأسرع وقت ممكن، الأمر الذي يزيد من مخاوف السكان الذين باتوا يواجهون اقتحامات يومية واشتباكات دامية.

ورغم أن التصعيد في الضفة يأخذ حاليًا الحيز الأكبر من الاهتمام العسكري الإسرائيلي، فإن قطاع غزة لا يزال في عين العاصفة. ومع فشل جهود التهدئة واستمرار التوترات بين إسرائيل وحماس، تزداد المؤشرات على أن إسرائيل قد تعود لشن عملية عسكرية واسعة في القطاع، خصوصًا إذا شعرت أنها حققت أهدافها في الضفة أو رأت في ذلك فرصة لإنهاء ما تبقى من المقاومة الفلسطينية هناك.

ويعيش المدنيون في الضفة الغربية تحت وطأة الرعب، حيث أصبح اقتحام المدن والبلدات أمرًا يوميًا، فيما تتصاعد المخاوف من أن يتحول المشهد إلى نسخة جديدة مما يحدث في غزة. وبالنسبة للفلسطينيين في القطاع، فإن احتمالية العودة إلى القتال تعني المزيد من الدمار وسقوط المزيد من الضحايا، في وقت يواجهون فيه بالفعل كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب الحصار والقصف المستمر.

ومع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة وتزايد الحديث عن ضربات جديدة في غزة، يبدو أن المنطقة تتجه نحو تصعيد جديد قد يكون أكثر عنفًا مما شهدته الأشهر الماضية.

وفي ظل غياب أي أفق لحل سياسي حقيقي، تبقى حياة الفلسطينيين معلقة بين الاجتياحات العسكرية والتوترات المستمرة، بينما يتفرج العالم على مأساة لا تنتهي، ليبقى الوضع في الضفة الغربية مقلقًا، مع تصاعد العمليات العسكرية والمخاوف من تكرار سيناريو الدمار الذي شهدته مناطق في غزة، مما يستدعي تدخلًا دوليًا عاجلًا لوقف التصعيد وحماية المدنيين..فهل نرى تحركات توقف إسرائيل عن جرائمها؟ هذا ما نتمناه في الأيام المقبلة..