نساء غزه يمتهن المخترة في ظاهرة جديده وغير مألوفة

موقع مدينة رام الله الاخباري :

في مشهد اجتماعي جديد وغير مألوف ومثير للاستغراب، وفي إطار المساواة بين المرأة والرجل في مجالات الحياة كافة، ومنها مجالات الإصلاح والمشاكل الاجتماعية ظهرت مؤخراً على مستوى قطاع غزة \"مختارات \" لحل القضايا الاجتماعية الخاصة بالنساء.

هذا الموضوع أثار تساؤلات في الشارع الغزي حول صحة تفعيلها اجتماعياً حسب العادات التي تمس الشارع الغزي.

الشابة آمنة حميد قالت: \"إنّ خطوة تفعيل دور مختارات نساء جميلة، ولكني أرى أن النساء يحكمن بالعاطفة على الأمور ولا يحتكمن غالباً لتوظيف العقل\".وتابعت قولها: \"من الأفضل تفعيل دور المرأة في مجالات أكثر تناسباً مع كيمياء المرأة فسيولوجيا والابتعاد عن تفعيل دورها وإعماله في إطار يشبهها بالرجال فهذا يتنافى باعتقادي مع ديننا الإسلامي\".

وتتفق الصحفية آصال أبو طاقية مع حميد في وجهة نظرها، قائلةً \"لقد كُرمت المرأة في جميع المواضع ولها في الإسلام المكانة العظيمة، ولكن طبيعتها الأنثوية لا تتلاءم لأن تكون \"مختارة \"، لأن الرجل أقدر وأكفأ في هذه المواضع التي يكثر فيها المشاكل فيحلها بالعقل\".

وأضافت أبو طاقية: \"بينما المرأة طبيعتها تجعلها تحكم بناءً على عواطفها وبذلك لن يكون حكمها سليماً وصحيحاً وعادلاً، لكن ممكن يكون مركز نسائي استشاري لحل النزاعات أو تقديم الاستشارات والنصائح\".

مختارات غزة

المختارة فاتن حرب \"أم رمضان \" ( 41 عام) من دير البلح وهى أم لأربع بنات وولد خريجة تعليم أساسي قالت:\" إن كلمة المختارة ولدت من شدة العنف الذي واجهته المرأة عدم حصولها على حقوقها وتمركز القرار بيد الرجل أو الأب أو الزوج بمعنى أن المرأة لا يوجد لها الرأي.

وتابعت \"هدف المخترة المحافظة على الترابط الأسرى والتلاحم كون الأسرة نواة المجتمع في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها امرأة\"، مبينةً وجود المختارة جانب السيدات شيء مهم حيث تشعر المرأة بالراحة في الحديث إذا كانت سيدة \"مختارة\" بجانبها.

وأوضحت حرب أنّ المشاكل التي تحلها المختارات هي نسوية أسرية، مشيرة إلى أنها والمختارات يعتبرن مختارات غزة وليس مختارات عائلات أنهن يعملن ضمن مؤسسات وتم اختيارهن وفق معايير معينة.

ونوهت إلى أنهن يتبعن للمركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات و يتابعهم أولا بأول و أي مشكلة تحتاج لمحامي يتم التواصل مع المركز وحلها هناك .وعن تواصل الناس معها بينت أن التواصل يكون عن طريق الجوال الخاص يتصلوا بي الناس أو عن طريق المركز وهو يوجهنا وفي بعض الأحيان نخرج مع المختار ، وممكن المختار يكون لديه مشكلة ويحتاج لمختارة ويوجد تعاون فيما بيننا .

\"thumb

وأشارت حرب إلى أن النساء \"المختارات\" الأقدر على حل القضايا النسوية لأنهن يكن على علم ودراية كونهن نساء ويكن على دراية بالمشاكل النسوية أكثر، منوهة أنه حصل أنها حلّت مشكلة من هذا النوع عجز المخاتير الرجال عن حلها .

مدير الوحدة القانونية في المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات يونس الطهراوى قال: \"إن فكرة وجود المختارات جاءت من خلال عملنا في قضايا الدعم الاجتماعي والتدخل وحل المشكلات .وأوضح أن الحاجة لوجود مختارة ظهرت نتيجة وجود قضايا تحتاج للنزول للميدان والدخول للبيوت وتكون خاصة بالأسرة والنساء ومن الصعب حلها مع أخصائي اجتماعي أو مختار.

وقال الطهراوي: \"في البداية أعددنا الدورات للعديد من السيدات لحين اختيار أفضل المشاركات في هذه الدورة وبعد تدريب مكثف اخترنا تقريبا 11 مختارة موزعين على جميع محافظات القطاع من الشمال للجنوب\".

و بين أن فكرة المختارات جديدة ومستحدثة وكان هناك إحجام في البداية للتعامل معهم خصوصا من المخاتير وما زال موجود بعض الأعراض عن وجودهم حتى اللحظة، أما الناس يوجد قبول مجتمعي منهم تجاه وجود المختارات.

وعن معايير تعيين المختارة بين الطهراوي لـ\"الرأي\" أن العمر يجب أن لا يقل عن 35 عام، و أن تكون المتقدمة للمخترة تتمتع بالقبول الاجتماعي وتكن شخصيتها مقبولة و لديها تأهيل في إدارة النزاعات وقانون التحكيم و إدارة جلسات الوساطة.

مُصلحة وليست مختارة

رئيس جمعية مخاتير فلسطين المختار سيف الدين أبو رمضان \" أبو سامر \" قال : إن موضوع المختارات أثار بلبلة عند الناس وفي الرأي العام.وأوضح أن المرأة لم تشارك الرجل في مجال الإصلاح ولم يكن لها الدور منذ زمن، أما خلال الوقت الحالي أصبحت المرأة تطلب وتنادي بحقوقها بالمجالات كافة، ويعتبر مجال الإصلاح أحد المجالات التي تطالب بالمساواة فيه أيضاً.

و أكد أبو رمضان أن هؤلاء النساء لا يطلق عليهن لقب مختارات لأن المختار يعين بشكل مباشر من رئيس السلطة وهؤلاء النساء لم يتم تعيينهن.

وصرح أنه يتحدث بصفة رسمية و يتعامل كمؤسسة رسمية مرخصة من الحكومة، أن المصطلح الصحيح الذي يطلق عليهن هو \" مصلحة اجتماعية وليس مختار ، ويمكن الاستعانة فيهم بخصوص الامرأة والنساء فقط.

وفي ذات الإطار، أكد وكيل وزارة الحكم المحلى سفيان أبو سمرة، أنه لا يوجد أي مختارة تقدمت للوزارة لطلب الحصول على ترخيص بشكل رسمي ولا يوجد أي امرأة تمتلك تملك ختم رسمي كمختارة.

المصدر : وكالة الرأي