قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابا فلسطينيا خلال اقتحامها الواسع لمدينة نابلس فيما أصيب أخرون، في وقت دفعت قوات الاحتلال، بتعزيزات عسكرية إلى مدينة طولكرم ومخيميها، وسط تحليق لطيران الاستطلاع، مع دخول العدوان يومه الثلاثين.
وقالت مصادر طبية من مستشفى النجاح الجامعي أن الشاب طارق قاسم قصاص سقط شهيدا بعد إصابته برصاص الاحتلال بمحيط المقبرة الغربية في نابلس.
وفي السياق، أصيب 7 مواطنين، بينهم مواطن بجروح خطيرة، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال جددت للمرة الثالثة منذ ساعات صباح الثلاثاء، اقتحام مدينة نابلس، وسط انتشار في محيط المقبرة الغربية.
وأضاف، أن 7 مواطنين، منهم شاب وصفت جروحه بالخطيرة عقب إصابته بالرصاص في الصدر، واثنان أصيبا بالرصاص الحي و3 بشظايا الرصاص، وواحد نتيجة السقوط، و15 آخرين بالاختناق، عقب إطلاق قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز السام صوب المواطنين، خلال اقتحامها المدينة.
وكانت قوات الاحتلال قد انسحبت عند ساعات الظهر من محيط جامعة القدس المفتوحة، بعدما استولت على تسجيلات كاميرات.
وفي طولكرم، دخلت العملية العسكرية على المدينة ومخيميها يومه الثلاثين وسط مزيد من سياسات الهدم والتهجير.
وقال رئيس اللجنة الشعبية في مخيم نور شمس بطولكرم نهاد الشاويش ان الاحتلال هجّر قسرًا معظم العائلات من المخيم، الذي يتعرّض للعدوان منذ 17 يومًا، فيما بقي عدد قليل من العائلات على أطرافه.
كما قالت اللجنة الإعلامية في مخيم طولكرم إن العدوان على مدينة طولكرم ومخيمها دخل، شهره الثاني على التوالي، مخلفًا 12 شهيدًا، بينهم طفل (7 أعوام)، ومواطنتان إحداهما حامل في شهرها الثامن، وأكثر من 20 مصابًا، بعضهم نتيجة الرصاص الحي والشظايا، وأخرى بسبب صدمهم بالآليات العسكرية.
وذكرت اللجنة، في بيان صحافي، أن قوات الاحتلال طردت الأهالي تحت تهديد السلاح، ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة بين سكان المخيمَيْن تجاوزت 15 ألف نازح، توزّعوا في مراكز إيواء ومنازل أقاربهم في المدينة وضواحيها وقراها.
وحسب اللجنة الإعلامية، فإن قوات الاحتلال اعتقلت خلال العدوان المستمر 165 مواطنًا على الأقل، إضافة إلى العشرات الذين خضعوا للتحقيق الميداني.
وأضافت اللجنة أن العدوان تسبّب في دمار شامل للبنية التحتية؛ بما في ذلك شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات، مما أثر بشكل كبير على حياة السكان الذين بقوا في بعض أحياء مخيمي طولكرم ونور شمس. وتتفاقم معاناة المواطنين بسبب النقص الحاد في الطعام، والمياه، والأدوية، وحليب الأطفال.
كما أدى العدوان المتواصل على مخيم طولكرم الى تدمير البنية التحتية بشكل كامل، وغير مسبوق، وطال شبكات الكهرباء، والمياه، والصرف الصحي، والاتصالات، والانترنت.
وندد “المرصد الأورومتوسطي” لحقوق الإنسان بأوامر وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي لجيشه بالسيطرة على ثلاثة مخيمات شمالي الضفة الغربية ومنع عودة سكانها. وأكد أن هذه الأوامر تعكس تصعيدًا خطيرًا لجريمتي الفصل العنصري والتهجير القسري التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني منذ النكبة.
وندد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأوامر وزير الجش الإسرائيلي للسيطرة على مخيمات شمالي الضفة الغربية ومنع عودة سكانها، وأكد أن هذه الأفعال تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأوضح المرصد أن وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس أعلن طرد نحو 40 ألف لاجئ فلسطيني من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، بزعم محاربة وتدمير “البنية الإرهابية” في تلك المناطق. وأضاف أن ما يحدث على أرض الواقع هو اقتلاع جماعي للفلسطينيين من أماكن لجوئهم، وتدمير شامل لمنازلهم ومصادر رزقهم والبنية التحتية المدنية، بهدف فرض واقع جديد يجعل عودتهم مستحيلة.
وأشار المرصد إلى أن هذه الأفعال تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مؤكدًا أن جيش الاحتلال ينفذ عملياته العسكرية بأساليب تنتهك قواعد القانون الدولي التي تُلزم بحماية المدنيين والأعيان المدنية.
أكد المرصد أن إدخال جيش الاحتلال للدبابات وإقامة مواقع عسكرية داخل المخيمات يعكس توجهًا لفرض أمر واقع جديد بالقوة العسكرية، بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي. وأضاف أن فريقه الميداني رصد تحرك نحو 3 دبابات إسرائيلية في محيط مخيم جنين، وتمركزها هناك، ما يشير إلى تكريس السيطرة العسكرية على المنطقة.
وفي ملف الأسرى، أعلنت مؤسسات الأسرى عن استشهاد الأسير مصعب هاني هنية (35 عامًا) من غزة، أثناء اعتقاله في سجون الاحتلال.
وقال نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى في بيان مشترك، إنهما تلقيّا ردًا من جيش الاحتلال بأن الأسير هنية استشهد في الخامس من كانون الثاني/يناير 2025.
وأشار البيان إلى أن هنية اعتقل من مدينة حمد في تاريخ 3 آذار/مارس 2024، ولم يكن يعاني من أية مشاكل صحية قبل اعتقاله بحسب عائلته، علماً بأنه متزوج وله طفل وحيد يبلغ من العمر 9 سنوات.
وأضاف، أنّ الاحتلال لا يكتفي بقتل الأسرى، بل يتعمد التلاعب في الردود في الكشف عن مصيرهم، وقد حصل ذلك مرات عديدة.
وأكد أنّ كافة الردود التي تتعلق بالشهداء، هي ردود من جيش الاحتلال، فيما لا يوجد أي دليل آخر على استشهادهم، كون الاحتلال يواصل احتجاز جثامينهم. وفي أغلب الردود، يشير الاحتلال إلى أنه استمرار التحقيق، في محاولة منه للتنصل من أي محاسبة دولية.
وباستشهاد الأسير هنية، يرتفع عدد الشهداء بين صفوف الأسرى في سجون الاحتلال، منذ بدء حرب الإبادة، إلى 59 شهيدًا (يشمل العدد فقط الشهداء المعروفة هوياتهم)، بينهم 38 على الأقل من غزة، وهذا العدد هو الأعلى تاريخيًا.
ولفت البيان إلى ارتفاع عدد شهداء الحركة الأسيرة، المعلومة هوياتهم منذ عام 1967، إلى 296، علمًا أن هناك عشرات الشهداء من معتقلي غزة رهن الإخفاء القسري.
وتابع البيان المشترك لنادي الأسير والهيئة، “أنّ قضية استشهاد الأسير هنية تُشكّل جريمة جديدة في سجل منظومة التوحش الإسرائيليّ، التي وصلت إلى ذروتها منذ بدء حرب الإبادة، وأنّ ما يجري بحقّ الأسرى والمعتقلين ما هو إلا وجه آخر لحرب الإبادة، الهدف منه هو تنفيذ المزيد من عمليات الإعدام والاغتيال بحقّ المعتقلين”.
وحمّل البيان الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير هنية، مطالبًا المنظومة الحقوقية الدولية، بالمضي قدماً في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ شعبنا.