قال محافظ شمال سيناء المصرية خالد مجاور، الجمعة، إن معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة سيفتح خلال ساعات لنقل الجرحى، تزامنا مع إعلان وزارة الصحة بغزة أن أول فوج من المرضى سيسافر عبر المعبر غدا السبت.
وقال المحافظ بتصريحات خاصة للأناضول في أول تعليق مصري رسمي بعد أحاديث إسرائيلية وأوروبية بشأن افتتاح المعبر الجمعة: "سيتم بعد ساعات، افتتاح معبر رفح من الجانب المصري لاستقبال الجرحى".
وأضاف: "ستستمر شاحنات المساعدات في الدخول إلى قطاع غزة من الجانب المصري للمعبر ومن هناك إلى معبري كرم أبو سالم والعوجة (الخاضعين للسيطرة الإسرائيلية)".
وأكد المحافظ أن الجانب المصري من المعبر "كان جاهزا ولم يصبه أي ضرر نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية، لكن التأخر كان في الجانب الفلسطيني جراء الأضرار الناجمة عن العمليات العسكرية".
وأوضح أن "اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة (بين حركة "حماس" وإسرائيل) ينص على افتتاح المعبر من الجانبين عندما يكون الجانب الفلسطيني جاهزا".
وقال إن وزارة الصحة المصرية "جاهزة لاستقبال الجرحى" الفلسطينيين، دون ذكر عددهم.
وبوقت سابق الجمعة، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة أن أول فوج من المرضى والجرحى سيسافر عبر معبر رفح البري، السبت، ضمن تفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار.
وذكر محافظ سيناء أن الجانب المصري من معبر رفح "سيكون تحت سيطرة مصر بكل تأكيد، أما نظيره الفلسطيني فسيكون طبقا للاتفاق "تحت سيطرة فلسطينية وبعثة الاتحاد الأوروبي".
وأكد وصول البعثة الأوروبية إلى الجانب الفلسطيني من المعبر "لبدء عملها".
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن الاتحاد الأوروبي استئناف عمل بعثته المدنية في معبر رفح الحدودي.
وفي منشور عبر منصة "إكس"، قالت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس: "أوروبا هنا للمساعدة، وتنتشر بعثة الحدود المدنية التابعة للتكتل اليوم (الجمعة) في معبر رفح بناء على طلب الفلسطينيين والإسرائيليين".
ووفقا لكالاس، فإن البعثة "ستدعم موظفي الحدود الفلسطينيين، وتسمح بنقل من يحتاجون لرعاية طبية إلى خارج قطاع غزة".
وقبل ذلك بساعات، قالت هيئة البث العبرية الرسمية إن معبر رفح سيفُتح اليوم الجمعة، تطبيقا لاتفاق تبادل الأسرى.
وأضافت: "سيفتح معبر رفح للمرة الأولى الجمعة وليس في بداية الأسبوع (الأحد المقبل)، كما كان مخططا أصلا بموجب اتفاق المرحلة الأولى في صفقة تبادل الأسرى".
ويمثل إعادة فتح معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر الخطوة الكبيرة التالية في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.
واحتلت إسرائيل الجانب الفلسطيني من المعبر في مايو/ أيار 2024، واحتلال إسرائيل للمعبر الذي يعتبر رئة الفلسطينيين إلى الخارج، حال دون تمكن آلاف الجرحى من السفر إلى الخارج لتلقي العلاج.
تجدر الإشارة إلى أن بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية أطلقت في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2005، عقب خطة الانسحاب أحادية الجانب التي نفذتها إسرائيل من غزة، وانتهت مهمتها في 13 يونيو/ حزيران 2007، عندما انتقلت الإدارة في غزة إلى حركة حماس.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، بدأ سريان وقف لإطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل، يستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.