ينتهي عام 2024 الجاري بعد أسبوعين من الآن، ولم يبق لشهر ديسمبر إلا 15 يوما فقط، فهو شهر النهايات لكل شيء، بدء من الولايات المتحدة الأمريكية، التي سينتهي فيها حكم بايدن الديمقراطي، ويبدأ بعدها ترامب بحكم العالم، مرورا بسوريا التي هرب منها رئيسها المخلوع بشار الأسد الى روسيا لينهي حكم أكثر من 50 عاما لعائلة الأسد، وليس انتهاء بوقف حرب لبنان وبقرب انتهاء الحرب على غزة التي دخلت شهرها الرابع عشر على التوالي، في ظل رغبة ترامب بإنهائها قبل دخوله البيت الأبيض.
في ديسمبر، ستنتهي فترة الانتظار والترقب المسيطرة على العالم كله، وتسير الأنباء عن قرب التوصل الى تهدئة بغزة بزخم كبير، في ديسمبر انتهى الحديث عن الحرب الشاملة في الشرق الأوسط، وانتهى وصول الصواريخ والطائرات المسيّرة إلى تل أبيب الكبرى التي أصبحت في فترة من الفترات مثل سديروت.
في ديسمبر، ينتبه الجميع إلى دور السلطة الفلسطينية وقدراتها وإمكاناتها وخططها تجاه نفيها وتجاه غزة وتجاه المنطقة كلها، وبأية أدوات، فبعد فوز ترامب، سوف يرفع هذه الأسئلة مباشرة أمام الرئيس أبو مازن ويطالبه بإجابات فورية.
في ديسمبر، ستندفع الفصائل الفلسطينية بقوة أكبر للعناوين السياسية، وستعود بقوة، وبالذات حركتي فتح وحماس، لأن الحكومات ضعيفة ولا تملأ الفراغات الكبيرة التي تركتها الحرب وويلاتها، واحتياجات العوائل المنكوبة والأيتام ستكون كافية لإعادة إنتاج التنظيمات لنفسها وبأشكال اجتماعية جديدة.
في ديسمبر، على نتنياهو أن يقرر: هل ينهي الحرب على غزة والضفة الغربية أم يتورط باحتلال طويل وقاس للأراضي الفلسطينية، من المؤكد أن نهايته لن تكون لصالح تل أبيب ولا لصالح واشنطن؟
هناك عدد من العناوين التي سوف تقرر شكل النهاية الديسمبرية وهي: هل الأسرى الإسرائيليون أحياء، وكم بقي منهم على قيد الحياة؟، هل تل أبيب مستعدة لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والانسحاب من غزة والسماح بإعادة إعمارها؟، هل تعود حماس الى رشدها وتوقف ويلات الحرب وتنقذ ما تبقى من قطاع غزة وأهلها؟