غارات إسرائيلية على سورية وانسحاب روسي من مطار القامشلي

شن الطيران الإسرائيلي الليلة الماضية وفجر الأحد، عشرات الغارات على مواقع عسكرية في أنحاء سوريا في غضون ساعات، بعد نحو أسبوع على إطاحة فصائل المعارضة المسلحة برئيس النظام بشار الأسد، في وقت أظهرت مؤشرات على انسحاب روسي من مطار القامشلي.

ورصد "العربي الجديد" إقلاع طائرتين روسيتين للشحن العسكري من طراز "إليوشن" من مطار القامشلي الدولي بمحافظة الحسكة، في شمال شرق سورية، مع ترجيح اتجاههما نحو قاعدة حميميم الجوية العسكرية الروسية في اللاذقية.

ويأتي ذلك وسط تقارير حول احتمالية الانسحاب الروسي الكامل من الأراضي السورية، في أعقاب إسقاط نظام بشار الأسد وفراره إلى موسكو الأسبوع الماضي، ورصد الأقمار الصناعية لتجهيزات انسحاب روسية في القامشلي واللاذقية.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو شن 61 غارة على سورية خلال الساعات الماضية، ما رفع حصيلة الهجمات إلى 446 منذ سقوط نظام الأسد.

إلى ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "61 ضربة جوية استهدفت الأراضي السورية في أقل من 5 ساعات، ولا تزال الضربات مستمرة". وقال "يواصل الطيران الحربي الإسرائيلي تصعيده العنيف على الأراضي السورية" مستهدفا خصوصا بـ"صواريخ فراغية أنفاقا تحتوي على مستودعات صواريخ بالستية داخل الجبال".

وأضاف "تحتوي المستودعات على صواريخ كبيرة وذخيرة وقذائف هاون وغيره من العتاد العسكري الذي تسعى إسرائيل لتدميره".

وأشار المرصد إلى ارتفاع "عدد الضربات الإسرائيلية إلى 446 غارة طالت 13 محافظة سورية منذ سقوط النظام السابق في 8 كانون الأول/ديسمبر".

وأفاد المرصد أيضا بضربات إسرائيلية طالت مستودعات أسلحة أخرى في منطقة القلمون قرب دمشق، وكذلك قرب درعا والسويداء في الجنوب.

وفي وقت سابق، أفاد المرصد بأن "معهدا علميا" ومواقع عسكرية أخرى في برزة، عند الطرف الشمالي الشرقي لدمشق، قد دمرت جراء ضربات إسرائيلية.

كما استهدفت الضربات "مطارا عسكريا" في ضواحي المدينة، وفق المرصد.

والجمعة ذكر المرصد أن القوات الجوية الإسرائيلية استهدفت "قاعدة صواريخ في جبل قاسيون في دمشق"، إضافة إلى مطار في منطقة السويداء و"مختبرات للبحوث والدفاع في مصياف" في محافظة حماة.

وأصدر وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الجمعة، أوامر للجيش الإسرائيلي "بالاستعداد للبقاء" طوال فصل الشتاء في المنطقة العازلة بين سورية وإسرائيل في هضبة الجولان الإستراتيجية المحتلة.

وندد قائد هيئة تحرير الشام التي تولت السلطة في سورية بعد سقوط الأسد، بتوغل القوات الإسرائيلية في جنوب البلاد، مع تأكيده أن الوضع الراهن "لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة".

وقال أبو محمد الجولاني في تصريحات نقلتها قنوات الفصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام على تلغرام إن "الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك في سورية بشكل واضح مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة".

غير أن الجولاني الذي بات يستخدم اسمه الأصلي أحمد الشرع أضاف أن "الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة".