مع اقتراب عيد الميلاد بعد نحو أسبوعين من الآن، يشعر تجار البلدة القديمة في القدس الشرقية بتفاؤل حذر بشأن تحسين أعمالهم، وذلك بعد أشهر من الكوارث والارتدادات السلبية الناتجة عن الحرب في غزة، حيث عانى تجارها وسكانها من خسائر اقتصادية فادحة في سبل عيشهم، نتيجة لنقص السياح الأجانب الذين كانوا المحراك الأساسي لاقتصاد البلدة القديمة بالقدس.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يرغب تجار القدس الشرقية في تحسين روتين العمل في البلدة القديمة، فيما بدأت الأوضاع تتحسن تدريجيا مؤخرا، بعد عودة السياح الى المدينة القديمة، ليتأكدوا مما كانوا متأكدين منه سابقا، وهو أن الأجواء الهادئة في المدينة هو السبيل الوحيد الذي يمكنه تحسين الوضع الاقتصادي ويعيد السياح.
وعلى الرغم من تغني حركة حماس، بأن طوفانها "المبجل" كان من أجل القدس والأقصى، إلا أنه منذ ذلك التاريخ، شهدت المدينة المقدسة اقتحامات من قبل المستوطنين بأعداد مهولة لم تكن قبل ذلك التاريخ، واعتداءات غير مسبوقة، وهتافات عنصرية للمسلمين والعرب بشكل يومي وكل ساعة، حتى وصل العدد بالآلاف، في عدوان كبير وهمجي، وفقا لما أعلنت الأوقاف الإسلامية بالقدس.
ووفقا لما أظهرته مقاطع فيديو بثها نشطاء من داخل القدس التي لا يسمح سوى لسكان البلدة القديمة بدخولها، يتم اعتقال عدد من المواطنين من قبل شرطة الاحتلال بعد الاعتداء عليهم بالضرب المبرح، فيما أظهرت مقاطع فيديو أخرى رفع المستوطنين الاعلام الإسرائيلية داخل باحات الأقصى، وهو ما لم يكن يجرؤ عليه المستوطنين من قبل السابع من أكتوبر، بينما ردد المستعمرون هتافات عنصرية معادية للعرب وادوا رقصات تلمودية استفزازية أيضا لم يكونوا يقومون بها من قبل.
للأسف، حماس وقعت في ورطة حقيقة عندما قررت تنفيذ عملية السابع من أكتوبر، والتي تسببت في اغراق الأقصى والقدس بالمضايقات الإسرائيلية اليومية بشكل كبير، وستكون بكل تأكيد سببا في تقويض حركة الفلسطينيين هناك، لكن الأهم والأصعب من ذلك، هو أن الشعب الفلسطيني دفع ثمن كبير لتفكير "مهووس" لبعض قادة حماس، الذين أوهمونا بأن أي قدم أي مستوطن تدخل القدس بعد الطوفان ستكسر، فهل نشهد تهدئة مؤقتة يستريح فيها الفلسطيني في غزة من القتل والدماء والدمار، ويوقف التضييقات الإسرائيلية المتواصلة بالقدس؟ أم تواصل إسرائيل حرب الإبادة إلى أجل غير مسمى على كل ما هو فلسطيني في كل مكان..يا ليلنا الطويل في كل مكان.